مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/05 20:45
ماذا ننتظر لنستعيد هيبتنا أمام الأمم المتكالبة علينا؟
ماذا ننتظر لنستعيد هيبتنا أمام الأمم المتكالبة علينا ؟
 
غيبتني يا ليالي الضعف و قد جلست أتأمل في صنيع تهور الحرب و دخانها  ،عال العال على جيل يأكل و يضحك و يرمي ببقايا الأكل أرضا  ، جيد جدا من مستوى الرداءة وسوء الرحمة لما نزلت لحضور موعد مهم في مقر عملي  فإذا بطاولات ممتدة و تحتها بقايا علب حاوية لأكل و فواكه و حلوى بشتى الأنواع مرمية أرضا و الفاهمين يحاضرون و يتبادلون أطراف الحديث على راحة من بال و كأن ذلك المظهر لا يعنيهم او بالأحرى لا يعني المنظمين الذي اصطفوا على تلكم الطاولات ببريستيج اللباس المنظم و البسمة التي ازعجتني كثيرا و نعم الله مرمية أرضا ، و ان كان لم يجذبني الموقف على الاطلاق  لأني في حيرة من  تخمة البطن و خواء الضمير من هكذا لقطات  ، ربما هي حضارة الأمم المتقدمة في العلم تريد لها التبذير و الترنح  ، هل هذا  ما أتقناه  في زمن أصبح العربي في الضفة الاخرى يهان و يجوع و يبكي و لا حياة لمن تنادي؟ ..صدقا لم أفهم سلوكاتنا نحن العرب ، يصيبنا الغرور حينما نتعلم و نتكلم و نضحك و يصيبنا الاحباط حينما نمرض و ينقص فينا المال و الكماليات ، طيب ما رسالتنا في هكذا مواقف ؟..
صحيح يترفع النزيه و اللبيب بالصمت و لا يتأثر أو يشارك في هكذا فساد و لكن على هؤلاء النزهاء أن يصطفوا قليلا و يفرزوا بقايا الخبز من على الأرض ليضعوها في مكان آمن بعيدا عن الأقدام حتى تأتيه العصافير لتلتقطه فتكون ثقافة احترام تلك النعمة لها الأثر الكبير على قلوبنا لألا ينالنا غضب الله ، فهل الحرب اختارت لها بلدانا  دون أخرى  لتدمر و تخرب و تقتل من غير إنصاف على حساب أخرى ؟، لا انه بلاء نزل علينا هو قسوة تلك الحرب و انذار لنا أن نعتبر و لا نقصر بالدعاء لمن تشردوا و جاعوا و بكوا ، يجب أن نخاف الله في الخير و في الأزمات حتى نكون قد فهمنا حقيقة معنى اخشوشنوا فان النعمة لا تدوم...
أقرأ بعض الردود التي تصلني  عن جدوى الكتابة و الضمير لا يتحرك و القلب لا يفقه ،أقول لك يا سائلي أنت واحد منهم ، من المفروض أن تعبر عن ردة فعلك و لو بالدعاء صمتا ، لأننا نحتاج في هذا الزمن لكثير من التقوى و لكثير من الايمان لنتجاوز أزماتنا ، فلا نقل أن الأزمة أو الدمار التي حلت في دول أخرى  لا تعنينا بل تعنينا و لو من بعيد ...ثم مطلوب منا اليوم أكثر من أي زمن مضى أن نخشى الله و نفكر جديا  في  تجديد حضارة هذه الأمة لنتساءل بدءا :
ماذا ننتظر لنستعيد هيبتنا أمام الأمم المتكالبة ؟ هل في ضحكنا و فسادنا فرصة لتكالب تلكم الأمم  في أجواء فراغاتنا الروحانية حينما ابتعدنا عن القيم ؟ هل لابتعادنا عن ديننا فرصة لنفث سم الفرقة فيما بيننا؟ هل تحقق لهم المراد كاملا في هدم بقايا الحضارة المستغيثة أن انقذوا ما تبقى...
ماذا ننتظر أن نقوم الليل لندعو بخشوع ليرفع الله عنا ضرنا و ضعفنا و خوفنا و همنا ؟ ماذا ننتظر لنحرر أنفسنا من خوف ذاكم القوي ؟ ثم من القوي حقيقة ؟ أليس الله..اذا ماذا ننتظر و نحن نكتب و ندرس و نعمل و نأكل و نتفسح لكننا لا نرتاح فيما بيننا لأننا نكره حقيقة الود فيما بيننا ، هنا بيت القصيد في البلاء الذي نزل ، ان كان على موتى الحروب من المسلمين فهم شهداء ، لكن ماذا عنا و أي فائدة من وجودنا ان لم نكسر قيد الوهن ، ستقولون بماذا ؟ طبعا بالتضرع لله كثيرا و بالتسبيح و الاستغفار لنزيح من فوق رؤوس قبعات المذلة طالت فكرنا منذ قرون خلت...فأصبحنا لا نحس بأي ألم..
ان كان على قلمي فقد  خرس بالأمس من شدة التألم لكنه يعود ليتساءل في قالب متجدد :   


ماذا ننتظر لنستعيد هيبتنا أمام الأمم المتكالبة علينا ؟
أضافة تعليق