مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/06/08 17:11
منهجية التحقيق  الفني في مسرح الجريمة
منهحية التحقيق الفني في مسرح الجريمة ...

تعتبر إجراءات البحث و التحري المنظمة التي يقوم بها رجال البحث الجنائي باعتمادها على الأسس العلمية من حيث منع الجريمة قبل وقوعها ، و ضبط الجريمة و اكتشاف مرتكبها بعد وقوعها و ضبط الجريمة و اكتشاف مرتكبها بعد وقوعها عاملا مهما وفعالا في كشف غموض الجرائم المقيدة ضد مجهول.
و تتجلى تلك الأهمية :
1-توظيف المعلومات بشكل ايجابي يهدف إلى إيجاد الحلقة المفقودة فيما بين إثبات ارتكاب الجرم ووجود المجني عليه و الأدلة المتخلفة في موقع الحادث.
2-إن المعلومات الدقيقة تفتح أبوابا جديدة ينفذ من خلالها التحقيق إلى روافد مستجدة تسهم في إلقاء الضوء على الفاعلين أو الإشارة إليهم .
3-التأخر في جمع المعلومات و عدم المتابعة الدقيقة يهيء الفرصة للجاني للإفلات من وجه العدالة في مجتمع سريع التحرك .
4-إن حسن التعامل مع مسرح الجريمة ووقوف رجل البحث الجنائي مع المحقق في بداية المعاينة و اطلاعه على مستجدات التحقيق أول بأول يعتبر بمثابة دليل إرشادي لسير الإجراءات البحثية .
5-الاستفادة من مسرح الجريمة و المجني عليه ووضعهما تحت المراقبة بكافة أنواعها يعتبر نقطة انطلاق لعمليات البحث الجنائي.
6-تناول الآثار المتخلفة في موقع الحادث بالبحث و التقصي و إسنادها إلى معلوماتها الصحيحة يعتبر ايجابيا لإيجاد تفسيرات وجودها و إرجاعها إلى أصولها.
7-تعتبر عملية تشغيل المصادر فنا قائما بذاته إذ انه كلما تنوعت تلك المصادر لصالح القضية كلما قصر الطريق لإماطة اللثام عن غوامض الجريمة و خفاياها.
8-الإعداد الجيد للمرشد و حسن انتقائه يضفي إلى المعلومة الصدق و الثبات .
9-وضع الخطط و الكمائن المناسبة و المدروسة بعناية يعتبر شريكا كبيرا يقع فيه الجناة .
10-كفاءة رجل البحث الجنائي في الحصول على المعلومات من المجني عليهم و الشهود ،و المخبرين و المشتبه فيهم و ملاحظاته في مسرح الحادث غالبا ما تدفع سير التحقيق إلى الأمام عن طريق الحصول على معلومات مفيدة تستقي من هذه المصادر (1).
   و تظهر أهمية البحث الجنائي أكثر وضوحا فيما يقدمه من معلومات أو بيانات تدل على ثبوت الجرائم و التوصل إلى حقيقتها و إزالة الغموض المحيط بها و معرفة دواعيها و مسبباتها و ملابساتها (2).
     و بالتالي فالباحث الجنائي هو الجامع للحقائق إلا أن عليه بناء عمله أيضا على فرضيات و استنتاجات يضعها مما له علاقة بمسألة معرفة من ارتكب الجريمة و كيفية ارتكابه إياها و بجدر بالباحث في أثناء بحثه الاستدلالي أن يستند على أسس منطقية و يضبط مداركه و اتزانه مهما لاقى من جهود مضنية في عمليات البحث و التمحيص و التبصر ،فالباحث الذي يبحث و يتحرى في جريمة معقدة مثله كمثل العالم الباحث ، فكرهما يستوحيان المعلومات من مصادرها و مراجعها عند الضرورة ، كما يركن كل منهما إلى ما عنده من كفاءة و ذكاء و صبر (3).
و من خلال ما سبق في تحليل القضايا الجنائية و استعراض الإطار النظري للدراسة ، فانه يمكن الإشارة إلى التوصيات التالية :
1-الدقة في اختيار العاملين في مجال البحث الجنائي و التركيز على من تتوفر فيهم مخافة الله أولا ، ثم العمل الدؤوب في الوصول إلى الهدف المنشود خاصة ، و أن أعمال البحث الجنائي تتطلب الصبر و العمل المتواصل و عدم السأم و الملل و الابتعاد عن عنصر الإجبار أو المجاملة في اختيار العاملين في أجهزة البحث الجنائي.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)العقيد جزاء بن غازي العصيمي العمري ، إسهام البحث الجنائي في الكشف عن الجرائم ضد مجهول ، مكتبة فهد الوطنية ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ،2002 ، ص 13 .
(2)العقيد جزاء بن غازي العصيمي العمري ، المرجع السابق ، ص 48.
(3)العقيد جزاء بن غازي العصيمي ، المرجع السابق ، ص146،145..
 
 
2-الاهتمام بمسرح الجريمة و ضرورة سرعة الانتقال بما يحقق المحافظة على المكان بالصورة التي تركه الجاني فيها لإمكانية الاستفادة من الآثار المادية كمنطلق لعمليات البحث الجنائي.
3-التنسيق الهادف بين جهة التحقيق و البحث الجنائي و خبراء الأدلة الجنائية و تنظيم عملية دخول الخبراء إلى مسرح الحادث حسب رؤية المحقق ،و بالشكل الذي يكفل عدم ضياع معالم الحادث ، و تكوين فريق عمل متكامل في مجال مسرح الجريمة تحدد فيه المسؤوليات و الواجبات ليسهل من خلاله تبادل المعلومات و انسيابها .
4-توفير الأجهزة الحديثة و الفنية و إيجاد خبراء متخصصين لفحص جميع الآثار المادية المتخلفة بمسارح الحوادث في جميع المراكز الجنائية ، ليتم فحص هذه الآثار بالسرعة المطلوبة لان التأخر في معالجة الآثار قد يتسبب في ضياع دليل مهم أحوج ما يكون إليه الباحث الجنائي.

التالي : البصمة الوراثية..دليل العصر الحديث
 
 
 

أضافة تعليق