بعد عمر نقف عند توجيهات الأباء ، فقد كان يتردد لبيت العائلة كثير من الأشخاص ، فيسألني والدي من هؤلاء ؟! فاجيب بكل براءة هم أصحابي فتظهر دهشة غريبة على وجهه ، ثم يبادرني بكلمات تحمل معها تجارب لم أفقهها في ذلك الزمن . قائلا ولدي : كيف يعقل أن كل من تلقاه يكون صاحبك ؟! ثم يردف بعدها صديقك و صاحبك فلان و فلان . لقد ظلت تلك الكلمات مثل السراج أحملها في ذهني، و تمضي الأيام و السنون و يرحل الوالد الكريم إلى الرفيق الأعلى و لم يبق من تلك الصدقات المزعومة غير فلان و فلان صدقات وصايا الوالد ، و لم يعد الوصل لتلك الأشباح التي كانت تتردد لبيت العائلة أو بيتي فما أعظم توجيهات الأباء !