مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/04/02 21:10
لماذا لا نشعر بحلاوة الاستحقاق ؟
لماذا لا نشعر بحلاوة الاستحقاق؟
 
سؤال وجيه أطرحه عليكم بعدما طرحته على نفسي في كل مناسبة أتفوق  فيها  في دراستي او عند انتهائي  من معضلة أمر عليها  ..سأكون صريحة معكم لأبعد حد لنقل شعوري الحقيقي من كلمة استحقاق و لماذا لا نشعر او لا يشعر بعضنا بحلاوة هذا التتويج.
يوجد عينة من الناس لا تنجح و لا تنال التتويج إلا بانصهار في الجهد و القوى و الاحاسيس يعني بعد دفع ضريبة قاسية جدا من المجتهد لينال ذاك النجاح ، ثم حقيقة أنا شخصيا لم أشعر بعد بشعور الفرح من قلبي ، ربما لأني أنا من تعبت و تألمت و عانيت و قاسيت و كافحت كثيرا حتى وصلت الى ربع من مسافة الطريق ، ثم كثير من الملاحظين يحسبون أن النجاح سهل نيله و رطب دائما مذاقه ، اسمعني اللحظة  يا من تظن ذلك لأقول لك ان فيه نجاح لا ينال إلا بالكدر و تذوق المر ، ربما عكس بعض الأشخاص من جاءهم درب النجاح سهلا و ميسرا بمساعدة من الأهل و الأصدقاء و بتصفيق من المشجعين ، لكن في دروب وعرة  و مظلمة مشى عليها اناس بسطاء كافحوا في  صمت و سهروا الليالي و كدوا و جدوا و تحملوا الصعاب و هم ينتظرن لحظة الانتهاء من مشروع النجاح و ليس انتضار لحظة التتويج ، لأن مثل هؤلاء البشر لا يتوقفون هنا فقط ليصفق لهم الغير بل يقفون ليحضروا أنفسهم من جديد لاستحقاق آخر و هم في قرارة أنفسهم يخشون أن تتكرر معهم نفس المشاق و الصعاب فيأخذون لهم نفسا عميقا ثم يتركون حفلة التتويج للمدعوين و يتركون الحلوى و المشروبات جانبا  و ينعزلون عن الحضور يرقبون من نافذة الأفق اي موعد آخر ينتظرهم و كيف سيتم الترتيب له و هل صحة هذا العام هي نفسها صحة العام الذي انقضى و هل مكائد العام الماضي هي نفسها و هل و هل أسئلة كثيرة تطرح نفسها بنفسها..
لهذا لا يشعر البعض بحلاوة الاستحقاق رغم أنهم هم أصحابه و هم من عانوا و دفعوا ضريبة غالية جدا لنيل ذاك التشريف.. و قد لا يستطيع المتفوقون أن يمثلوا تمثيلية و لو للحظات ليظهروا للناس انهم سعدوا بذاك الاستحقاق لأن الصادق سيكون صادقا و لو في أعز ما يملك أو ما ناله من حظوة نجاح ،لأنه يرفض ان يطلق ابتسامة مزيفة و في قلبه جرح غائر خاصة ممن قدم لهم دعوة ليشاركوه فرحة أذاب عليها جليد الغربة و الوحدة لكنهم لم يلبوا  الدعوة فبقت الذكرى مؤلمة في قلب الناجح  و في قمة ضحك المدعوين تنزل دمعة غريبة يرفض صاحبها أن يترجمها لأحد و ان أرغموه عن الجواب حتما سيقول لهم : انها دمعة فرحة الاستحقاق و ما في  القلب لا يعلمه إلا الله...
                                                            هنيئا لكل ناجح و لو...

أضافة تعليق