مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/06/08 13:28
آفاق تربوية (6)الأوقات الفاضلة والارتقاء

بقلم د. فؤاد بن عبده محمد الصوفي
 
 اصطفى الله أزمنة يضاعف فيها الحسنات ويرفع فيها منازل السائرين إليه ويعلي درجات السالكين في طريق مرضاته، فنسمات الأسحار وسجدات الأوقات الفاضلة لها أثرٌ في مضاعفة الأجر.
 إلا أن رمضان يعد موسماً أعظم من حيث الأجور وأكثر من حيث الأعمال، يمر على المسلم مرة في العام، فضَّله الله على غيره من الشهور فأنزل فيه أعظم كتبه وجعل فيه ليلةً واحدةً خيراً من ألف شهر ليتمكن الراغبون بتحقيق العبودية له وأن يرفعوا من رصيدهم؛ فمجال الخير واسع وشعبه متعددة.
 ولأن أعمار بني آدم قصيرة وفضْل الله في جنانه واسع؛ منحهم أزمنةً ومواسم يضاعف فيها أعمالهم؛ وهذا فضل من الله ومنَّة لعباده السائرين ليغتنموا مواسم الخير والكرم الإلهي والتجليات الربانية وليتمكنوا من نيل الدرجات الرفيعة وليتأهلوا لاستحقاق جناته؛ حيث لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أعدها الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات وتحققوا بوصف العبودية وجاهدوا ليصلوا إليها، وسلكوا مسلك الهدي النبوي واتبعوا سبيل رضوان الله فلم يفتقدهم المولى حيث أمرهم ولم يرهم حيث نهاهم.
فشهر رمضان هو الفرصة لكل مسلم لينال مقاماتٍ أتاحها الله اليه قد لا يستحقها بهمّته العادية وعمله المعتاد مع عمره القصير فتُزكَّى به النفوس ويتعوّد فيه على البر وعلى الإرادة والعزم والإكثار من الأعمال التي لها وارداتٌ على القلوب من صلاة وصيام وطول قيام وتلاوة القرآن وسخاء بالصدقات على المحتاجين والفقراء، فتنير بصيرته وتزكو نفسه بالعبادات القلبية والأعمال الخيرية.
فعلى المسلم اغتنام هذه الفرصة وملء وقته بأعمال البر حتى يرتقي إلى المنازل العالية.
      اللهم يامن وفق أهل الخير للخير وأعانهم عليه وفقنا للخيروأعنا عليه.

أضافة تعليق