في الجزائر ننظر بعين الريبة للربيع العربي، خاصة مسؤولينا الجزائريين، فتقييمهم للربيع العربي سلبي. فبعضهم يخشى من أن يتحوّل هذا الربيع إلى شتاء قارس بفعل الفوضى التي أعقبته، وأطماع العالم الغربي في توظيفه لصالح خدمة مصالحه العليا.
نحن رأينا كيف أن الرئيس الأمريكي السابق كارتر طمأن واشنطن، باريس، لندن، وموسكو، و طبعا تل أبيب على أن الإخوان المسلمين في مصر سيحترمون اتفاقيات كامب دافيد و هذا قبل الإنقلاب العسكري عليهم، و أما ما يجري في ليبيا من عنف ومن فلتان أمني فبوسع الغرب كبحه عبر طلعات جوية للأطلسي وقت ما يشاؤوا هذا و كل همّهم ينحصر في ضبط تهريب الأسلحة عبر حدود الساحل، لكي لا تتقوى داعش في المغرب الكبير، و منظمات مسلحة دينية أخرى متشددة.
في تونس، بعض متشددي التيار الذي يعزي للسلفيين (أنا على قناعة أن مثل هذه التسميات لا وجود لها في الإسلام، لم يعرف في عهد رسول الحق صلى الله عليه و على آله وسلم ظاهرة التسميات الدخيلة كالإسلام السياسي، و ما إلى ذلك) لم يفهموا بأنهم لا يستطيعوا أن يُخضعوا شعب تونسي تربَّي في حُضن القيم العلمانية لجيلين إلى الشريعة الإسلامية، و أن عملية الأسلمة يجب أن تبدأ من التربية، و هذا ما استوعبته جيدا حركة النهضة التونسية، و هي تتمتع بوعي عال، حيث سلمت السلطة بعد إنتخابات نزيهة و شفافة و أعترفت بهزيمتها أمام حزب نداء تونس. فهمت النهضة أن السلطة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد التونسية نار، و أنه يترتب عن ذلك عدم تمسكها بها و القبول بفكرة التداول، و استغلال دروس عامٍ من الحكم الجماعي لتونس.
الشعوب العربية بحاجة إلى حرية التعبير، و التنظيم، و التحرك، و هذا ما حققه نسبيا الربيع العربي، أما الوصول إلى السلطة، فهذا الأمر ليس ضروري بالنسبة لي على الأقل، ما دام الدستور يصون و يحترم الحريات الفردية و الجماعية، فعلينا بالعمل كل في موقعه و نبتعد عن نار السلطة، لنتركها إلى الأكِفّاء و لا يهم انتسابهم الحزبي بما أنهم أكفاء و أناس مستقيمين أخلاقيا.
علينا بفهم نقطة مهمة جدا، انهيار الاستبداد في شخص الرئيس مبارك المخلوع، أو زين العابدين بن علي، أو عبد الله صالح، الأسد أو السيسي أمر شكلي! ما يجب أن نسعى إليه هو الإطاحة بالاستبداد في عقولنا، و في عقول الآخرين. يبدأ الاستبداد حالما نتعصب للرأي، و ننظر إلى الآخرين على أنهم على خطأ، و لا نطيق مخالفتهم لرأينا ! و هذا ما وقع للجزائر في التسعينيات، كل واحد استبد برأيه و أعتبر الآخر عدو، مع أنه كان الأسلم على الجميع أن يقروا بضرورة التسامح، و تجاوز الخلافات، و تقديم تنازلات لا تعصف بثوابت الدولة و القبول بهذه الحقيقة أن المجتمع الجزائري فسيفساء من الأعراق، و الآراء السياسية، و حل حزب و حرمانه من الذهاب إلي الدور الثاني من الانتخابات التشريعية ليست رخصة للعصيان المسلح، فمن ذهب إلى التمرد المسلح فتح باب جهنم على البلاد، و هذا ما كنا نريد تجنبه في تونس، و مصر، و سوريا، و اليمن، و لكن نراه يتكرر بأم أعيننا في أيامنا هذه.
فالظلم عندما يقع على المسلم كان فردا أو جماعة، من الأسلَم و الأصح، و حفاظا على مصلحة الأمة أن نقابله بالاحتساب، و الصبر على المكاره، بعيدا عن الانفعال و الرغبة في الانتقام، ما الذي جنيناه من استعمال القوة سوى قائمة طويلة من الأرواح التي أزهقت، فبماذا نقابل الله عزّ و جلّ يوم القيامة ؟
الإسلام منتصر في الأرض، وفق المنظور القرآني أن من سيرث الأرض هم عباده الصالحين فقد قال الله تعالي في سورة الأنبياء الآية 105 ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، فلماذا نستعجل قطف الثمار ؟ فهل الربيع العربي انتكاسة أم حركة تصحيحية؟
سيكون حركة تصحيحية إن شاء الله في اللحظة التي سنفهم فيها، أننا كلنا ركاب سفينة واحدة، و أنه يتوجب علينا تجاوز كل الخلافات من أجل هدف أسمى، هو تحقيق نهضة أمة الإسلام و استعادة المبادرة الحضارية من الغرب الآفل.
نحن رأينا كيف أن الرئيس الأمريكي السابق كارتر طمأن واشنطن، باريس، لندن، وموسكو، و طبعا تل أبيب على أن الإخوان المسلمين في مصر سيحترمون اتفاقيات كامب دافيد و هذا قبل الإنقلاب العسكري عليهم، و أما ما يجري في ليبيا من عنف ومن فلتان أمني فبوسع الغرب كبحه عبر طلعات جوية للأطلسي وقت ما يشاؤوا هذا و كل همّهم ينحصر في ضبط تهريب الأسلحة عبر حدود الساحل، لكي لا تتقوى داعش في المغرب الكبير، و منظمات مسلحة دينية أخرى متشددة.
في تونس، بعض متشددي التيار الذي يعزي للسلفيين (أنا على قناعة أن مثل هذه التسميات لا وجود لها في الإسلام، لم يعرف في عهد رسول الحق صلى الله عليه و على آله وسلم ظاهرة التسميات الدخيلة كالإسلام السياسي، و ما إلى ذلك) لم يفهموا بأنهم لا يستطيعوا أن يُخضعوا شعب تونسي تربَّي في حُضن القيم العلمانية لجيلين إلى الشريعة الإسلامية، و أن عملية الأسلمة يجب أن تبدأ من التربية، و هذا ما استوعبته جيدا حركة النهضة التونسية، و هي تتمتع بوعي عال، حيث سلمت السلطة بعد إنتخابات نزيهة و شفافة و أعترفت بهزيمتها أمام حزب نداء تونس. فهمت النهضة أن السلطة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد التونسية نار، و أنه يترتب عن ذلك عدم تمسكها بها و القبول بفكرة التداول، و استغلال دروس عامٍ من الحكم الجماعي لتونس.
الشعوب العربية بحاجة إلى حرية التعبير، و التنظيم، و التحرك، و هذا ما حققه نسبيا الربيع العربي، أما الوصول إلى السلطة، فهذا الأمر ليس ضروري بالنسبة لي على الأقل، ما دام الدستور يصون و يحترم الحريات الفردية و الجماعية، فعلينا بالعمل كل في موقعه و نبتعد عن نار السلطة، لنتركها إلى الأكِفّاء و لا يهم انتسابهم الحزبي بما أنهم أكفاء و أناس مستقيمين أخلاقيا.
علينا بفهم نقطة مهمة جدا، انهيار الاستبداد في شخص الرئيس مبارك المخلوع، أو زين العابدين بن علي، أو عبد الله صالح، الأسد أو السيسي أمر شكلي! ما يجب أن نسعى إليه هو الإطاحة بالاستبداد في عقولنا، و في عقول الآخرين. يبدأ الاستبداد حالما نتعصب للرأي، و ننظر إلى الآخرين على أنهم على خطأ، و لا نطيق مخالفتهم لرأينا ! و هذا ما وقع للجزائر في التسعينيات، كل واحد استبد برأيه و أعتبر الآخر عدو، مع أنه كان الأسلم على الجميع أن يقروا بضرورة التسامح، و تجاوز الخلافات، و تقديم تنازلات لا تعصف بثوابت الدولة و القبول بهذه الحقيقة أن المجتمع الجزائري فسيفساء من الأعراق، و الآراء السياسية، و حل حزب و حرمانه من الذهاب إلي الدور الثاني من الانتخابات التشريعية ليست رخصة للعصيان المسلح، فمن ذهب إلى التمرد المسلح فتح باب جهنم على البلاد، و هذا ما كنا نريد تجنبه في تونس، و مصر، و سوريا، و اليمن، و لكن نراه يتكرر بأم أعيننا في أيامنا هذه.
فالظلم عندما يقع على المسلم كان فردا أو جماعة، من الأسلَم و الأصح، و حفاظا على مصلحة الأمة أن نقابله بالاحتساب، و الصبر على المكاره، بعيدا عن الانفعال و الرغبة في الانتقام، ما الذي جنيناه من استعمال القوة سوى قائمة طويلة من الأرواح التي أزهقت، فبماذا نقابل الله عزّ و جلّ يوم القيامة ؟
الإسلام منتصر في الأرض، وفق المنظور القرآني أن من سيرث الأرض هم عباده الصالحين فقد قال الله تعالي في سورة الأنبياء الآية 105 ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، فلماذا نستعجل قطف الثمار ؟ فهل الربيع العربي انتكاسة أم حركة تصحيحية؟
سيكون حركة تصحيحية إن شاء الله في اللحظة التي سنفهم فيها، أننا كلنا ركاب سفينة واحدة، و أنه يتوجب علينا تجاوز كل الخلافات من أجل هدف أسمى، هو تحقيق نهضة أمة الإسلام و استعادة المبادرة الحضارية من الغرب الآفل.