مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/02/17 11:36
دعيني أحبك أكثر فأكثر
دعيني أحبك أكثر فأكثر
سميرة بيطام
 
تخاصمنا و جادلنا في بواطن المد و الجزر و قلنا كلاما كثيرا، صارحت و لم تفقهي قولي ، أدبت الغرور فيك و طوعت التكبر منك فقلت لي كفاني كلاما منك يجرحني ، صححت للتو ردة فعلك فقلت لك أنك أختي في الله و من واجب الأخوة أن أحرص على ما ينفعك من غير أن ألحق بك أي مضرة ، فلا تفهمي مني نقصا أو تتجاوزي على قامتي بسوء ظن ، فحتى لو فعلت سأبتسم و أقولها لك شكرا و لن أزيد على فتيل الغضب منك ، لأن من شدة الحب ما كان نقدا و ملاما و عتابا و اني لعاشقة لصف المعاتبين لي دائما لأن قلوبهم عامرة بالإيمان و إلا فلما صاحبتك و صاحبت غيرك ممن لهن نفس درجة الكبرياء و الحب لدين الله و لما يرتضيه رب العباد ؟.
أقرأ رسائلك باعتزاز و لو فيها ملام ، و أركز على نقاط القوة فيك لو كنت مريضة لأني أريد لك شفاءا و ينبوعا  يزخر بخير العطاء .تابعي و اكتبي و قولي ما في قلبك فاني لك مستمعة جيدة و ناقدة معتدلة، و لو كنت قلقة وفرت عنك شرح ما يوجعك لأني أفهم ذلك من لقطة الوقوف لديك لو مررت من أمامك فحقا انت ضعيفة و من واجبي أن أسند ظهرك بما يقيم فيك سقوطا وشيكا و هذا بكلام التشجيع و القوة حتى تستمري ، لا تخافي مني تركيزا على توترك لأني سأتابع فواصل الحديث منك لأفهم درجة اليقظة منك..هكذا أريد أن تستمعي لي لأني باختصار شديد أريد أن  أحبك أكثر..
فما كان لله دام و اتصل و ما كان لغيره زال و انفصل ، و كلينا حبنا كان لله فلنكافح للحفاظ عليه ، فان أنت تنازلت عن شد حبل الوصال مددت يدي لأحافظ على امتداد المحبة الى قلبك و ان أنا ارخيت فواصل الاعجاب لظرف من الظروف انطلقي أنت و دونما طلب مني و ارفعي عني ثقل أمانة الأخوة حتى لا تضيع و تتلاشى و بالتالي تموت و قد أمضينا سويا عهدا أمام الله أن نحب بعضنا بعض في الشدة و الرخاء ، في الفرح و في الحزن ، في اليقظة و في الغفلة ، فكلتينا بين شدائد كثيرة منها وسوسة الشيطان و هوى النفس و كيد الحسود يرقب خصامنا و مفتن ينقل الأكاذيب ليدمر أخوتنا و مادة تشترى بها الأنباء و الحيل بأبخس الأثمان ، لكن أنا و أنت نحفظ سيرة هؤلاء جميعا و علينا بالدفاع عن صرحنا المتين الذي هو لله و في الله.
أحبيني أنت أو دعيني أحبك أكثر و كلتينا تسعى لأن تمسك بيد الأخرى و تمني دخول الجنة لأن الوعد هو أن يظلنا الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، فكافحي أختي و على الواجهة الأخرى أشيد بكفاحك بقلمي أني سأظل أحبك ما حييت لأن ما ينتظرنا من كنوز الجنان أغلى و أرفع و أبقى من ممتلكات الدنيا الزائلة ،فحينما نعرف جوهر الأمور نختار الأفضل و الأروع و الأدوم..فدمت لي محبة و دمت لك محبة و دام اخلاصنا في حبنا لله ليرضى الله علينا .
ما أعظمه من دين و ما أسماه من نظام اسلامي سيسود في العالم كله  مصداقا لقوله تعالى :
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾ .سورة النساء الآية 141.


 
 
 
 
 

أضافة تعليق