مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/21 10:16
مفتاح التوافق بين المسلمين
مفتاح التوافق بين المسلمين 
سميرة بيطام
 
أملك من الحرية ما يجعلني أمد يدي  الى من أراد صلحا  في رفق و من غير رجعة لها الى قبضتي الحديدية لو انا تراجعت عن قراري..أتدري ما هو؟؟
بداية دعني أسأل بنوع من الثقة: أو ليس بالحب تفتح القلوب؟
ثاني سؤالي لي : كم من رجال الاسلام دوخوا أعداء الله بابتسامة واحدة ؟ ثم أحلى كلامي أقوله الآن : كان للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قد فتح قلوبا متحجرة بجملة واحدة و بيد حانية حينما قال " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"
و قد تطرح بدورك يا سائلي سؤالا وجيها اللحظة : و ماذا فعل المسلمون في كسب قلوب بعضهم البعض ؟.
لن أقول أن السؤال لا يعنيني كوني مسلمة ، لكني سأجيب بميزان العقل أن الحب لا يولد إلا الحب ، فأنا حينما أكتب رسالتي لا اكتبها إلا لقارئ ألف حرفي فاطمئن له ، فأنا أتصورك بعقلي و قلبي و احساسي و عواطفي ، لأغوص في أعماق كل مسلم بتصوراتي و تخيلاتي فيهزني حب شديد لكل ما للإسلام ينتمي ، فعقيدة الاسلام هي من جمعتنا ولو لم نتعارف جيدا فيكفي الاحساس بذاك الرصيد الذي نهلناه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، هنا نقطة القبول و التوافق ، فحينما خاطبت العقل و القلب لاقى حرفي وصالا و قبولا منك أيها القارئ و قد حدت على أن أخاطب الشكل أو صورة من يقرأ لي، لأنها لا تهمني بقدر ما يهمني المعنى و الهدف و هو ان نستشعر حب الله في قلوبنا و نطبق ما أمرنا به صلحا و رقيا و ليس كراهية و بغضا.
مرات عديدة يحدث أن أضع يدي على قلبي و مرة أخرى اضع راحة يدي على جبيني  من شدة حيرتي على واقع المسلمين لكن أبدا ما طرحت سؤالا بمثل هذا الشكل : كيف يفكر المسلمون ؟ و لن أطرح هذا التساؤل  لأني حينما أتذوق الفن الملتزم بالإبداع أكون قد فصلت بين القبيح و الجمال ،بين الخير و الشر ،ووقتها فقط أتذوق حلاوة الايمان فلا أنتقد إلا نفسي و انتقل الى من يحاربني بغير حجة تطاولا على قيمي.
فقد تعلمت على مدى مسيرتي أن اجمل ما يتحدث به الأخ لأخيه أو الأخت لأختها هو المصارحة و الكشف عن مستور الالام و التناقضات حتى يصل الخطاب لدرجة المحبة ، فهنا مكمن التوافق بعد أن كاد يسود الخلاف فيما بين فصول الخطابين  لكن تلكم المصارحة منعت القطيعة و للأبد إلا ما استحال بقوة قاهرة من القبول...
فالمكاشفة لا تكون إلا بين قلبين تحابا في الله و تفرقا عليه و المحبة في الله لا تقويها إلا المصارحة و اظهار عاطفة الطهر و الود ، لأنه عهد الله الذي لا ينفصل لأدنى سبب أو لأقوى طارئ ، فما كان لله دام و اتصل و ما كان لغيره زال و انفصل ، فان تعثر لساني خوفا من تجريح لأحد أكتم قولي و ان احسست أن قولي يزيل الكثير من الالتباس بادرت به في ثقة كبيرة لأن المنطلق هو حب الخير للغير ليس إلا..و لا يهمني النقص الذي يقرأه الغير لأن سوء الظن وارد و لا تمحيه إلا ان أكون أكثر انشراحا في شرح مسألة التوافق مني وفق ضوابط موزونة و بأيسر الطرق للوصول ،فالحديث ان ما كان من القلب حتما يصل الى القلب هي قناعتي دائما ،فان ما كانت قلوب غيري مظلمة و كئيبة لن يتم استقبال الجمال مني حتى يزيل أهل الاحباط ذاك اليأس من ملامح وجوههم ، فكل من لم يعد من أي محنة أكثر لطفا و تأدبا لم يجدي نفعا معه الألم و لا الحرمان ، و عليه أن يعالج ذاك الخلل في قلبه ،حتى تنزل العبرات انسجاما مع احساس المواساة للغير، فمن لم تحترق  أنفاسه على الغير من بات معذبا في الحرمان فلا دين للقاسي القلب ، وهنا يكون مكمن السؤال : ماذا فعل المسلمون ؟ الاجابة هي :
الألم العبقري و الصبر المحمود و الايمان الثابت و الاستماتة القوية هي ملامح المسلم الحقيقي و بإمكانه أن يفعل الكثير ان ما تعلم من محنته كيف يسمو و يرتقي ، أما أن لا يستفيد من تجاربه و لا يفتح باب العفو و التسامح فلن يفعل شيئا لا في دينه و لا في دنياه..اتمنى اني أجبت و كفيت في كشف اللثام عن مفتاح التوافق فيما بين المسلمين.و بغير العودة الى الله عودة صادقة لن يفعل المسلمون شيئا ان ما تخالفوا لأدنى القضايا. فما بالك بالقضايا المصيرية التي كبدت خسائرا في الأرواح و الاموال و القيم.
 

أضافة تعليق