مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/24 18:26
سوريا..و الحريق المنتظر
سوريا ...و الحريق المنتظر
سميرة بيطام
 
غرقت حلب في دماء أبناءها حتى قالت آه لمن سكتوا لخرابي..هيهات لمن سكت و اكتفى بمشاهدة الدمار و فقط ، ربما لم يعد العرب في المستوى المطلوب لآداء واجبهم نحو قضاياهم المصيرية ،أم أنهم بدل أن يرضوا لأن يسهل استعمارهم صاروا  يستبيحون الغزو  و الاستعمار معا فيصبح البلد كالثور يكثر جلاديه و من مختلف الجنسيات ..في حين مغامرات لتهويل الرأي العالمي عن قضية اسرائيل ان ما اقترب احد ليزيح عنها صفة الدلال هي كصفارة الانذار في اي وقت ...
أين الخلل ؟؟؟؟
أين الخلل في كل ما نملك من مداد و أقلام و أقوال و آراء و علماء و دعاة و فقهاء و صرخات و مطالبات  وووو..جاء دور المنظمات الاسلامية و الجمعيات و الرابطات و المكاتب و المساجد و الجامعات و المدارس و حتى الدكاكين و الخيمات و القرى و الضيعات  لها رأي في القضية...
و الآن دور الصراصير و النمل و النحل و الفراشات و الأسود و النمور و النسور العربية لها صوت في الوصية..بإمكانها التفكير بغريزة الدفاع  و المحاربة لأجل البقاء ، هو شكل آخر من الدفاع عن القضية العالقة..ألهذه الدرجة عجزنا ؟..ربما بالأحرى كان السؤال : ألهذه الدرجة أصبحا لقمة سهلة مضغها؟...لماذا لم يسهل غيرنا بالنسبة لنا ؟ الى متى سنبقى تسخر منا باقي الأجناس البشرية و من تكون في عمقها ؟؟ ملاحدة و كفرة....ليس الا.
انه الدرس الأعظم حتى يتغير المسلمون ، لا يريدون فهم  موقع النصر من مواطنهم ، انه بأيديهم حينما يكفون الحروب الطائفية و الابداع في التمثيل ببعضهم البعض ..يجب أن يكف العرب المسلمون عن الغرور و التباهي بسفك دماء اخوانهم ، لذلك كانت سوريا الرهان الأكبر للتحدي ، و أي تحد ، انه تحدي النفس و القلب المريض و من ثم الانتقال الى محاربة العدو الحقيقي...
أعدائنا يشربون  الخمر ليلا و يتغنون بمصيرنا الهش و في الصباح يطبقون طيشهم علينا فيردوننا مشتتين الى فرق و مجموعات..و نحن نشرب ماء زمزم في مناسبات العمرة و الحج و لكننا تخمنا من الكسل ، ألم تكن هذه المناسبات كافية لإيقاظ العقل العربي ؟، أليس ماء زمزم لما شرب له ، فمن المفروض دعاء جموع المصلين في البقاع المقدسة تكفي لإحداث لحظات فارقة في التاريخ العربي و الاسلامي .
أين الخلل اذا ؟
أجيبوني أو على الأقل أحيوا نخوة ماتت منذ امد بعيد جدا، و ربما الاجابة عن مكمن الخلل في عدم توفر عملة الصدق و النية الطاهرة جدا جدا جدا...
يا ويحنا انخسر حربا و  الرسول صلى الله علينا وسلم سيباهي بنا الأمم؟
يا للعيب أن نملك ميراثا عظيما كالقرآن و نعجز بمؤسساتنا و علمائنا و عباقرتنا أن نجد حلا لقضايانا..يبقى العيب عيبا ليتطور الى عار،و العار لا يمحيه إلا النسيان أو التكتم.....فهل سيرضى العرب بأن يتكتموا على ضعفهم؟؟؟؟
لا لن ينهار الصرح العربي و الاسلامي المجيد و لتقم الحرائق بالدور الرائع بدلا منا حينما عجزنا بعقولنا و سواعدنا عن ذلك...اليك أيتها الحرائق أن تنتشري طولا و عرضا و أن تأتي على الأخضر و اليابس لكل ما للعدو سكنا له ، و للريح هبوب عاصف شديد القوة يزيد الحرائق التهاما و اباداة لجنس عاث فسادا في الأرض..من يدري ربما تندلع حرائق في سوريا فتكف الظلم عن المساكين و المحاصرين في حلب حينما عجز البشر عن تقرير مصيرهم أو فك الحصار عنهم ...
هل أصبحت الطبيعة تجيب عن تساؤلاتنا حينما عجزنا ؟، نعم كان ذلك في قصص الأولين و هي تتكرر الآن ، و ما ذاك إلا غضب العزيز القدير...سبحانك ربي ما أعظمك ...
اهنئي سوريا  نصرك قريب جدا...و لن يستمر الخراب لديك...
 
 

أضافة تعليق