مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/01/06 09:59
لا لم ينفذ مداد الحق
لا لم ينفذ مداد الحق
سميرة بيطام
 
 
لو انسكب الشوق قطرات من ندى لقلت عفوا رأيتها ماءا ساحرا و لو انغمس الطغيان في كبد الاغتيال لقلت لا عفو لكم بعد اليوم ..و لو لونوا سمائي ضبابا من دخان الفساد لقلت هو زائل بإذن الله و بقدرة قادر نحتكم لهذه القوة و نعيد لأذهاننا فكرا متحديا لكل من أراد بنا سوءا من قريب أو من بعيد..
لو كان فيه كتاب يكتبون بمقابل مال فاخر ليلوثوا منابع الطهر في أوطاننا لدينا العدة التي نحبس بها أنفاس هذه الأقلام ، حتى لو لم نتقن لغة الفهم جيدا فيه مؤشرات و ملامح و علامات تعطينا طهرا على الطريق..هذا الطريق الذي سلكناه منذ الصغر و تعذبنا فيه مع الصعاب و تذوقنا لون الموت أحيانا و لون المرض أحايين أخرى لكن مداد الحق لن ينفذ و لا يريد أن ينفذ..حتى و ان تعبنا هو يمتد بضعفنا الى أن نستمر و سنكتب حتى نلقى الله راضيا عنا..
هي طريق اخترناها بتربيتنا السليمة و فطرتنا العطرة أننا للإسلام ننتمي و لسنا نرتضي بغير الاسلام دينا..لسنا أفضل ممن ماتوا في سبيل هذا الدين ، محمدا و صحبه جالوا و حكموا رسالتهم بإحكام قوي فهل سنخون العهد ؟ و هل سنقبل بعيش المتاع في دنيا زائلة ؟..نحن لم نخلق للدنيا من أصل ميلادنا فرحم الأحزان حمل فينا فطرة قوية تعلم و تعيد و تصحح مسارنا ان أخطأنا..هنا قوة الاسلام.
كل لديه سلاحه الخاص و من الأسلحة من كان قذرا لم يتعبنا بعد لكنه جعلنا نسخر من قوة الأقزام ، تبدو في لفتة مدهشة حينما مروا من أمامنا، فبالكاد نراهم حنى ننحني لنسمع همس أصواتهم الخافتة..لم ترض قاماتنا بالانحناء طويلا فاستوينا حيث يستوي نور الحق و قوة الحق و مصداقية الحق...
مزعج كثيرا هذا الحق لكنه بطل ..موتر جدا هذا الحق لكنه يشفي الغليل في كل فوضى ، محير جدا هذا الحق لكنه كالرصاصة ان هي غادرت مخبأها أصابت هدفها بكل توفيق من الله...مزعج جدا جدا جدا هذا الحق لكنه دواء لكل عليل و معين لكل ضعيف و سند لكل مظلوم..ألفنا دوي الرصاص فليس يخيفنا رذاذه.
ان سألتمونا لما نحب الحق أجبناكم تعلمنا من أجدادنا قوله و حبه و التمسك به و ان سألتمونا لما نضحي من أجل الحق أجبناكم أن قدوتنا في رسولنا حينما  كافح و تحمل الصعاب لأجل هذا الحق..و ان سألتمونا أو لا نخشى خسارة في سبيل الحق ؟ أجبناكم أن هذا الفقد الذي ترونه انتم خسارة هو نصرنا ..هنا مكمن العزة و الكرامة و الاصرار بإذن الله أن نموت موت الأتقياء الكرماء الذين كرمهم الله بمسك الجنة و جيش من الملائكة تحمل نعشنا الى حيث مثوانا الأخير..
هل لديكم أسئلة أخرى أنتم أيها الأقزام من تكرهون الحق نجيبكم و لو اننا لسنا ملزمون بالإجابة لكنه التأكيد منا ان اقتربتم لإفساد ما بنيناه انهدمت قلعة سكناكم و متم تحت أنقاضها و لن يسمع صوت صراخكم لأنكم ضعاف جدا..
ابتعدوا اذن عن غضبنا و الزموا السكون في حجوركم الضيقة فهي تسع طيشكم و مسخرة مذلتكم..احذروا و حاذروا ، وزنين من الحذر أن تقتربوا من خطواتنا فهي منظمة منذ الصغر و دربت على كمال الصرامة منذ أمد بعيد.
و ليكن في علم من ظن سوءا بالحق أن مداده لم ينفذ و لن ينفذ حتى ننتهي نحن و ينتهي معنا جدال الصراع فيما بين الأجيال المتناقضة..لنا أبهة و هامة عالية من الله فلسنا نخشى شيء سوى الله...الله أكبر من حماقتكم و الله أكبر من كل شيء..هنا مكمن الطمأنينة في قلوبنا..أريحوا أنفسكم فقاماتكم لا تكفي لأن تتطلعوا لبناءنا القوي و ليس لدينا الوقت لننحني لنفهم ما تريدون..هنا مكمن الاشفاق منا لكل من أراد عبثا بحضارة الأوفياء...
تابع يا قلمي قول الحق فالله ناصرنا و معيننا و موفقنا..و ستنتهي نقطة البداية حينما تزول كل الأحقاد و نقف لنثبت راية الحق فوق تربة أوطاننا من أن النصر يليه نصر هو تربة لسقيا ماءنا العطر و هو نصر لمرضانا و مستضعفينا و يتامى بلدتنا لأننا نقف معهم جنبا الى جنب حتى ينتصروا هم أيضا فلا نصر لنا بغير نصرهم و لا فخر لنا بغير أن نأخذهم بالأحضان لنعطيهم الدفع القوي ليستمروا و لا يخافوا و مع الآمال تبنى حضارة التفوق بإذن الله..نصر يليه نصر يليه فرح قريب بحول الله تعالى و هنا وعد الله الذي به وعد به المؤمنين.

أضافة تعليق