مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/06/04 17:59
فوبيا هشاشة الفهم

           الأستاذ حشاني زغيدي

         متى يعرف المسلم  أنه مصاب بأعراض فوبيا هشاشة الفهم و سطحيته ؟ حين يشد الفهم السليم  عن المنظومة  القيم   الأولى لرسالة التعاليم التي جاء بها الإسلام ، كرسالة واضحة ، و منهج هداية سلم من الغلو أو التقصير،  منهج متكامل راعى شؤون الحياة جميعها ، منهج  تلمس أدق تفاصيل الحياة في  تعاليمه السامية الشاملة ، منهج  بناء كيان قوي ،  يقوم على العدل و العلم و العمل ، منهج   تحرسه الأخلاق أولا ،  ثم تحمية الأحكام الجزائية العادلة  ، التي   تحفظ  حقوق الإنسان  و ترعى قيم الإنسانية    . .

           قد وجدت أن أدق فهم منهج  تعاليم الإسلام في هذه المقولة الخالدة للإمام حسن البنا رحمه الله  في بيان شمول الإسلام  يقول  :   " الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ، وهو مادة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ."

         فهل يا ترى أن مثل هذا الفهم السليم الواضح المعتدل يشعر صاحبه بالخجل ، أو الخوف  و  هل يعد  صاحبه   متطرقا ،  أو عنصريا أو متعصبا،   أو ارهابيا كما يحلو للبعض أشعر.  أن فوبيا هشاشة الفهم قد أصابت البعض بدافع التمدن ،  أو العصرنة أو التنزيه أو الوقاية  أو الخوف  الوهمي  . أحسب إن سمو مبادئ الإسلام السمحة ، لا تحتاج من ينزهها من العيب أو من يدفع عنها الشبه أو التهم  فهي كاملة في ذاتها  . .

قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [25]} [الحديد: 25].

         كم نحن في أمس الحاجة للعودة للفهم السليم للإسلام كما جاء به صاحب الرسالة الخاتمة محمدا صلى الله عليه و سلم فهما و تطبيقا ،  إننا  نريده إسلاما كما فهمه الصحابة عليهم الرضوان و التابعين من بعدهم ، نريده فهما يبعث العزة في اتباعه ،  كما فهمه الفاروق عمر رضي الله عنه  .   ليتنا نفقه قولة الفاروق عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه "   لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإذا ابتغينا العزة بغيره ِ أذلنا الله "

أضافة تعليق