مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/01/06 13:50
كلام من العمق
كلام من العمق
سميرة بيطام
 
يختلط الحابل بالنابل و تلتزم البكر الصمت ان هي خيرت في الزواج و للعذراء قول باللفظ..ما شاء الله على أحكام القرآن في تنظيمه و ما شاء الله حينما نبغي لنا قوامة ، ذكرت في القرآن أنها للرجال  لكنها في الواقع اسندت للنساء و قيل للمرأة أنك  محاطة بجيش كبير يوفر لك الأمان  أمان الوالد و الزوج و الأخ ، و لكن أين هي من هذا الأمان في حقيقته ؟ لماذا يكذب الكثيرون و لماذا يتباهى الجل بأنه مسؤول حقيقي عمن أمامه و عمن هو امتداد لصلب اللقب ؟.
متى نكف عن الكذب ؟ بل بالأحرى متى نتوقف عن النفاق ، قد أنسب الكلام بالجمع لأننا مسؤولون كلنا أمام الله..تجد أختا تآخي أختها باسم الاسلام و تطعنها في الظهر باسم الحسد ، أريد فهما في هذه الفاصلة ؟ و سأتابع الشرح ان هذه الأخت تريد تألقا و نجاحا و قد نست اسم من خانت...هل ستنجح؟...ثم تجدها تتكلم فصاحة و تظهر الود أمام الجمهور ، و تحب الدفاع عن المبادىء مظهرا و فقط و يا ما في الكواليس من أحزان و مظالم...هل استفاقت على ضرب معول الصراحة؟.
بالمثل تجد الزوج يباهي الجيران بزوجته و هي في الداخل يشبعها مهانة ، لما كل هذا الكذب و لما كل هذا النفاق؟ ، من المفروض وسعك بيتك من الحنان فلما تخون من رحمتك بصبرها ؟، زوج رؤوم تربي لك الأجيال و ليست تقدر بثمن.
لنكبر في الوصف الى درجات عليا من الكلام ، نلعن الغرب و ما حمل من حيل لأنه دمر العرب..هذا الغرب متفوق و نجح له محصول من التعب ، المعادلة صحيحة لا نقاش فيها  ، و نحن العرب نتباغض و نتناحر و نكره بعضنا البعض ثم نبكي على الأطلال لمصيرنا ، المعادلة هنا متنها غير توافقي فكيف للنتيجة أن تكون توافقية و منطقية ؟، ثم نحن العرب لا نحتمل لبعضنا النجاح و الدليل أن نعد و لا نفي ، نتكلم و لا نطبق..نآخي و لا نصافي ، نصافح و نطعن ، نأكل الملح فيما بيننا و نقاطع الصلة ، هي مقطوعة من الجذور ، لكن الغرب الذي تنتقدونه لا يقاطع حينما يتعلق الأمر بالمصالح و لا يصفي حسابات حينما يتعلق الأمر بأمريكا و ما ولدت ....العرب ثم العرب..قوم ثقال و لكن في ما بينهم خفاف..عفوا لكنها الحقيقة و الحقيقة مرة أحيانا ، لكن يجب قولها ، لأننا نندب حظنا من النصر و قد دمر كل شيء بأيدينا و ليس بأيدهم .
نأكل مما يأتينا من الخارج في علب معلبة احيانا لا نفهم  لغة المحتويات فحتى لو أطعمونا لحم خنزير قلنا لذوقه رفيع ، و نلبس من وبر جمالهم و نسينا ان نطرز من أوبار جمالنا وصوف أغنامنا و قلنا لحريرهم دافئ  و ذو ماركة رفيعة ، و أين هي علامة انتاجكم ؟ أو ليست لكم سواعد لتعملوا بها و عقول  لتفكروا بها؟؟
كعادتي لا أطيق الاطالة في مثل هكذا مواضيع و الأجدر أن يتقن كل واحد فينا عمله و في النقطة التي يوجد فيها على الكرة الأرضية ،أحيانا أشعر أن هذه الأرض المسكينة ذاقت ذرعا من فسادنا  هذا يكفي في انتضار أن يفيء الخلق لأمر الله من أننا لم نخلق عبثا..تابع يا قلم نثرا للورود ولو في وسط غير مؤهل للنمو فمن يدري ربما تنقذ بذرة نفسها فيمتد الجذر منها الى خلفية التراب الصحيح فتنتفض حياة و أملا و تجديدا ، فان كان الله يخلق من الميت حيا فلا شك في ذلك..جميل ان تكون رياضة البيسبول اشهر رياضة لعباقرة أمريكا و نحن العرب لدينا الفروسية و لكن للأسف تعبت الخيل من عبقريتنا لأنها لم توجه نحو الوجهة الصحيحة..فاكتفت بالصهيل أن حملكم ثقيل ...لا يزال الأمل قائما فحتى الغرب اليوم يعاني و يبحث عن مسكنات لآلامه الكثيرة..فقط لنفهم شيء واحد هو أن الحل بأيدينا في كل شيء و لا نكتفي بالقول الله المعين..قدموا الأسباب و على الله النتيجة.
 
 

أضافة تعليق