مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/29 19:12
رحلة جفاء مع المعاصي
رحلة جفاء مع المعاصي
 

ان كان على سلام التوبة ،ألقه على من حواليك و لا تقل  شيئا إلا  ان يعين الله على توبة نصوح  على من قصر في دينه ، فقد عرفت الآن يا مقبلا لها  لماذا المعاصي مهينة لأنها لا تضيء الوجه وصاحبه لا يزال في عيشة ضنكة ،  فحلول المشكلة في ركعة و سجدة بترتيب مع  صفوف المصلين و أصدقها تركيزا مع الله ما كانت في خلوة ، فما حاجتك يا ضال الطريق لصحبة لم تعنك على نسيان ذنبك و طلب الغفران من رب العباد؟  ،اذا لما تستمر في عيش الغبن ؟.
فلو ما زال همك كبير ،قل له عندي رب كبير يصون عرضي و ديني ، فلن تسكن خاطري طويلا ، و كل الدنيا فيها ضيق و فرح و ما يزيل همك سوى سجود و بيقين في الله أنه يسمع مناجاتك و سيفرج همك و غمك.
اترك بداية توبتك رغبة في عزة و سكون مصير مع بكاء شديد الأسى على خدودك و قد زالت عنها مسحة صدود عن رب العباد ، اقترب الآن أكثر من اي وقت مضى و اسهر و لن يتعبك سهر الليالي و اسمع فيه كلام من قال حكم و عبر ، و قل  لهمك انك مهما فضلت تجول و تدور في روضة أحزاني فوعد ربنا قريب و يستحيل أن  يتأخر عني مع توبة نصوح.
املأ قلبك يا تائب و قد لاح نور الندم على عينيك حبا و شوقا لرحمة الله  من بعد ان سكن في نفسك عتاب و شعور بهجران الأهواء ، حلق اليوم و لو آلمك بعدك عمن جرك الى زاوية المعاصي  ، ثم لا يهمك في نتيجة طول لهوك و لعبك مهما طالت زمن ذنوبك في الماضي ، فالمهم أنك أفقت من غيبوبتك و غطرستك في شرب نبيذ الفجور و سوء الأخلاق  ،فبين يديك اليوم قوس و سهام ، فافعل صنيعا يفك أسر أحزانك بداخل قلبك، فلست أظن انك ستتأخر و فيك مروءة تعشق قربا من الله ، فحتى و ان نسيت و غرقت في خطاياك لك منارة تضيء لك درب الندم ،اعزف و ابتعد  عمن  مر من أمامك و لم يدر انك في ذكرى مع الماضي هي رحلة جفاء مع المعاصي حتى لا يلهيك عن دعاء صادق الى الله ، فان تعبت عن ايجاد السعادة فان هدف مرماك ليس في ضيق السفر بل هو  في هجر رحلة المعاصي و فقط و لكنها تنبع من سؤالك  على أن تبشر و لا تنفر بأحزانك كلما انابك شعور بالندم ، هذا الشعور حالة صحية ايجابية فولاها لما أدركت انك في ضلال ، امامك درب طويل و جميل فاختزل المسافة وصل على نبيك و ادع  من قلبك لأن ربك سيبعد الهم عنك و ارم بحملك استجابة الدعاء  على الله  ، فلو حدث و اغمضت عينيك ثم فتحتهما لوجدت السعادة هي بقربك من ربك فلا تخش عدم قبول توبتك ، فالعسر بين يسرين ، ابدأ و بادر بالتوبة و اسجد و اقترب و قل الحمد لله ان هداني لطريق الرشاد.
يا الله نادي على الصبح و اخبر قلبك ان ينكسر و لروحك أن تجدد ايمانا يصنع لك سعادة عبر رحلة هجر للمعاصي..و قد أقبل عليك شهر الرحمات و الأرزاق و الخيرات، افتح له قلبك و بابك و رتل آيات القرآن و اهجر معاصيك للأبد ، ستتذوق طعم السعادة و كيف لا و من خلقك أقرب اليك من حبل الوريد...

جدد عزيمتك و نيتك مع الله و البس ثوب التقى تلقى روحك سمت فوق الدجى..هنيئا لك التوبة...
أضافة تعليق