هل من ثبات في الفتن؟
ان المتأمل لمسيرة الانسان العادي من حيث مسايرة الضعف و القوة لما قد تنتج من الظاهرتين الصحيتين لقطات لاستيعاب الأخطاء و تحليل الهفوات و التركيز على ما يعيد للعقل نتاجه الصحيح من التفكير و عقد العزم على تجديد المسار لهو نفسه نسق الحضارات حينما يختل ميزان أوج تألقها ، فما من شك أن المتأمل و القارئ لتاريخ الأمم سيلمح تلكم الانتكاسات ان صح القول التي تعرضت لها دول عديدة صنعت نهضتها و تخلل هذا الصنع وقفات بسبب الترهل و الضعف و لكن ما فتئت هذه الأمم أن استعادت نشاطها و بريق تألقها ربما بسبب التفكير الجيد و السليم و التصحيح العاجل لأخطاء القادة و تجديد الثقة فيمن يستحقونها و ايلاء المهمات الصعبة لمن يقدر عليها و نبذ كل أشكال الفساد الذي من شأنه أن يعيق حركة الحكم الرشيد.
و قد كان لمسيرة الأنبياء الأثر الكبير في توجيه الناس للحذر من فتن الشيطان و شرحوا بطريقتهم البسيطة و المقنعة لكل من يستمع لهم من أن هذه الفتنة لا تصدر إلا من الذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم ليكونوا بذلك شارة سوء و شر في طريق النهضة و بالتالي كان لابد من تحذير الناس من خطورة سمهم و سلبية برامجهم و أطروحاتهم ، و نجد في القرآن الكريم أنه بشر المؤمنين و المؤمنات أن الله وعد عباده المؤمنين بالنصر و لا بد من الثبات و عدم الخوف و الركون لتلكم الفتن المضللة.
و المتفحص لإشارة القرآن الكريم الى الحكمة من استخلاف بني اسرائيل في الأرض "عسى ربكم ان يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " هي اشارة للعهود التي أخذها الله عليهم و منها أن لا يقولوا على الله إلا حقا و أن يذكروا ما في الكتاب لعلهم يتقون و أن يوفوا بالعهود الى غير ذلك من مجموع المواثيق ، و في المقابل من ذلك كان الأمر بالتحذير من مخالفة أمر الله و من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة " و اذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله و بالوالدين احسانا و ذوي القربى و اليتامى و المساكين و قولوا للناس حسنا و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة" سورة البقرة الأية 83، غير أنهم اضاعوا الحقوق و اتبعوا الشهوات و قتلوا الكثير من الأبرياء و كل هذا ذكر في الكتاب المقدس و القرآن الكريم و تداوله التاريخ في أحداثه.
و لما رفع اليهود شعارهم من أنهم شعب الله المختار قرروا بذلك اتيان ما حرم الله ، سفك الدماء التي أقاموا عليها استمرارية لكرامتهم المزعومة ،و لو أن الكتاب المقدس ينفي في أكثر من موضع مقولتهم بالدماء النقية ،و يسجل أنهم سكنوا الأمم الوثنية و اتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء و أعطوا بناتهم لبنيهم ،و عبدوا آلهتهم ، فكيف يتصور منطق أن تكون الدماء نقية تحت لواء هذه الأصول عندهم ؟.
هذا و قد كان للتحريف وسيلة لرفع الحرج عنهم حيث نسبوا للأنبياء ما لا يليق بهم و قد ورد ذلك في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم و طعنا في الدين و لو أنهم قالوا سمعنا و أطعنا و اسمع و انظرنا لكان خيرا لهم و أقوم و لكن لعنهم الله بكفرهم إلا قليلا " سورة النساء الآية 46 ، و كذلك قوله " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا حظا مما ذكروا به" سورة المائدة الآية 13.
فالتحريف نسب للأنبياء ما ليس حقا من أنواع الكفر و الفجور و ما الغرض إلا لأجل افساد المحتوى الصحيح للعقيدة، و بالتالي ما نسب للأنبياء من زلات الهدف منه هو تبرير أخطاء من يقع في الهفوات و بالتالي تلتمس الأعذار لمن دون الأنبياء.
و لاشك أن العصر الراهن و ما شهده من صراعات لا تزال مستمرة انما هو عصارة لتلك الأفكار و التصورات التي يسعى معتنقوها الى الحفاظ على موروث سابق و الابقاء على شعار شعب الله المختار و لا تزال مسيرة سفك الدماء مستمرة و قتل الروح و بث الفتن و خلق البلبلة و النزاعات الطائفية ما هي إلا امتداد لتلك المعتقدات السابقة .
و لكن الله عز وجل غرس في أعماق الفطرة معرفته المعرفة الحقة و حمل في العقل ما يترك صاحبه يميز بين ما هو حق و بين ما هو باطل مصداقا لقوله تعالى " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون" سورة التين الاية من 4-6.
صحيح أنه كان في ابتلاء حضارات الأمم السابقة شقاء و معاناة و لكن أكثر ما ميز الله مسيرة الأنبياء هي ثباتهم و اصرارهم على ايصال الرسالة الى أن بلغ الأمر بآخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لأن تجدد في مرحلة رسالته مفاهيم الحق و العدل و الخير و السلم عبر سنوات تخللتها فترات فتور و حروب و صراعات شتى لكنه استقر الأمر الى تبليغها عبر المعمورة قاطبة ، فهل سنحسن الحفاظ على هذا الموروث الديني من كل أشكال الفتن و التضليل ؟.
ان المتأمل لمسيرة الانسان العادي من حيث مسايرة الضعف و القوة لما قد تنتج من الظاهرتين الصحيتين لقطات لاستيعاب الأخطاء و تحليل الهفوات و التركيز على ما يعيد للعقل نتاجه الصحيح من التفكير و عقد العزم على تجديد المسار لهو نفسه نسق الحضارات حينما يختل ميزان أوج تألقها ، فما من شك أن المتأمل و القارئ لتاريخ الأمم سيلمح تلكم الانتكاسات ان صح القول التي تعرضت لها دول عديدة صنعت نهضتها و تخلل هذا الصنع وقفات بسبب الترهل و الضعف و لكن ما فتئت هذه الأمم أن استعادت نشاطها و بريق تألقها ربما بسبب التفكير الجيد و السليم و التصحيح العاجل لأخطاء القادة و تجديد الثقة فيمن يستحقونها و ايلاء المهمات الصعبة لمن يقدر عليها و نبذ كل أشكال الفساد الذي من شأنه أن يعيق حركة الحكم الرشيد.
و قد كان لمسيرة الأنبياء الأثر الكبير في توجيه الناس للحذر من فتن الشيطان و شرحوا بطريقتهم البسيطة و المقنعة لكل من يستمع لهم من أن هذه الفتنة لا تصدر إلا من الذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم ليكونوا بذلك شارة سوء و شر في طريق النهضة و بالتالي كان لابد من تحذير الناس من خطورة سمهم و سلبية برامجهم و أطروحاتهم ، و نجد في القرآن الكريم أنه بشر المؤمنين و المؤمنات أن الله وعد عباده المؤمنين بالنصر و لا بد من الثبات و عدم الخوف و الركون لتلكم الفتن المضللة.
و المتفحص لإشارة القرآن الكريم الى الحكمة من استخلاف بني اسرائيل في الأرض "عسى ربكم ان يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " هي اشارة للعهود التي أخذها الله عليهم و منها أن لا يقولوا على الله إلا حقا و أن يذكروا ما في الكتاب لعلهم يتقون و أن يوفوا بالعهود الى غير ذلك من مجموع المواثيق ، و في المقابل من ذلك كان الأمر بالتحذير من مخالفة أمر الله و من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة " و اذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله و بالوالدين احسانا و ذوي القربى و اليتامى و المساكين و قولوا للناس حسنا و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة" سورة البقرة الأية 83، غير أنهم اضاعوا الحقوق و اتبعوا الشهوات و قتلوا الكثير من الأبرياء و كل هذا ذكر في الكتاب المقدس و القرآن الكريم و تداوله التاريخ في أحداثه.
و لما رفع اليهود شعارهم من أنهم شعب الله المختار قرروا بذلك اتيان ما حرم الله ، سفك الدماء التي أقاموا عليها استمرارية لكرامتهم المزعومة ،و لو أن الكتاب المقدس ينفي في أكثر من موضع مقولتهم بالدماء النقية ،و يسجل أنهم سكنوا الأمم الوثنية و اتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء و أعطوا بناتهم لبنيهم ،و عبدوا آلهتهم ، فكيف يتصور منطق أن تكون الدماء نقية تحت لواء هذه الأصول عندهم ؟.
هذا و قد كان للتحريف وسيلة لرفع الحرج عنهم حيث نسبوا للأنبياء ما لا يليق بهم و قد ورد ذلك في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم و طعنا في الدين و لو أنهم قالوا سمعنا و أطعنا و اسمع و انظرنا لكان خيرا لهم و أقوم و لكن لعنهم الله بكفرهم إلا قليلا " سورة النساء الآية 46 ، و كذلك قوله " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا حظا مما ذكروا به" سورة المائدة الآية 13.
فالتحريف نسب للأنبياء ما ليس حقا من أنواع الكفر و الفجور و ما الغرض إلا لأجل افساد المحتوى الصحيح للعقيدة، و بالتالي ما نسب للأنبياء من زلات الهدف منه هو تبرير أخطاء من يقع في الهفوات و بالتالي تلتمس الأعذار لمن دون الأنبياء.
و لاشك أن العصر الراهن و ما شهده من صراعات لا تزال مستمرة انما هو عصارة لتلك الأفكار و التصورات التي يسعى معتنقوها الى الحفاظ على موروث سابق و الابقاء على شعار شعب الله المختار و لا تزال مسيرة سفك الدماء مستمرة و قتل الروح و بث الفتن و خلق البلبلة و النزاعات الطائفية ما هي إلا امتداد لتلك المعتقدات السابقة .
و لكن الله عز وجل غرس في أعماق الفطرة معرفته المعرفة الحقة و حمل في العقل ما يترك صاحبه يميز بين ما هو حق و بين ما هو باطل مصداقا لقوله تعالى " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون" سورة التين الاية من 4-6.
صحيح أنه كان في ابتلاء حضارات الأمم السابقة شقاء و معاناة و لكن أكثر ما ميز الله مسيرة الأنبياء هي ثباتهم و اصرارهم على ايصال الرسالة الى أن بلغ الأمر بآخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لأن تجدد في مرحلة رسالته مفاهيم الحق و العدل و الخير و السلم عبر سنوات تخللتها فترات فتور و حروب و صراعات شتى لكنه استقر الأمر الى تبليغها عبر المعمورة قاطبة ، فهل سنحسن الحفاظ على هذا الموروث الديني من كل أشكال الفتن و التضليل ؟.