ملخص كتاب
مساءلة ضمير
بعد انطلاق الصدى من روحها إلى عالم الصراحة في حرية تامة لتنقل للعالم الخارجي ما يَختلج في تخمينها من أفكار، كانت محور حياتها في البحث الدائم عن التفاعل الجاد مع حياة فيها الكثير من المفارقات، ها هي في تكملة مع سلسلتها الإبداعية تُصدر كتابها الثاني في مواجهة لها لضمائر ليست معرفة فيما إن كانت تعي جيدًا ثقافة المنطق والارتجالية في إلقاء خطاب الارتياح، الذي يصل إلى القلب بكل أمان، فالمساءلة النابعة من صدق النوايا تجد لها اهتمامًا؛ لذلك اختارت الكاتبة لإبداع قلمها هذه المرة عنوان: مُساءلة ضمير.
هو حوار لم يكن بصيغة الصدى بقدر ما كان بصيغة التساؤل عن الدنيا ومُتناقضاتها وذكريات الماضي وآمال المستقبل وعتاب النفس حينما يلفُّها غموض الفهم، حتى الإبداع لم تنسَ الكاتبة مساءلة الضمير حينما يكون خلف قضبان الاتهام ليكون الطرح مُتجاوبًا مع ضمائر اختلفَت وتنوَّعت في تقبل التناقض والترادف بطريقة توافقية على النحو نفسه في مساءلة كل ضمير حي، فيما إن كان سيتحمل تكاليف التقبُّل والرفض للواقع المعاش، وهل ستجد المساءلة إجابة مستوفية لشروط المعرفة ما إن كان الاقتناع بجوازية السؤال متروكًا لحرية العقول أم لنبض القلوب التي تتجاوب مع الصدق من أول حرف.
لتختمَ كتابها بوصية لكل ضمير أن يستمتع جيدًا للحن الفرحة، ويتذوَّق طعم النجاح والتفوق، بعد مساءلة لم تتوضَّح بداية معالم الإجابة فيها إلا لحين الخروج من المِحَن واجتياز التجارب، بعد صراع طويل وسط ضباب الغموض والحيرة، لكن للصبر والاستماتة والإرادة الفولاذية تأكيد أن إجابة مساءلة ضمير هي لدى صاحب الضمير الحي الذي عاش نفس التجارب ومرَّ على نفس الدرب في مسيرة الحياة.
الكتاب من إصدار دار الفكر العربي بالقاهرة (الطبعة الأولى 2014)