حينما تزلزلك الغربة عد لأصلك
قد تكون سافرت الى بعيد ، عفوا هاجرت الى منبع آخر اضطراريا أو اختياريا ، و شعرت بمرور سنوات أنك تحن و تشتاق لأكلة تحبها في موطن مسقط رأسك أو جلسة مع الأصحاب و الأحباب ، تشتاق لتلك اللحظات التي كنت فيها عفويا في كلامك و ضحكتك و سلوكك مع الجيران ، أنت اليوم تكبر و ستكبر و لكن نوم الطفولة و الأصل فيك راقد و حين تتوجع من ويلات الغربة و الوحدة حتما ستفتح ألبوم الصور و تراجع لقطات كنت فيها عفويا و الكل يمدح فيك جمالك و صلتك للأرحام ، كنت وقتها تقوم بالواجب و زيادة فلا تنسى فقيرا إلا و تتذكره و لا قريبا إلا و تزوره و لا ميتا إلا و تدعو له ، لكنك اليوم تشعر أنك منقطع عن تلك الأعمال لأن موطنك الجديد جعلك تتحفظ كثيرا و لا تبدي تلقائية في التعامل ، فالأهل ليسوا أهلك و من عرفت يجهل فيك آلامك و متاعبك و حنينك لمسقط رأسك ، صدقا شاق جدا أن تتحمل كل ذلك و أنت بعيد جدا عن كل تلك الأوصاف و المواصفات من القرابة و الحميمية.
فحتى و ان اعترضتك مشاكل لا تجد لمن تحكي و تفضفض له أحاسيسك فتكبت كل مشاعر الغربة و تخفيها لألا تسقط فيك تلك المقاومة أمام الغرباء ، تتحفظ كثيرا و لا تبدي من تكون و بن من أنت و من أين أتيت بالضبط ، ففي تلك المناطق التي تعاني جهوية خاصة تفضل أن تقول أنك بكذا جنسية و لا تسترسل في تفاصيل تلك الجنسية من لهجة أو منطقة أو شعبة أو قبيلة ، أعرف أنك تلقائي و عفوي و لكن تخشى الغدر كثيرا و تخاف من احباطات الناس و أنت لم تعد أهل للتحمل.
حينما تريد أن تقول أن لغة ما هي تلك اللغة المقر بها دستورا و عقيدة تخشى الكثير من الملامات و لكن يعجبني فيك اصرارك أن لا تعرف غير تلك اللغة حديثا و بالأخص لو كانت عربية فصحى ، لأنك تتكلم في قرارة نفسك لتسأل ذاتك ان لم يكن ثمنا لتضحياتك في الهجرة و الغربة في أن تتوافق مبادئك مع موجودات الحاضر فما جدوى كل تلك التنازلات ؟ و بالتالي تسعى لأن تكون أنت هو أنت و ليس كما يريده محدثوك ، يعجبني فيك اصرارك أن تكون عصاميا دائما ولو كنت مكتفيا في الحماية بخلفية بن منطقة ثورية أو متسلح بسلاح القوة و الصرامة ، صحيح تلك المقومات التي أحبها و أكافح لأجلها أنا الأخرى و هي مقومات اللغة و الدين و التاريخ ، و لكن نجد صعوبة في الثبات نوعا ما و لكننا في النهاية نثبت فعلا ، لأن ما انتابنا من هزات كانت ترجمة لتلك الوحدة التي عزلتنا على مجتمع يحب التغريب و التكلف بحضارة قادمة من وراء البحار ، لا يهم ذلك ، فالمهم هو مبدئك أنت من حملت رسالة الأصالة بين جوانحك و أقررت قول الحق دائما أينما ذهبت ، ستلقى معارضين بل محاربين من أناس أكلت معم طعاما و جلست معهم جلسات و كان الانتماء واحد و لكنهم تنكروا لك ، لا تبدي تذمرا أو تحفظا و ان أبديته فلوقت وجيز و ابق أنت هو أنت لا كما يريدونك هم ، و هنا تكون قد حققت لنفسك استقرارا و كيانا محميا و محصنا ضد كل نوبات الصراع مهما على صوتها و مجالها ، ثق أنك لن تنهار ، فقط قو ايمانك بالله عز وجل فتلك محمية من كل النوائب و لو تنوعت ، فمشاق الحياة الجديدة صعبة و أهل اللغة الجديدة كثر ، ولكن في الأخير لن يثبت إلا أنت لأنك مطعم منذ صغرك على التكلم بلغة ثابتة و جميلة و فطمت على عدم تقبل قول العربية بديلا...
لذلك ستشعر عندما تصطدم بمجتمع يتساءل عن تميزك بأنك غريب نوعا ما و لو أن التقاليد متشابهة و العادات متقاربة و لكن تفردك بتلك القوامة في الحفاظ على المبادئ و الهوية بعزيمة كبيرة يثير نوعا من الحيرة ان كنت فعلا بن تلك المنطقة التي هاجرت اليها ، تبقى اللهجة أحيانا تكشف أصلك و توضح فيك وطنية قوية ، و هو في الحقيقة ما نحتاج اليه بكثرة في هذا العصر خاصة عندما أقحمت التكنولوجيا نفسها لتفرض لنا عالما افتراضيا قد ينسينا الأصل الحقيقي ، و لكن الأصيل الحر لا ينسى أصله ولو غاب عن مسقط رأسه لسنوات طوال ، و هذا هو الفرد القوي الشخصية يقبل على الانفتاح بثقل كبير من عقله و لا يرضى لأصالته أن تتغير و لا لتقاليده ان تتزعزع و ان زلزلته الوحدة ستجده يسافر الى مسقط رأسه من غير تذكرة لأنه طائرا مهاجرا لا يملك هوية وطن إلا أن الأصل يطالبه في كل مرة أن يتذكره في حنين منه ليزداد صلابة و قوة و شجاعة في تحدي خطوب هذا الزمن الصعب.
قد تكون سافرت الى بعيد ، عفوا هاجرت الى منبع آخر اضطراريا أو اختياريا ، و شعرت بمرور سنوات أنك تحن و تشتاق لأكلة تحبها في موطن مسقط رأسك أو جلسة مع الأصحاب و الأحباب ، تشتاق لتلك اللحظات التي كنت فيها عفويا في كلامك و ضحكتك و سلوكك مع الجيران ، أنت اليوم تكبر و ستكبر و لكن نوم الطفولة و الأصل فيك راقد و حين تتوجع من ويلات الغربة و الوحدة حتما ستفتح ألبوم الصور و تراجع لقطات كنت فيها عفويا و الكل يمدح فيك جمالك و صلتك للأرحام ، كنت وقتها تقوم بالواجب و زيادة فلا تنسى فقيرا إلا و تتذكره و لا قريبا إلا و تزوره و لا ميتا إلا و تدعو له ، لكنك اليوم تشعر أنك منقطع عن تلك الأعمال لأن موطنك الجديد جعلك تتحفظ كثيرا و لا تبدي تلقائية في التعامل ، فالأهل ليسوا أهلك و من عرفت يجهل فيك آلامك و متاعبك و حنينك لمسقط رأسك ، صدقا شاق جدا أن تتحمل كل ذلك و أنت بعيد جدا عن كل تلك الأوصاف و المواصفات من القرابة و الحميمية.
فحتى و ان اعترضتك مشاكل لا تجد لمن تحكي و تفضفض له أحاسيسك فتكبت كل مشاعر الغربة و تخفيها لألا تسقط فيك تلك المقاومة أمام الغرباء ، تتحفظ كثيرا و لا تبدي من تكون و بن من أنت و من أين أتيت بالضبط ، ففي تلك المناطق التي تعاني جهوية خاصة تفضل أن تقول أنك بكذا جنسية و لا تسترسل في تفاصيل تلك الجنسية من لهجة أو منطقة أو شعبة أو قبيلة ، أعرف أنك تلقائي و عفوي و لكن تخشى الغدر كثيرا و تخاف من احباطات الناس و أنت لم تعد أهل للتحمل.
حينما تريد أن تقول أن لغة ما هي تلك اللغة المقر بها دستورا و عقيدة تخشى الكثير من الملامات و لكن يعجبني فيك اصرارك أن لا تعرف غير تلك اللغة حديثا و بالأخص لو كانت عربية فصحى ، لأنك تتكلم في قرارة نفسك لتسأل ذاتك ان لم يكن ثمنا لتضحياتك في الهجرة و الغربة في أن تتوافق مبادئك مع موجودات الحاضر فما جدوى كل تلك التنازلات ؟ و بالتالي تسعى لأن تكون أنت هو أنت و ليس كما يريده محدثوك ، يعجبني فيك اصرارك أن تكون عصاميا دائما ولو كنت مكتفيا في الحماية بخلفية بن منطقة ثورية أو متسلح بسلاح القوة و الصرامة ، صحيح تلك المقومات التي أحبها و أكافح لأجلها أنا الأخرى و هي مقومات اللغة و الدين و التاريخ ، و لكن نجد صعوبة في الثبات نوعا ما و لكننا في النهاية نثبت فعلا ، لأن ما انتابنا من هزات كانت ترجمة لتلك الوحدة التي عزلتنا على مجتمع يحب التغريب و التكلف بحضارة قادمة من وراء البحار ، لا يهم ذلك ، فالمهم هو مبدئك أنت من حملت رسالة الأصالة بين جوانحك و أقررت قول الحق دائما أينما ذهبت ، ستلقى معارضين بل محاربين من أناس أكلت معم طعاما و جلست معهم جلسات و كان الانتماء واحد و لكنهم تنكروا لك ، لا تبدي تذمرا أو تحفظا و ان أبديته فلوقت وجيز و ابق أنت هو أنت لا كما يريدونك هم ، و هنا تكون قد حققت لنفسك استقرارا و كيانا محميا و محصنا ضد كل نوبات الصراع مهما على صوتها و مجالها ، ثق أنك لن تنهار ، فقط قو ايمانك بالله عز وجل فتلك محمية من كل النوائب و لو تنوعت ، فمشاق الحياة الجديدة صعبة و أهل اللغة الجديدة كثر ، ولكن في الأخير لن يثبت إلا أنت لأنك مطعم منذ صغرك على التكلم بلغة ثابتة و جميلة و فطمت على عدم تقبل قول العربية بديلا...
لذلك ستشعر عندما تصطدم بمجتمع يتساءل عن تميزك بأنك غريب نوعا ما و لو أن التقاليد متشابهة و العادات متقاربة و لكن تفردك بتلك القوامة في الحفاظ على المبادئ و الهوية بعزيمة كبيرة يثير نوعا من الحيرة ان كنت فعلا بن تلك المنطقة التي هاجرت اليها ، تبقى اللهجة أحيانا تكشف أصلك و توضح فيك وطنية قوية ، و هو في الحقيقة ما نحتاج اليه بكثرة في هذا العصر خاصة عندما أقحمت التكنولوجيا نفسها لتفرض لنا عالما افتراضيا قد ينسينا الأصل الحقيقي ، و لكن الأصيل الحر لا ينسى أصله ولو غاب عن مسقط رأسه لسنوات طوال ، و هذا هو الفرد القوي الشخصية يقبل على الانفتاح بثقل كبير من عقله و لا يرضى لأصالته أن تتغير و لا لتقاليده ان تتزعزع و ان زلزلته الوحدة ستجده يسافر الى مسقط رأسه من غير تذكرة لأنه طائرا مهاجرا لا يملك هوية وطن إلا أن الأصل يطالبه في كل مرة أن يتذكره في حنين منه ليزداد صلابة و قوة و شجاعة في تحدي خطوب هذا الزمن الصعب.