من السهل أن نرمي بمسؤولية فشلنا علي واشنطن و موسكو و كأن هؤلاء يتصرفون و هم يجدون ممانعة قوية منا. أنفقت أكثر من عشرين سنة من حياتي و أنا أحقق في مقتل الرئيس جون كنيدي و توصلت إلي هذه الحقيقة المفزعة أن ثلاث جهات رئيسية كانت منتفعة من مقتله : العدو الصهيوني في فلسطين، فقد بات يزعجهم رفض الرئيس المغتال لبرنامجهم العسكري النووي، و طرف داخل النظام الأمريكي ممن كانت تزعجه مواقف الرئيس ضد الحركة الماسونية و المافيا المتغلغلة و طابور العنصريين و الفاسدين المفسدين و الجهة الثالثة أذناب الجزائر فرنسية، كانوا يرغبون عبر قتله تصفية حسابهم معه هو الذي أيد بقوة إستقلال الجزائر، جون كنيدي الذي كان إيرلنديا أكثر منه امريكيا في موقفه من إستقلال الجزائر، فأكثر ما أعجبه في الشعب الجزائري و قيادة ثورته المجيدة إصرار شعب أعزل في مقاومة المحتل الغاصب، هو إبن شعب إيرلندي بقي لتسعة قرون يقاوم إحتلال إنجلترا له.
و دراستي لملف إغتياله و متابعتي لحكم الشيوعية و عصر الغلاسنوست الذي قاده الرئيس ميخائيل غورباتشوف و إنهيار جدار برلين مع مجيء إلي الحكم الرئيس إلتسين المريض و خلافة فلادمير بوتين له دون أن ننسي خلفيتنا التاريخية كمسلمين سقوط الخلافة العثمانية صوريا في 1924 مع أنها إنتهت بشكل فعلي مع إزاحة من الحكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، كل هذا يقودني إلي إستنتاج هذه الخلاصة :
إنقسام أمة العرب إلي دويلات و أقطار و إختفاء مفهوم دار الإسلام و قيادة واحدة موحدة يترأسها خليفة أو رئيس شكل و لا يزال يشكل أهم أسباب الإنهيار الذي نعيشه من المحيط إلي المحيط.
فلا ينبغي أن نرمي بمسؤولية فشلنا علي عاتق قوي مثل واشنطن بجين أو موسكو، العامل الخارجي لعب دورا في هواننا لكنه ليس الدور الرئيسي و ما كان بإمكانهم ان ينالوا منا أي شيء في حالة ما كنا كلتة متراصة، تجتمع علي القواسم المشتركة من دين و لغة و حضارة و تاريخ و مصالح، و السبب الرئيس فيما نحن فيه اليوم حلله بإقتدار ديبلوماسي غربي قابلته في 2006 في مكتبه بالجزائر:
-مشكلتكم كمسلمين أنكم لا تحكمون قيمكم كما نحكم قيمنا المستمدة من الوصايا العشر.
فسنة التدافع التي سنها الله عز و جل قضت بأن يكون هم كل أمة مصلحتها، فكيف نفسر إنقسام الصف العربي و كل دولة تري الأخري عدو لها عوض أن توجخ عداءها للمحتل الغاصب في أرض فلسطين ثم كيف نحصن الداخل و الشعوب متذمرة لأبعد الحدود من الأداء السياسي القطري الضيق؟
ثم حينما نتخذ قرار التكتل تبرز إلي الوجود تكتلات متنافرة تكتل الخليج و تكتل دول الممانعة و وحدة مغاربية ؟ و لا تكتل من هذه الثلاث أدي مهمة تخدم مصالح الشعوب كلها مجتمعة، هذا و غياب السياسة الرائدة التي يحاكم فيها الحاكم و سلطته التنفيذية علي أداءهما أدي إلي مزيد من التصلب و الإحتقان و إنسداد الآفاق و هل يعقل أن نتعلم من دولتين من جنوب أمريكا مبدأ قبول التداول علي السلطة ؟ رئيس فنزويلا قبل بهزيمة حزبه في الإنتخابات التشريعية و تنحت عن كرسي رئاسة الجمهورية الأرجنتينية السيدة كريستينا كيرشنر معترفة بهزيمة مرشح حزبها في الإنتخابات أمام مرشح اليمين الليبرالي، كلاهما فهم درس الإستبداد و الإنقلابات العسكرية التي عانتها قارة جنوب أمريكا، فكيف بنا ؟
نلوم واشنطن علي تعاطيها مع ديكتاتورية السيسي و ننسي أن واشنطن أول ما تراعي مصالح شعبها و ليست وصية علي مصير شعب مصري بل من هو مطالب بتقرير مصيره هو من يفرض علي الآخر إحترامه.
نلوم روسيا علي تدخلها في سوريا، عجيب و لماذا لا نحتج علي دول عربية معروفة سلحت يد الثوار السوريين و لماذا تدريب وكالة الإستخبارات الأمريكية لبعض فصائل الثوار لا نعتبره خطيئة لا تغتفر و نصب جام غضبنا علي التدخل الجوي لموسكو التي ما فتئت تنادي إلي حل سلمي منذ إندلاع المواجهات المسلحة بين فصائل من المعارضة السورية و بين نظام البعث المفلس هذا دون الحديث عن إنقسام الصف بين المعارضين في الداخل و الخارج و التي حيرت الجميع في كيفية التعاطي مع نظام مجرم في دمشق و شعب منهك في قراه المدمرة أو في المنافي ؟
هذا و ما يسمي بالجامعة العربية لم تجمع أبدا الأنظمة العربية علي قلب رجل واحد ليقفوا موقف واحد من القضية الفلسطينية فكيف بمواجهة الفساد المؤسساتي و دائما ما شابت علاقات الحكومات فيما بينها علاقة تنافر و تباغض و تباعد و عداء؟؟؟؟؟ كيف و الحال علي ما هو عليه نتوقع من القوي العظمي أن ترحمنا ؟ كيف نتوقع منهم ان يعاملونا معاملة إنسانية أو الند للند ؟ فالنظام العربي الذي قام منذ أول عهده عبر الجامعة العربية نظام اثبت إفلاسه ما دام يرتكز علي العصبية العربية المقيتة التي حاربها رسول الحق الذي بعث رحمة للعالمين و ليس نبيا لأمة العرب لوحدهم، ألا تفسر العصبية العربية للجامعة العربية رفض بعض دولها أي دور لتركيا و إيران و أندونيسيا و باكستان و هي دول مسلمة أعجمية متقدمة علينا في مجال ممارسة الحريات العامة و الخاصة و القيادة المسؤولة ؟
مل العالم مشاكلنا، مل العالم حروبنا فيما بيننا و يحتار فينا العقلاء، نقاتل بعضنا البعض و العدو في القدس يستبيح أرواحنا و أعراضنا و مقدساتنا و نحن لا حراك لنا سوي في التحالف ضد بعضنا البعض.
و دراستي لملف إغتياله و متابعتي لحكم الشيوعية و عصر الغلاسنوست الذي قاده الرئيس ميخائيل غورباتشوف و إنهيار جدار برلين مع مجيء إلي الحكم الرئيس إلتسين المريض و خلافة فلادمير بوتين له دون أن ننسي خلفيتنا التاريخية كمسلمين سقوط الخلافة العثمانية صوريا في 1924 مع أنها إنتهت بشكل فعلي مع إزاحة من الحكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، كل هذا يقودني إلي إستنتاج هذه الخلاصة :
إنقسام أمة العرب إلي دويلات و أقطار و إختفاء مفهوم دار الإسلام و قيادة واحدة موحدة يترأسها خليفة أو رئيس شكل و لا يزال يشكل أهم أسباب الإنهيار الذي نعيشه من المحيط إلي المحيط.
فلا ينبغي أن نرمي بمسؤولية فشلنا علي عاتق قوي مثل واشنطن بجين أو موسكو، العامل الخارجي لعب دورا في هواننا لكنه ليس الدور الرئيسي و ما كان بإمكانهم ان ينالوا منا أي شيء في حالة ما كنا كلتة متراصة، تجتمع علي القواسم المشتركة من دين و لغة و حضارة و تاريخ و مصالح، و السبب الرئيس فيما نحن فيه اليوم حلله بإقتدار ديبلوماسي غربي قابلته في 2006 في مكتبه بالجزائر:
-مشكلتكم كمسلمين أنكم لا تحكمون قيمكم كما نحكم قيمنا المستمدة من الوصايا العشر.
فسنة التدافع التي سنها الله عز و جل قضت بأن يكون هم كل أمة مصلحتها، فكيف نفسر إنقسام الصف العربي و كل دولة تري الأخري عدو لها عوض أن توجخ عداءها للمحتل الغاصب في أرض فلسطين ثم كيف نحصن الداخل و الشعوب متذمرة لأبعد الحدود من الأداء السياسي القطري الضيق؟
ثم حينما نتخذ قرار التكتل تبرز إلي الوجود تكتلات متنافرة تكتل الخليج و تكتل دول الممانعة و وحدة مغاربية ؟ و لا تكتل من هذه الثلاث أدي مهمة تخدم مصالح الشعوب كلها مجتمعة، هذا و غياب السياسة الرائدة التي يحاكم فيها الحاكم و سلطته التنفيذية علي أداءهما أدي إلي مزيد من التصلب و الإحتقان و إنسداد الآفاق و هل يعقل أن نتعلم من دولتين من جنوب أمريكا مبدأ قبول التداول علي السلطة ؟ رئيس فنزويلا قبل بهزيمة حزبه في الإنتخابات التشريعية و تنحت عن كرسي رئاسة الجمهورية الأرجنتينية السيدة كريستينا كيرشنر معترفة بهزيمة مرشح حزبها في الإنتخابات أمام مرشح اليمين الليبرالي، كلاهما فهم درس الإستبداد و الإنقلابات العسكرية التي عانتها قارة جنوب أمريكا، فكيف بنا ؟
نلوم واشنطن علي تعاطيها مع ديكتاتورية السيسي و ننسي أن واشنطن أول ما تراعي مصالح شعبها و ليست وصية علي مصير شعب مصري بل من هو مطالب بتقرير مصيره هو من يفرض علي الآخر إحترامه.
نلوم روسيا علي تدخلها في سوريا، عجيب و لماذا لا نحتج علي دول عربية معروفة سلحت يد الثوار السوريين و لماذا تدريب وكالة الإستخبارات الأمريكية لبعض فصائل الثوار لا نعتبره خطيئة لا تغتفر و نصب جام غضبنا علي التدخل الجوي لموسكو التي ما فتئت تنادي إلي حل سلمي منذ إندلاع المواجهات المسلحة بين فصائل من المعارضة السورية و بين نظام البعث المفلس هذا دون الحديث عن إنقسام الصف بين المعارضين في الداخل و الخارج و التي حيرت الجميع في كيفية التعاطي مع نظام مجرم في دمشق و شعب منهك في قراه المدمرة أو في المنافي ؟
هذا و ما يسمي بالجامعة العربية لم تجمع أبدا الأنظمة العربية علي قلب رجل واحد ليقفوا موقف واحد من القضية الفلسطينية فكيف بمواجهة الفساد المؤسساتي و دائما ما شابت علاقات الحكومات فيما بينها علاقة تنافر و تباغض و تباعد و عداء؟؟؟؟؟ كيف و الحال علي ما هو عليه نتوقع من القوي العظمي أن ترحمنا ؟ كيف نتوقع منهم ان يعاملونا معاملة إنسانية أو الند للند ؟ فالنظام العربي الذي قام منذ أول عهده عبر الجامعة العربية نظام اثبت إفلاسه ما دام يرتكز علي العصبية العربية المقيتة التي حاربها رسول الحق الذي بعث رحمة للعالمين و ليس نبيا لأمة العرب لوحدهم، ألا تفسر العصبية العربية للجامعة العربية رفض بعض دولها أي دور لتركيا و إيران و أندونيسيا و باكستان و هي دول مسلمة أعجمية متقدمة علينا في مجال ممارسة الحريات العامة و الخاصة و القيادة المسؤولة ؟
مل العالم مشاكلنا، مل العالم حروبنا فيما بيننا و يحتار فينا العقلاء، نقاتل بعضنا البعض و العدو في القدس يستبيح أرواحنا و أعراضنا و مقدساتنا و نحن لا حراك لنا سوي في التحالف ضد بعضنا البعض.