مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/08 18:44
باختصار شديد و مفيد (2)
باختصار شديد و مفيد (2)
 
دخلت اليوم الى مكتبي قمت بالبدء بعملي على فنجان قهوة أردته كبيرا اليوم لأني مع الصباح  لم أكن ذات مزاج جيد بسبب ارهاق شعرت به..أنجزت القليل ثم توقفت على دق باب مكتبي  فإذا بزميلة لي تطلبني لمرافقتها الى مصلحة الجراحة لترتب  وثائق الدخول لإجراء عملية جراحية فحملت معطفي و رافقتها على وقع أمطار غزيرة و كنت منشغلة بالدعاء لها و هي كانت تتحدث لي و في الأخير لم أنتبه إلا و انا  أصادف عجوزا تركها ابنها على كرسي متحرك أمام مدخل مصلحة العظام و هي تبكي و لا أحد سألها ما الخطب ، استأذنت من زمليتي  و سالت العجوز عما تنتظره بالبكاء..ظننت أن احدا من الأطباء لم يعطها موعدا ..لكنها أجابتني و هي تمسك بيدي قائلة أن ابنها أحضرها لأنه لديها موعد مع الطبيب و قال لها بالحرف الواحد انه لن يعود ليأخذها للبيت و عليها أن تدبر أمرها...
احترت لأمرين  اثنين لا ثالث لهما : الأول المريض عجوز طاعنة في السن و رجلها ملفوف بجير لجبر الكسر و مقعدة على كرسي متحرك ، و الثاني أن المطر ينزل و هي وحيدة  فقلت لها باستنفار ان ما كان لدى  ابنها عقل مفكر يعي ما يقوله لأمه و هي في هذا الحال...
أخذت العجوز و أنا اقودها بكرسيها المتحرك الى حيث أرادت و اطمأننت عليها بعد أن تحدثت للطبيب  ثم عدت و أوصلت زميلتي و عدت مرة أخرى للعجوز لأطلب من سائق أجرة أعرفه ليوصلها لغاية باب بيتها بعد أن اعطتني العنوان......
باختصار شديد : الى كل عاق أقول ،احذر من معاملة أحد الوالدين معاملة قسوة خاصة عند كبرهما فنفس اللقطة التي عاملت أحد والديك بها ستتكرر معك و من طرف  ابنك  و في نفس المكان لتتذكر عدم احترامك لوالديك ثم الشباب و الصحة و القوة لا شيء يدوم منه  فالأفضل ان يحصد الانسان أجر الآخرة في دنياه فالله لن يضيعه أبدا...
                                                                 اليكم يا ذوي القلوب القاسية ارحموا ترحموا.......

أضافة تعليق