لهيب سنوات الفرقة
سميرة بيطام
شخصيتك أيها الانسان مهما كان جنسك أو سنك أو ثقافتك أو مستواك التعليمي مرهونة على عوامل عديدة لتصنع منك انسانا متزنا بمفهوم المنطق من الوجود كبشر و ليس كعقل أو قلب أو كيان..فقط حاول فهم فكرتي عما أريد ايصاله لك من قصدي عن لهيب الفرقة ان ما كان قد عولج بنسيان ما...
ان المعركة بين المحبين ليست تتوقف بين شوط الخصام أو النزاع أو الاختلاف ، فكل كلمة من قلمي تؤدي وظيفة محددة وواضحة الأبعاد...و يجب أن لا ننسى أننا نكبر كل يوم بأفكار عديدة تصقلنا اياها التجارب التي نمر بها في مشوار مسيرتنا الحياتية ..قد لا نفهم فكرة التجربة و هدفها و سبب وجودها أصلا و قد نتساءل : لما نتعرض لمواقف صعبة ؟ لما تهزنا ويلات الخذلان من أعز الناس لدينا ؟ لما نحن و ليس الغير؟ أو ربما لما كل هذا الثقل من الكآبة من غير دافع منا و لا أذى خطير نشكله على الغير أو على نسق حياتهم..و السؤال المهم هو لماذا نشعر بفشل في علاقاتنا؟ هل خالفنا سنة الحب ؟ هل سببنا متاعب للغير بتواجدنا في حياتهم؟ و هل تجاوزنا ممنوعات رسمت لنا مرارا لكننا لم نفهم أو بالأحرى لم نرد الفهم لأننا نحب بصدق و نتعامل بوفاء ؟؟...
كل ما سردته كان مقدرا في حياتك..لا تحسبن الحياة جنة في الارض تتنعم برغيد السهل الممتنع و بنسيم الحب اللامتناهي لتفر الى فوق و لا تشعر أنك بشر يبتلى ليهذب ..كلا ما هكذا الحياة قدت من بساطة ..كلا ما كنت تظن انك ستعيشها مرتاحا ، بل أسئلتي السابقة هي في مضمونها مكنونات المحن و الابتلاء و البلاء و ما لزم بعد ذلك مغفرة و توبة بعد شكوى الى الله...و لي أسئلة أخرى تباعا...
كيف تريد أن تفهم تأثير السحر على العقل و الجسد و القلب ان لم تذق سمه؟ كيف تريد الاحساس بالضعف ان لم تنزل عليك نازلة مرض؟ و كيف تفهم معنى الحرمان ان لم تفصلك المقادير عن من أحببت ..ربما أهلك..ربما خطيبك..ربما أخت لك في الله..كيف لك أن تشعر بفقر الآخرين ان لم تعش نقصا في المال ..و كيف تريد أن تشعر بالخوف ان لم تنم وحيدا من غير رفقة أهل؟؟...
اقرأ قول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
ان القرآن كتاب كامل في موضوعه و موضوعه أضخم من العلوم كلها، لأن الانسان ذاته هو الذي يكشف هذه المعلومات و ينتفع بها ، و البحث و التجريب و التطبيق من مهام العقل البشري أما القرآن فهو يعالج بناء الانسان نفسه ..بناء يمس شخصيته و ضميره..عقله و قلبه..تفكيره..فان ما انتابك أي سؤال مما سبق فعد الى القرآن ستجد الجواب كافيا شافيا و مقنعا...لن أكون صارمة في طرحي لأني جربت و تذوقت فواصلا من الضعف كأي انسان مبتلى و عليه أشعر و أحس في العمق ان ما قلت لي مرضت مرضا ملزما للفراش طويل الأمد..و اتفهم جيدا مشكلة من مشكلات المحيطين بك..ثق أني اتفهم بقدر كبير من الادراك لما وقعت فيه ، و بمسؤولية كبيرة امام الله اقول لك عد لكتاب الله و لا تعد للبشر...
و لا تنس أن هناك هزيمة داخلية لأي انسان شعر بمحنة..هو شعور مبدئي أوليا و يظل يبحث له عن انتصار في مكان ما و بطريقة ما و عن طريق واسطة بشرية يظنها كذلك و ما تلكم الوساطة في الحقيقة إلا انكسارك في السجود متذلل للواحد الأحد فيستجاب دعائك و يرسل الله لك من يقودك نحو باب الانفراج فالشكر الأولي لله و ما ذاك الانسان إلا مرسول من الله ليتم ما قدره الله لك...فقط أحسن الظن بالله و فر اليه و لا تفر الى أمك ..هو ميزان الرحمة الذي يرحمك الله به أكثر من أمك...فأحسن ادارة المحنة و حولها الى منحة و اتقن معالجة مرضك بكثير من الصبر و الاحتساب و التفكير في غيرك من المرضى من هم أكثر ضررا ، هنا يتحقق لك ميزان معتدل من القناعة فتتقبل ما أنت فيه من حرمان و ألم وفقر و غيره من نوائب الحياة و كلما شعرت أن عسرك يشتد فثق أن يسرك قريب جدا فقط لا تنهزم من الداخل فتقبر كل طموحاتك من الخارج و لا يبدو التفاؤل على محياك..أدرك أن الله يغير الاحوال من حال الى حال..فلا تقنط و لا تسلم نفسك للشيطان فيزرع فيك الوسواس و الشك...و ان ما أدركت أن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة إلا و أدركت ان ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك...
لأصل معك في الأخير الى أن تتقبل لهيب الفرقة بتلك الحرارة المؤلمة و تصبر على جمرة الفراق و هي في يدك تحترق ألما منها لكنها ستصقلك سنوات عديدة فلا تبكي لسوء فهم الناس لك أو عدم مسامحتهم لك..اصبر تنل .. و ابق على شخصيتك و لا تكره أحدا مهما أساء اليك لأنك بحبك و احسانك قد بلغت ذروة العارفين لدين الله و المطبقين له حقيقة و الفاهمين لسنة رسوله صلى الله عليه و سلم و المتبعين لها مضمونا و منهاجا..
فلا تسألني لماذا أنت بالذات و كيف و لماذا ..بل قل : الحمد لله أن أحبني فابتلاني ، و أبعد عني خلقه لتتفرغ الى عبادته بالقرب منه..و ثق أن من تفرق عليك بالأمس سيعود لك بإذن الله و في اروع حال مما كنت عليه..فقط أحسن الاجابة على امتحانات الدنيا و كن قوي العزيمة مغوار الارادة صادق الدعاء محسنا الظن بالله ..تلق أبواب الخير و الفرج مفتوحة بعد أن ظننت أنها لن تفتح و ما ينتظرك في الجنة افضل بكثير مما أنت عليه في الدنيا...
فما الفرقة إلا فرقة الدنيا و في الجنان لك ميعاد للقيا مع من أحببت..اياك و الكراهية و اياك و الحسد و اياك ثم اياك ان ترد بالمثل على من اساء إليك انصحه او عاتبه..ذكره بخطئه و لكن لا تقاطعه و لا تهجره و تمنى له الخير ...جرب و سامح .. جرب وتألق...أخر نصيحة مني اليك....و قد جربتها فوجدت مفعولها ساحرا ..و كتبت عنها...اترك الخلق للخالق يدير شؤونهم كيفما يشاء
رزقك الرحمان بصيرة المتقين و كفاك حسد الحاسدين و قربك من الأخيار الأطهار من يذكرونك ان نسيت و ينصحونك ان تخطيت الحدود..كن جميلا بأخلاقك تمشي على الأرض بجمال الوقار و الحشمة و الانتظام ...هنيئا لك محبة الله لك...
سميرة بيطام
شخصيتك أيها الانسان مهما كان جنسك أو سنك أو ثقافتك أو مستواك التعليمي مرهونة على عوامل عديدة لتصنع منك انسانا متزنا بمفهوم المنطق من الوجود كبشر و ليس كعقل أو قلب أو كيان..فقط حاول فهم فكرتي عما أريد ايصاله لك من قصدي عن لهيب الفرقة ان ما كان قد عولج بنسيان ما...
ان المعركة بين المحبين ليست تتوقف بين شوط الخصام أو النزاع أو الاختلاف ، فكل كلمة من قلمي تؤدي وظيفة محددة وواضحة الأبعاد...و يجب أن لا ننسى أننا نكبر كل يوم بأفكار عديدة تصقلنا اياها التجارب التي نمر بها في مشوار مسيرتنا الحياتية ..قد لا نفهم فكرة التجربة و هدفها و سبب وجودها أصلا و قد نتساءل : لما نتعرض لمواقف صعبة ؟ لما تهزنا ويلات الخذلان من أعز الناس لدينا ؟ لما نحن و ليس الغير؟ أو ربما لما كل هذا الثقل من الكآبة من غير دافع منا و لا أذى خطير نشكله على الغير أو على نسق حياتهم..و السؤال المهم هو لماذا نشعر بفشل في علاقاتنا؟ هل خالفنا سنة الحب ؟ هل سببنا متاعب للغير بتواجدنا في حياتهم؟ و هل تجاوزنا ممنوعات رسمت لنا مرارا لكننا لم نفهم أو بالأحرى لم نرد الفهم لأننا نحب بصدق و نتعامل بوفاء ؟؟...
كل ما سردته كان مقدرا في حياتك..لا تحسبن الحياة جنة في الارض تتنعم برغيد السهل الممتنع و بنسيم الحب اللامتناهي لتفر الى فوق و لا تشعر أنك بشر يبتلى ليهذب ..كلا ما هكذا الحياة قدت من بساطة ..كلا ما كنت تظن انك ستعيشها مرتاحا ، بل أسئلتي السابقة هي في مضمونها مكنونات المحن و الابتلاء و البلاء و ما لزم بعد ذلك مغفرة و توبة بعد شكوى الى الله...و لي أسئلة أخرى تباعا...
كيف تريد أن تفهم تأثير السحر على العقل و الجسد و القلب ان لم تذق سمه؟ كيف تريد الاحساس بالضعف ان لم تنزل عليك نازلة مرض؟ و كيف تفهم معنى الحرمان ان لم تفصلك المقادير عن من أحببت ..ربما أهلك..ربما خطيبك..ربما أخت لك في الله..كيف لك أن تشعر بفقر الآخرين ان لم تعش نقصا في المال ..و كيف تريد أن تشعر بالخوف ان لم تنم وحيدا من غير رفقة أهل؟؟...
اقرأ قول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
ان القرآن كتاب كامل في موضوعه و موضوعه أضخم من العلوم كلها، لأن الانسان ذاته هو الذي يكشف هذه المعلومات و ينتفع بها ، و البحث و التجريب و التطبيق من مهام العقل البشري أما القرآن فهو يعالج بناء الانسان نفسه ..بناء يمس شخصيته و ضميره..عقله و قلبه..تفكيره..فان ما انتابك أي سؤال مما سبق فعد الى القرآن ستجد الجواب كافيا شافيا و مقنعا...لن أكون صارمة في طرحي لأني جربت و تذوقت فواصلا من الضعف كأي انسان مبتلى و عليه أشعر و أحس في العمق ان ما قلت لي مرضت مرضا ملزما للفراش طويل الأمد..و اتفهم جيدا مشكلة من مشكلات المحيطين بك..ثق أني اتفهم بقدر كبير من الادراك لما وقعت فيه ، و بمسؤولية كبيرة امام الله اقول لك عد لكتاب الله و لا تعد للبشر...
و لا تنس أن هناك هزيمة داخلية لأي انسان شعر بمحنة..هو شعور مبدئي أوليا و يظل يبحث له عن انتصار في مكان ما و بطريقة ما و عن طريق واسطة بشرية يظنها كذلك و ما تلكم الوساطة في الحقيقة إلا انكسارك في السجود متذلل للواحد الأحد فيستجاب دعائك و يرسل الله لك من يقودك نحو باب الانفراج فالشكر الأولي لله و ما ذاك الانسان إلا مرسول من الله ليتم ما قدره الله لك...فقط أحسن الظن بالله و فر اليه و لا تفر الى أمك ..هو ميزان الرحمة الذي يرحمك الله به أكثر من أمك...فأحسن ادارة المحنة و حولها الى منحة و اتقن معالجة مرضك بكثير من الصبر و الاحتساب و التفكير في غيرك من المرضى من هم أكثر ضررا ، هنا يتحقق لك ميزان معتدل من القناعة فتتقبل ما أنت فيه من حرمان و ألم وفقر و غيره من نوائب الحياة و كلما شعرت أن عسرك يشتد فثق أن يسرك قريب جدا فقط لا تنهزم من الداخل فتقبر كل طموحاتك من الخارج و لا يبدو التفاؤل على محياك..أدرك أن الله يغير الاحوال من حال الى حال..فلا تقنط و لا تسلم نفسك للشيطان فيزرع فيك الوسواس و الشك...و ان ما أدركت أن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة إلا و أدركت ان ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك...
لأصل معك في الأخير الى أن تتقبل لهيب الفرقة بتلك الحرارة المؤلمة و تصبر على جمرة الفراق و هي في يدك تحترق ألما منها لكنها ستصقلك سنوات عديدة فلا تبكي لسوء فهم الناس لك أو عدم مسامحتهم لك..اصبر تنل .. و ابق على شخصيتك و لا تكره أحدا مهما أساء اليك لأنك بحبك و احسانك قد بلغت ذروة العارفين لدين الله و المطبقين له حقيقة و الفاهمين لسنة رسوله صلى الله عليه و سلم و المتبعين لها مضمونا و منهاجا..
فلا تسألني لماذا أنت بالذات و كيف و لماذا ..بل قل : الحمد لله أن أحبني فابتلاني ، و أبعد عني خلقه لتتفرغ الى عبادته بالقرب منه..و ثق أن من تفرق عليك بالأمس سيعود لك بإذن الله و في اروع حال مما كنت عليه..فقط أحسن الاجابة على امتحانات الدنيا و كن قوي العزيمة مغوار الارادة صادق الدعاء محسنا الظن بالله ..تلق أبواب الخير و الفرج مفتوحة بعد أن ظننت أنها لن تفتح و ما ينتظرك في الجنة افضل بكثير مما أنت عليه في الدنيا...
فما الفرقة إلا فرقة الدنيا و في الجنان لك ميعاد للقيا مع من أحببت..اياك و الكراهية و اياك و الحسد و اياك ثم اياك ان ترد بالمثل على من اساء إليك انصحه او عاتبه..ذكره بخطئه و لكن لا تقاطعه و لا تهجره و تمنى له الخير ...جرب و سامح .. جرب وتألق...أخر نصيحة مني اليك....و قد جربتها فوجدت مفعولها ساحرا ..و كتبت عنها...اترك الخلق للخالق يدير شؤونهم كيفما يشاء
رزقك الرحمان بصيرة المتقين و كفاك حسد الحاسدين و قربك من الأخيار الأطهار من يذكرونك ان نسيت و ينصحونك ان تخطيت الحدود..كن جميلا بأخلاقك تمشي على الأرض بجمال الوقار و الحشمة و الانتظام ...هنيئا لك محبة الله لك...