مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/07 16:54
صناعة الأصنام (٧)
الجهل مطية المستبدين .
المستبد لم يصل إلى مبتغاه بذكائه ولكن بغباء قومه وجهلهم، ولم يتقدم للأمام خطوة إلا وقد تأكد من تراجع البلداء ألف خطوة. يختبر الجهلاء بالعفو عنهم بعد إهانتهم وتعذيبهم ، فيقدمون له الحمد والثناء بأنه لم يحرمهم حق الحياة فيطمئن عندئذ بأنهم فعلا بلهاء . يسلب حقوقهم، ويأكل أموالهم، ثم يرمي لهم بعض الفتات فيشكرون له عظيم كرمه ، ودماثة أخلاقه فيتأكد بأنهم حقا للاستبداد مهيئون وللذل مرحبون .
إنه الجهل الذي أذل رقابا أراد لها خالقها أن تكون عزيزة فأبت إلا أن تكون هينة حقيرة.
الجهل الذي حط من قدر الإنسان حتى قدم للآلهة القربان .
الجهل الذي بسببه أيقن أناس بأن دماء بعض البشر أرقى من دمائهم ،فارتضوا لأنفسهم بتقبيل الأيدي والأقدام .
الجهل الذي جعل صنفا من البشر يقنعون أنفسهم بأنهم عبيد -لا غير -خلقهم الله لخدمة السلطان ،وحراسة المستبد وتقديم أنفسهم رخيصة في سبيل حماية اللاهوت والطغيان .
الجهل الذي بسببه يتحول الإنسان إلى مجرد آلة بيد سيده يقتل،ويعذب ، وينتهك الأعراض استجابة للأمر بلا وعي أو إدراك .
الجهل الذي بسببه تم تسفيه الانبياء وقتل الصلحاء والتنكر لكل الأوفياء .
الجهل الذي بسببه تغلغلت الخرافة واستحكمت الحماقة ، وتربع على كرسي السلطة كل لقيط وآفة.
الجهل الذي بسببه صنع الأولون بأيديهم عجلا ثم عبدوه.
الجهل الذي بسببه تآمر قوم محمد عليه ليقتلوه.
الجهل الذي بسببه يصدق الأغبياء كل كذوب ويتبعوه .
الجهل الذي بسببه يفقد العالم صفته، وينسي الدكتور شهادته،ويتنكر الطبيب لذاته ،فإذا بأصناف من هؤلاء وغيرهم يسيرون في ركب سيدهم وزعيمهم بلا وعي ،تماما كالمعتوه. .. للحديث بقية .
إلى اللقاء....

أضافة تعليق