مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/06 19:26
أختي بيني و بينك سلطان الشرع

أختي.. بيني وبينك سلطان الشرع

 

تتنوَّع لدينا مفاهيم الأخلاق، تتبعثر أفكارنا كل يوم؛ لأننا نبذل جهدًا في أن ننظر للمستقبل بشيء من الأمل.

 

كم هي صعبةٌ حياتنا اليوم، لا نُلقِي اللَّوم على الزمان ولا على غيرنا، إنما نلوم عقولنا وقلوبنا.

 

المعادلة يسيرة في الفهم.

 

أختي، عقلي وعقلك في انسجام، ينسق بيني وبينك سلوك كلتينا، حينما أخطئ معك تتجاهلين وحينما تخطئين معي بدوري أتجاهل ذلك، لكنك تعلمين أن ذلك ليس ضعفًا مني؛ لأن قلبكِ نبض حبًّا لي في الله، فأدركت صفة التسامح وخفة الروح، وكلانا يعلم أن نبض القلب واحد؛ لأن حبَّ الله سَمَا فوق كل حب.

 

أختي، رضعنا من حليب القرآن، وفُطِمنا على حب القرآن؛ فلمَ الاختلاف إذًا؟

 

إن شئت أتباهى أنا وأنت بعنفوان العقيدة وبروح الوطنية، إن شئت أفتخر أنا وأنت بلغة الضاد ويا لها من مفخرة؛ لأنها لغة القرآن، إن شئت أعتز أنا وأنت بتاريخ ثورة مظفرة، لا ولن تتكرر في أي بلد من العالم مهما حاولوا؛ لأن أجدادي وأجدادكِ صنعوها بدماء فاحتْ بمسك الحرية عبر ربوع الجزائر، فأصبحت أنا وأنت حُرَّتَينِ، إذًا لا تقلقي؛ فأنا وأنت لدينا رصيد من المفخرة، لكن هل فعلاً حملت أنا وأنت مشعل الوفاء والاستماتة؛ لنرقى سويًّا إلى مفاهيم الحضارة بأخلاق فاضلة وبجمال في روحي وروحكِ، وبإصرار في أن نكون امتدادًا لسلسلة الصحابيات الجليلات؛ فإن اخترتِ أن تكوني مثل رُفَيْدَة، اخترتُ أنا أن أكون مثل ذاتِ النِّطَاقين، وإن اخترتِ لطهارتكِ كتلك للعذراء مريم، اخترتُ أنا صبرًا كذاك للسيدةِ "آسية"، سيكون لكلتينا لقب نلقَّب به، وأبقى أنا وأنت قدوة لجيل من بنات الجزائر.

 

إذًا - أختي - ضعي يدك في يدي، وخلي سلطان الشرع هو الحاكم بيننا إن اختلفنا، ولا تجعلي من سلطان الهوى حاكمًا؛ لأنه سيفرق بيننا، إذًا دَعِي سفاسف الأمور جانبًا، ولأمتطي أنا وأنت سفينة الأخوَّة في الله، نمخر أمواج القدر بكل رضا ودونما سخط، حتى إذا جنَّ الليل أوقدت أنا وأنت شموع الأمل بشعلة من تجربتي وتجربتك في الحياة، وندع سلطان الشرع ينوِّر دَرْبِي ودَرْبك ليبقى سلطانًا حتى يفرق القدر بيننا، يقينًا سيظلنا الله في ظله، حينَ يغبطنا الشهداء والأنبياء. لكن هل أدركتِ - أختي - حقيقة ثباتي أنا وأنت في أنه لولا سلطان الشرع لضعنا في بذخ الهوى، ولضاع كل شيء بما في ذلك سلطان العقل!

 

هي صور من المعقول فوق مألوف البشر، وردتْ لها نظائرُ كثيرةٌ في الحياة، فلن يؤنسنا إلا الحق، ولن يوحشنا إلا الباطل.

 



أضافة تعليق