مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/04/02 09:34
ديمقراطية من يدفع أكثر
من سنين، قرأت تصريح سفير أمريكي قال فيها : أن الديمقراطية الأمريكية، ديمقراطية من يدفع أكثر...
فطالعتني علي الفور صور فيلم حقيقي، شاهدته علي يوتوب، ها هو محتواه :
من سنين أيضا راسل عمال مصنع روسي الرئيس فلادمير بوتين، قائلين له ما يلي : نناشدك سيدي الرئيس لتتدخل لدي رجال الأعمال الذين يملكون مركبنا الصناعي لئلا يغلقونه فنجد أنفسنا و عائلاتنا علي قارعة الطريق بدون عمل و لا ضمانات إعادة تأهيل و توظيف.
ماذا فعل الرئيس الروسي ؟
أزاح جانبا كل مواعيده كرئيس و أنتقل بنفسه إلي المصنع حيث إستدعي لإجتماع عاجل كل مالكي المصنع و عند دخوله قاعة الإجتماع، خاطبهم :
لن نخرج من هذه القاعة إلا بعد ما نكون قد أعدنا تشغيل المصنع و عماله.
و جلس يستمع لرجال الأعمال حوله، يستفسر منهم قرارهم بغلق المصنع و لم يخرج من القاعة إلا بعد ما وفي بوعده و أوجد مخرجا لخسائر رجال الأعمال من دورة الإنتاج السابقة و عاد العمال فرحين إلي مناصبهم.
تري أي ديمقراطية نريد ؟
ديمقراطية الرئيس الروسي علي علاتها و الذي ظل يعتبر نفسه في خدمة الطبقة الشغيلة المتواضعة و التي لا تدفع له سوي مراسلة بسيطة لتلفت إنتباهه لمشاغلها أم ديمقراطيات اللوبيات النافذة في مجلس الشيوخ الأمريكي و التي تعتبر نواب الشعب الأمريكي  عبيدها الذي لا حق لهم سوي خدمة مصالحها الأخطبوطية و لا تهم مشاغل المواطن الأمريكي البسيط ؟
نحن في بحثنا عن نظام سياسي عادل، علينا بإستلهام سيرة الخلفاء الراشدين، ممن كانوا هم أيضا في خدمة المواطن المسلم البسيط الذي يلقاهم في المسجد دون بواب أو أي وسيط، يعرض عليهم مشاغله و يهم الخليفة الراشد بدراسة الطلب في بضعة دقائق ليأتي بالحل و يباشر في تنفيذه شخصيا أو من خلال رجال دولته.
مرة أخري نتفق مع الرئيس بوتين حينما ظل يقول من أول يوم مجيئة إلي الحكم في 1999 أن علي روسيا أن تعيش الديمقراطية التي تلاءمها و لا تستنسخ ديمقراطية الغير و خاصة النموذج الأمريكي الفاشل.
نحن بدورنا كمسلمين، هذا ما نريد، نريد أنسنة النظام الديمقراطي بناءا علي تجربتنا التاريخية في ممارسة فعل إدارة شؤون الناس و هذا إنطلاقا من سيرة رسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام و خلفاءه الراشدين و قد سهلت عولمة الإتصالات عملية تواصل المواطن بمسؤوليه و الناخب بمنتخبه.

أضافة تعليق