مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/09 19:45
متي ينتهي عهد الفئة الباغية ؟
 روى البخاري:1/122قول النبي صلى الله عليه  : ( وَيْحُ عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة و يدعونه إلى النار) 

بعيدا عن التأويلات التي يعطيها فرقاء الإسلام في التاريخ القديم و الحديث لنسلط الضوء علي هذا الحديث من منظور آخر، منظور أعده ذات بعد رباني.
في الحديث إقرار بأن بين المسلمين هناك بغاة و في رأي، هؤلاء إحتلوا المراتب الأولي في تاريخنا منذ نهاية خلافة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم و نحن نعيش اليوم علي وقع بغي مسلمين طال ظلمهم، نحن نعلم أن مصير كل ظالم نهاية مظلمة في الدنيا و الآخرة و ها أننا مضطرين للقول بأن اليوم في حساب الله عز و جل يتجاوز خمسة و عشرين ألف سنة و هذا إحتمال و ليس يقين و إذن عمر الظلم القائم لايزال قصير جدا و مشيئة الرب أن ينتصر دينه لحظة ما ينتصر له عباده.
لنسئل أنفسنا، من قتل صحابي كريم بقامة عمار بن ياسر هل سيعتبر به ظالم اليوم وقاتل اليوم ؟
أبدا

فالظالمين المفسدين اليوم بلغوا من الجبروت درجة أصبحوا ينظرون إلي أنفسهم رسل نزلوا من السماء أي سماء في الحقيقة ليستعبدوا رقاب الناس من رابعة إلي...إلي...
سينتهي عهد فئة البغي لحظة نفهم بأن مصيرنا بأيدينا نحن فقط و لا أحد في الكون يقوي علي تصميمنا في الإنتصار لدين الحق في أنفسنا، لا أحد قادر علي هزم الرب الخالق و لكي تتجسد إرادة الله فينا لا بد لنا من صدق و إيمان.
صدق النية و صدق الرؤية و صدق التوكل و إلا نحن نخادع أنفسنا و لا نخادع العلي القدير الذي هو الرقيب العليم.
فقوة البغي إلي زوال ما دمنا طلقنا حب الدنيا لنصمد صمود صحابة رسول الله في غزوة بدر...
قوة البغي إلي فناء ما دمنا ثابتين علي الحق لا نميل يسارا أو يمينا فننظر إلي أنفسنا كحبات رمل تذروها رياح الرب متي شاء...
قوة البغي في تخاذلنا
قوة البغي في خيانتنا لأمر الإلهي بإعمال عقلنا و فكرنا في آياته.
قوة البغي في إعتقادنا خطأ أننا شعب الله المختار و أننا منتصرون لمجرد حملنا لأسماء مسلمة...
قوة البغي في إمتداده حولنا و داخلنا بحبنا الشهواني للحياة و قبول العيش بأي ثمن حتي و إن أدي الأمر أن نتقاتل ...حتي و إن أدي الأمر أن نهين أنفسنا للكافر المعتدي و المغضوب عليه و الضال المحتل لأرضنا و عرضنا...
قوة البغي حينما لا نسمي الأشياء بأسماءها، فهل حقا من يقنبلون اليوم اليمن يريدون لشعبه نظام حكم عادل و هل بالقصف و بقصف الأبرياء سيحصلون علي ذلك ؟
ثم قوة البغي من الغطرسة ما يجعلها توزع الدروس في الحكم الراشد دون أن تعمل به مع شعوبها ...
قوة البغي كامنة في كل أحد يظن أن جنسيته أهم من ولاءه لرب الكون و البغي هو من يحسب نفسه حاكما مطلقا لا راد لحكمه سواه
قوة البغي في تعاملنا مع الحياة أنها المنتهي و أن يوم الحساب قابل أن يتحول إلي صفقة بينه و بين الرب تعالي...
قوة البغي في إعتبار الأنا لكل واحد منا أهم من كل شيء بما فيه رب العباد...
البغي قوته في غرورنا، في نفسنا الأمارة بالسوء
أضافة تعليق