مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/04/02 19:37
حقيقة الوجود..أمنية ام هدف؟
حقيقة الوجود ..أمنية ام هدف ؟
 
أتخلف عن قلمي لأيام ربما لانشغال و ربما لتعب شديد..نوعي يركز على الأفضل و لا ينس ميعاد الأحبة من يريد حرفا منقوشا من أمل..هي هكذا سيرة المبتلين بحب الناس لهم و المخيرين بين واجب هو ضرورة  القيام به   وواجب لست مجبرة على القيام به لأنه ليس ضرورة و ربما ضرورته لا تدخل في حسابات من يحتاج فعلا لالتفاتة مهمة و جادة  ..خاصة و أننا في زمن أصبحنا نغربل و نفرز كثيرا مع من نتحدث و فيما نناقش و على من نعول ...
سألتني أيها الحائر عن ضيق في صدرك و ركون في عدم رغبة منك للحياة ، طيب ماذا حدث ؟ هل كان لنوازل و عواصف ثارت فجأة عليك أثر على مزاجك فقلت هذا الكلام  و لو أن  مسار الحياة يثور و يهدأ و هي سنة كونية و سمة من سمات اللاستقرار في كوكب غيرت فيه العولمة معطيات كثيرة و ترجمت فصولا من دروب الطموح  الى أمور  زادت من ارهاقنا..تابع ماذا بعد..
أشعر أني لا أرغب في هذه الحياة لأنه لا ذوق فيها ، طيب و أي ذوق تريد  و أنت ترى كل شيء بلون السواد و الاذواق متاحة لك  و نظارات الحقيقة موجودة في بصيرة غائبة عنك ...لأنك لم تهتد لحقيقة التوكل على الله في انطلاقة صحيحة وواضحة ..أكمل ماذا بعد..
فيه غلاء في المعيشة و بيروقراطية في مناصب العمل و الحظوة في سفر للخارج منعدمة .. طيب  هل وضعت  منبها أمامك و تتابع دقات الساعة الى أن تتوقف فيتوقف الأمل معه   و لو أن عقارب الساعة لن تتوقف إلا ان نفذت البطارية ..فهل أخذت بالأسباب و سالت الله سؤلك و لو كان بسيطا و سترتقي مع الوقت درجة درجة و ليس دفعة واحدة؟ ..أكمل ماذا بعد...
صديقي بن وزير يأتي للجامعة في سيارة آخر صيحة و له كماليات لا تعد و لا تحصى و حراس يحرسونه..طيب هل أعجبتك حياة هذا المسكين من عصر بابا و ماما ؟ و هو هكذا مقيد و مترفع كثيرا عن الحقيقة التي يوما ما ستعرفه من يكون  في واقعه المزيف بمجرد انتهاء منصب والده و بمجرد انتهاء أكل الحلوى و حضور ليلة الاحتفال بالسنة الميلادية و سفريات المسخرة و مضيعة المال ..أكمل ماذا بعد...
جاري له  سكن فيلا كبيرة و له خدم و لا يحتاج لأي جهد يقوم به لنفسه ، طيب و هل ستكون سعيدا بهكذا ريتم في الحياة كسل و تخمة و رغبة في نوم كثير  ؟؟
لن أقول لك أكمل ماذا بعد ، لأني لو منحتك فرصة أخرى ستسمعني أمورا لن أفكر فيها مجرد تفكير لإبداء رأي ، ظننتك ستقول لي أفكر كيف أصبح قائدا ناجحا في أمتي أو تقول لي أفكر كيف أنشئ مشروعا  دنيويا للأيتام  يكون لي محصلة للأجر في آخرتك ؟ أو كيف أصبح رئيسا لدولتي أحق الحق و أنصف المظلوم و ارتقي ببلدي الى عليين من الازدهار و النهضة الحقيقية و أسابق باقي الدول في الريادة ..
صدقا لما استمعت اليك أيها الطالب و أنت على مقربة من التخرج من الجامعة اقولها لك بكل صراحة أنا من ستحتاج لجيل جديد ناضج وواع و متحمل لمسؤولياته و لا تعيقه عوائق و لا تغريه كماليات و لا يتسلل الجبن و الكسل الى قلبه او حب الدنيا الى روحه لأتكلم معه و استمع لطموحاته ..أنا من ستبحث عن جيل يمشي على قدميه امتار ا طويلة و لا يمل و يأكل رغيفا مع كأس ماء عشاءا و لا يطلب المزيد لكنه يحترق كالشمعة ليحقق نجاحه و بيده دون أن يعول لا على والديه  و لا على الآخرين ،ساعتها لن يقول أبدا كان أبي انما ها أنذا ،  صدقا أنا من عليها ان ترحل حيث أجد هذه العينة من البشر ساعتها سأستيقظ من سباتي العميق...سبات رضيت به عميقا لانعدام جيل أثق في قدراته و في ايمانه و في يقينه بالله عز وجل ،و ان وجدوا فهم قلة لو لم يكتب لي القدر لقائهم بعد و لكم اشتاق للتعرف عليه و سأظل كذلك لأنه حلمي حقيقة و أمنيتي واقعا و نبراس طموح   ..تصبحون على خير شباب الامعة و العولمة الغادرة...و سألقي تحية الصباح مجددا على كل مكافح صبور و مثابر و غير ملتفت لأبهة الدنيا بل يضع نصب عينيه هدفا منشودا و رسالة راقية ساعتها سأنتعش انا الأخرى و سأشعر برغبة حقيقية في البناء لأني من غير سواعد شبانية لن أقدر ، فهلا ساعدتم أصحاب الرؤى الواضحة الجلية في أن يمتد قلمها الى حيث يسكن الحر في قلبه اعواما طوالا و كله يقين أنه بالغ لهدفه و هو :
 انبعاث حضاري بمعنى الكلمة...طمنوني بإجابة هي بشرى لأمة جريحة لا زالت تنزف دماء التخلف و الحرب و عوائق سوء فهم الدين فهما صحيحا...
 
 
 

أضافة تعليق