من غير عنوان...
ما أبشع الظلم و القهر و الاحساس بهما في آن..لم يطلب منك الآن أي زمن أن تغفري له سوريا ما حل بك من خراب ،فلو ان القمر اختفى وسط الغمام لظل جمالك يشع في عصر الظلام ، و لو غربت الشمس في وقت الأصيل لرفضت إلا ان تنتظري شمس الصباح ، أنت صامدة و لا زلت تطالبين بعفو من التاريخ أن تغطي أطفالك بمسحة من ألم برداء الصبر ، كبيرة هي الكلمات و عظيمة هي المشاعر أن تتكلمي بها و تطلبي شيئا من ترابك و لا من هوائك و لا من مائك نفسا لك بعد طول اختناق ، موسوعة أنت في الأحداث و قد لا تصرحين بأي الجراح اغتالت فيك آخر طفل..لا لا لن نقدر على خطابك و لا على سؤالك و لا على مواساتك..لن نقدر..و لن نقدر..لأنك كبرت كثيرا بويلات الدمار و قهر العذاب ووحشية الموت في وطنك...
ضاقت جداول أنهارك و لم يسع الماء مجراه..تكدر صفو الهواء ولم يعد فيه اتساع الحب الى مثواه..ماذا أقول و قد خرس قلمي و لم يبغي لي طوعا في الكتابة...لكنها الروح من تكتب حينما تتعذب حسرة و أسى و بالمرة أملا و لو أنك ترينه خافتا باهتا ضعيفا مترنحا..لن أمنعك من وصف رأيك فيما قلت ، لأنك كبيرة جدا فوق علو فكرتي و فكرة العرب كلهم ...لهذا قدرت في قلمي حينما خرس أن لا كلام بعد اليوم حتى يقدر الله امرا آخر ...
أحترمك و أحبك و أرهب من هامتك و لا أجرأ على تقدير ألم الجرح فيك سوريا..لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد الطعنات في خريطتك؟ لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد الأموات على ترابك ، لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد المشردين و المهاجرين و المفقودين..و لربما يقرأ لي الشاميون أن خاطرتي بلا عنوان واضح ، لكني سأجيبهم من أن المسار اختل و الأنوار انطفأت و الستائر أسدلت على مسرح الموت و الحق تحت الركام لا يقوى على الظهور ..حتى الموت لم يعد يخيف أحدا..
أنتي الوحيدة في الأوطان العربية من لم يعد يخيفها الموت..يا لسواد المشهد و هيبة الموقف منك سوريا..ما أحلى اسمك و لو أنك جريحة ..ما أروع عاصمتك و لو أنك مكسورة الخاطر...هي لمسة مني استعيد بها وقفتي لأرى كم كان منك نضال و صبر و احتساب..
لو لم تكوني جميلة لما انهال عليك الطامعون في جمالك...فلكل جمال أسطورة و حكاية عبر العصور ، و لكل اتساق للهامة موال حزن في السطور ، انزويت و كففت الدمع لوحدك سوريا و لم تقولي لعابر عليك كم بقى من عمر الاحتضار ، فالدم انتهى و الجرح اصطفى و الكفن استوى امام قتلاك بل شهدائك...هل لي جرأة لأن أستعيد القلم في أن يشاركني القول مد الحرف تلو الآخر لقصيدة أخرى من الأسى؟..
طبعا لن أتجرأ و ما كتبته من كلمات كان للرمح بد في الكلام و للسيف هجرة من غمد السلام ، لم يعد فيه سلام يذكر ..و ان ذكر فأين هو من عيش الأوطان في أمان ، قد لا يخرس الكل دفعة واحدة و إلا لما نافس جحيم النسر جنة العصفور في جو السماء..هي القوة من تبغي لها اتساعا أكبر و هو الظلم من يبغي له فراشا أملسا من حرير ، و أي نكهة بل أي سعادة و أي راحة ضمير و كم من القتلى ماتوا بغير ذنب على أرضك؟...
سوريا ..في حروفك حسرة و احتشام و ضعف عن الكلام ، و في صورة أطفالك لابد للظلام أن ينجلي ، فمن المستحيل أن لا يبقى شيئا يذكر أن سوريا كانت من حضارات الأمم عراقة و جمالا...أو هكذا يموت من ملكه الله قاعدة أسمى من الابداع في جبالك و سهولك ووديانك و على جباه رجالك و نسائك وضحكات أطفالك قبل أن يحل الدمار؟...
سوريا قد أملك قليل من الجرأة لأقول لك ما قاله العشماوي....
إذا قيل : المحبةُ والوئامُ تلألأَ في خيال المجد شامُ
ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ
بلاد بارك الرحمنُ فيها وغرّد في مغانيها السّلام
يمدّ الفجر راحتهُ إليها مُعطّرةً ، وفي فمه ابتسامُ
وينسج من خيوط النور ثوباً لغوطتها يُوشحه الغرامُ
فلا تسأل عن الحسناء لمّا يفيضُ على ملامحها انسجامُ
لها وجهٌ صباحيّ جميلٌ مُحالٌ أن يُخبئه الظلامُ
دمشقُ أصالةٍ في مقلتيها حديثٌ لا يصوره الكلامُ
تظلّ دمشق نبراسَ المعالي وإنْ طال السُّرى ، وجفا المنامُ
ما أبشع الظلم و القهر و الاحساس بهما في آن..لم يطلب منك الآن أي زمن أن تغفري له سوريا ما حل بك من خراب ،فلو ان القمر اختفى وسط الغمام لظل جمالك يشع في عصر الظلام ، و لو غربت الشمس في وقت الأصيل لرفضت إلا ان تنتظري شمس الصباح ، أنت صامدة و لا زلت تطالبين بعفو من التاريخ أن تغطي أطفالك بمسحة من ألم برداء الصبر ، كبيرة هي الكلمات و عظيمة هي المشاعر أن تتكلمي بها و تطلبي شيئا من ترابك و لا من هوائك و لا من مائك نفسا لك بعد طول اختناق ، موسوعة أنت في الأحداث و قد لا تصرحين بأي الجراح اغتالت فيك آخر طفل..لا لا لن نقدر على خطابك و لا على سؤالك و لا على مواساتك..لن نقدر..و لن نقدر..لأنك كبرت كثيرا بويلات الدمار و قهر العذاب ووحشية الموت في وطنك...
ضاقت جداول أنهارك و لم يسع الماء مجراه..تكدر صفو الهواء ولم يعد فيه اتساع الحب الى مثواه..ماذا أقول و قد خرس قلمي و لم يبغي لي طوعا في الكتابة...لكنها الروح من تكتب حينما تتعذب حسرة و أسى و بالمرة أملا و لو أنك ترينه خافتا باهتا ضعيفا مترنحا..لن أمنعك من وصف رأيك فيما قلت ، لأنك كبيرة جدا فوق علو فكرتي و فكرة العرب كلهم ...لهذا قدرت في قلمي حينما خرس أن لا كلام بعد اليوم حتى يقدر الله امرا آخر ...
أحترمك و أحبك و أرهب من هامتك و لا أجرأ على تقدير ألم الجرح فيك سوريا..لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد الطعنات في خريطتك؟ لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد الأموات على ترابك ، لا أتجرأ على سؤالي لك كم عدد المشردين و المهاجرين و المفقودين..و لربما يقرأ لي الشاميون أن خاطرتي بلا عنوان واضح ، لكني سأجيبهم من أن المسار اختل و الأنوار انطفأت و الستائر أسدلت على مسرح الموت و الحق تحت الركام لا يقوى على الظهور ..حتى الموت لم يعد يخيف أحدا..
أنتي الوحيدة في الأوطان العربية من لم يعد يخيفها الموت..يا لسواد المشهد و هيبة الموقف منك سوريا..ما أحلى اسمك و لو أنك جريحة ..ما أروع عاصمتك و لو أنك مكسورة الخاطر...هي لمسة مني استعيد بها وقفتي لأرى كم كان منك نضال و صبر و احتساب..
لو لم تكوني جميلة لما انهال عليك الطامعون في جمالك...فلكل جمال أسطورة و حكاية عبر العصور ، و لكل اتساق للهامة موال حزن في السطور ، انزويت و كففت الدمع لوحدك سوريا و لم تقولي لعابر عليك كم بقى من عمر الاحتضار ، فالدم انتهى و الجرح اصطفى و الكفن استوى امام قتلاك بل شهدائك...هل لي جرأة لأن أستعيد القلم في أن يشاركني القول مد الحرف تلو الآخر لقصيدة أخرى من الأسى؟..
طبعا لن أتجرأ و ما كتبته من كلمات كان للرمح بد في الكلام و للسيف هجرة من غمد السلام ، لم يعد فيه سلام يذكر ..و ان ذكر فأين هو من عيش الأوطان في أمان ، قد لا يخرس الكل دفعة واحدة و إلا لما نافس جحيم النسر جنة العصفور في جو السماء..هي القوة من تبغي لها اتساعا أكبر و هو الظلم من يبغي له فراشا أملسا من حرير ، و أي نكهة بل أي سعادة و أي راحة ضمير و كم من القتلى ماتوا بغير ذنب على أرضك؟...
سوريا ..في حروفك حسرة و احتشام و ضعف عن الكلام ، و في صورة أطفالك لابد للظلام أن ينجلي ، فمن المستحيل أن لا يبقى شيئا يذكر أن سوريا كانت من حضارات الأمم عراقة و جمالا...أو هكذا يموت من ملكه الله قاعدة أسمى من الابداع في جبالك و سهولك ووديانك و على جباه رجالك و نسائك وضحكات أطفالك قبل أن يحل الدمار؟...
سوريا قد أملك قليل من الجرأة لأقول لك ما قاله العشماوي....
إذا قيل : المحبةُ والوئامُ تلألأَ في خيال المجد شامُ
ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ
بلاد بارك الرحمنُ فيها وغرّد في مغانيها السّلام
يمدّ الفجر راحتهُ إليها مُعطّرةً ، وفي فمه ابتسامُ
وينسج من خيوط النور ثوباً لغوطتها يُوشحه الغرامُ
فلا تسأل عن الحسناء لمّا يفيضُ على ملامحها انسجامُ
لها وجهٌ صباحيّ جميلٌ مُحالٌ أن يُخبئه الظلامُ
دمشقُ أصالةٍ في مقلتيها حديثٌ لا يصوره الكلامُ
تظلّ دمشق نبراسَ المعالي وإنْ طال السُّرى ، وجفا المنامُ