آباء نرجسيون...
عفوا لكل الآباء مع تقديري الشديد لهم لأنهم سيبقون آباءا ووجب احترامهم و توقيرهم خاصة ان ما بلغوا من العمر عتيا..و لكن بكل صراحة ووجاهة أقولها لبعض الآباء من فيهم هذه الصفات التي سأتكلم عنها و بكل صدق تألمت لواقع البعض فلم أجد بدا من توجيه رأي و من ثم نصحي إلا عبر قلمي و أرجوه سيبلغ قصدي ان شاء الله...
نوع الاباء الذي أوجه له هذه الرسالة هم المسؤولون و اطارات الدولة برتبة وزير و مدير عام و حتى مدير..
سيدي ، تقديرنا لك كشخص و أب هذا شيء مفروغ منه و لكن أن أعاين من واقع زميلاتي من يشتغلن آبائهن في مراتب مسؤولية يبدو في الظاهر أنها أثقلت كاهلهم بالتعب و المواعيد و فوضى الالتزامات في رؤوسهم أقول لهم :
ظلك كأب لابد أن يبقى مهما عظمت مسؤوليتك و مهما كثرت مطالب الناس و المسؤولين معك ، لا تنس أن هناك مسؤولية تسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة ، فأن يكون لك مريض بالسرطان و لديه مواعيد في العلاج الكيميائي أو لإجراء عميلة جراحية و لا ترافق مريضك بحجة موعد مهم أظن أن الأمر مبالغ فيه و فيه تملص من المسؤولية و هروب من امداد المريض بذاك الدعم و المواساة الذي لن يؤديه أحد مكانك حتى الأم فدورها في جانب آخر لا يمكن اغفاله و هو مهم جدا ، لكن كأب دورك فرض عليك وواجب أن تمثل الحماية مهما بلغ الأمر بك من عدم ايجاد وقت ..أقول لك الوقت موجود و هي ساعة افطارك خذ أكلك معك أو اطلبه من مطعم و تناوله بجانب ابنك أو ابنتك المريضة لكم ستشعر بالراحة النفسية و لكم ستزيد لمسة دفئك اليه أو اليها سرورا و حبورا..ثم هذه اللقطات لا تشترى بمال الدنيا للمريض..لكن أن تكتفي باتصال هاتفي لكبار الأطباء و توصيهم على ابنك أو ابنتك أظن أنه فيه عطب و خلل في عقلك أيها الأب و سامحني على ذلك لكنها الحقيقة التي لا تريد أن تستوعبها و فرض عليك استيعابها و التملص منها هو قمة القسوة و قمة الطعن في نفسية مريضك...اني أخاطب انسانيتك و لا أخاطب مهنتك أو وضعك الاجتماعي كمسؤول مهم ..لأن المنصب آيل للزوال اليوم أو غدا و لن يبقى الا المواقف تؤديها كما ينبغي حتى يكون ضميرك مرتاحا..و يكون قلبك مفعم بالإنسانية التي حباك الله بها ، فلما تتجرد منها بحجة الظهور و ارتداء بذلة راقية و حذاء يلمع من بعيد و تحاضر في الناس و المرؤوسين و تنس ان شخصا هو قطعة منك تمشي على الأرض تتألم و لست تبالي ؟...عادة النرجسيون هم من يعانون من هذه الظاهرة...و يا حبذا لو يستفيقوا قبل فوات الأوان..فالله أكرمنا بالعقل لنميز ووهب لنا قلوبا لتشعر و تحس و ترأف و ما ينزع منها القسوة هو حب الله و دينه و تفعيله في كل شيء لا أن تلعب المظاهر الدنيوية و تمثل أدوارا مزيفة تغلب عليها المظاهر الخادعة و الحقيقة أمر و أوجع من ذلك...
سـأسألك سؤالا واحدا : هل تظن أيها الأب المسؤول انك جميل و ناجح و متفوق في عملك بهكذا مواصفات فيها التخلي من مسؤولياتك تجاه أبنائك و بناتك و زوجتك و اهلك من ذوي الأرحام؟؟؟؟.
ثق أن نجاحك بني على آلام الآخرين من حرمتهم جلسات معك و جولات في الطبيعة و قرارات مزدوجة لبناء المستقبل لهم لأنك انت لاقدوة لهم و يحتاجون لنصحك و توجيهك ..صدقا أرى وحشية و قسوة و لا مبالاة في تصرف هذا الصنف من الآباء ثم الله لا يكلف نفسا الا وسعها و لم تخلق فقط للمكتب و البروتوكولات و الاجتماعات و اللقاءات الرسمية ..انت انسان قبل أن تكون وزيرا أو مسؤولا ووجب عليك ان تتقاسم لحظات عمرك مع أهلك من هم بحاجة الى لمسة التفاتة منك..صحيح هم يقدرون مسؤولياتك لكن اقتطع من وقتك من هو في حاجة لك خاصة المرضى منهم و الأصحاء أتركهم يشقون طريق مستقبلهم ليتدربوا على الاستقلالية بشرط أن تبقى تراقب من بعيد...
أظن أن ثقافة المسؤولية لدى المسؤولين العرب انحرفت عن جادة الصواب فأصبت تسطير على مواعيد لم شمل الأسرة و أصبحت تفرض حصارا صارما تضيق منه النفس و الروح معا لدرجة أن الأبناء منهم من سينشأ نشأة صارمة تحرس البروتوكولات حريتهم فتكبلها و لا يتنفس الابن او البنت الا خلسة و ما أقساها من حياة و منهم من يتخذ له طريق الانحراف ليجد ضالته و حضنا خياليا يظنه دافئا لكنه يؤدي الى الانتحار وربما ببطىء و ربما بسرعة..
فمهلا أيها الأب توقف عن عجرفتك و الزم حدود الله مع أهلك ، فكم من مسؤول وفق بين الالتزامات المهنية و الأسرية و كتب الله له التوفيق بل باركه لأنه يسعى للخير لأهله أولا و من ثم لأمته..و مني لهؤلاء الصنف تحية تقدير لأننا أحوج ما نكون في زمننا هذا اليهم لينيروا درب الحياة السياسية و يجعلوها أكثر توازنا و أكثر تألقا ...
في الأخير عفوا لكنها الحقيقة و قد نقلتها من واقع احتكاكي بالكثير ممن كانوا ضحايا السياسة و شروطها التي تحرم الابن و البنت الحق في ان يحضنهما الأب و لو للحظات معدودات....أنتم مسؤولون مع اولادكم و ستحاسبون على ذلك غدا يوم الحساب..
أرجو أن صرختي لهذا الصنف من الاباء قد وصل صداها الى القلب قبل العقل لأن ما يهمني هو زلزلة القلب ليحس و يعي بالم الآخر لأنه بعدما يشعر القلب بمعاناة الآخر يقينا سيلبي العقل نداء الأبوة بقانون يسمى : قانون الحب و الحنان و الحماية.....تقديري لكل أب و لو...
عفوا لكل الآباء مع تقديري الشديد لهم لأنهم سيبقون آباءا ووجب احترامهم و توقيرهم خاصة ان ما بلغوا من العمر عتيا..و لكن بكل صراحة ووجاهة أقولها لبعض الآباء من فيهم هذه الصفات التي سأتكلم عنها و بكل صدق تألمت لواقع البعض فلم أجد بدا من توجيه رأي و من ثم نصحي إلا عبر قلمي و أرجوه سيبلغ قصدي ان شاء الله...
نوع الاباء الذي أوجه له هذه الرسالة هم المسؤولون و اطارات الدولة برتبة وزير و مدير عام و حتى مدير..
سيدي ، تقديرنا لك كشخص و أب هذا شيء مفروغ منه و لكن أن أعاين من واقع زميلاتي من يشتغلن آبائهن في مراتب مسؤولية يبدو في الظاهر أنها أثقلت كاهلهم بالتعب و المواعيد و فوضى الالتزامات في رؤوسهم أقول لهم :
ظلك كأب لابد أن يبقى مهما عظمت مسؤوليتك و مهما كثرت مطالب الناس و المسؤولين معك ، لا تنس أن هناك مسؤولية تسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة ، فأن يكون لك مريض بالسرطان و لديه مواعيد في العلاج الكيميائي أو لإجراء عميلة جراحية و لا ترافق مريضك بحجة موعد مهم أظن أن الأمر مبالغ فيه و فيه تملص من المسؤولية و هروب من امداد المريض بذاك الدعم و المواساة الذي لن يؤديه أحد مكانك حتى الأم فدورها في جانب آخر لا يمكن اغفاله و هو مهم جدا ، لكن كأب دورك فرض عليك وواجب أن تمثل الحماية مهما بلغ الأمر بك من عدم ايجاد وقت ..أقول لك الوقت موجود و هي ساعة افطارك خذ أكلك معك أو اطلبه من مطعم و تناوله بجانب ابنك أو ابنتك المريضة لكم ستشعر بالراحة النفسية و لكم ستزيد لمسة دفئك اليه أو اليها سرورا و حبورا..ثم هذه اللقطات لا تشترى بمال الدنيا للمريض..لكن أن تكتفي باتصال هاتفي لكبار الأطباء و توصيهم على ابنك أو ابنتك أظن أنه فيه عطب و خلل في عقلك أيها الأب و سامحني على ذلك لكنها الحقيقة التي لا تريد أن تستوعبها و فرض عليك استيعابها و التملص منها هو قمة القسوة و قمة الطعن في نفسية مريضك...اني أخاطب انسانيتك و لا أخاطب مهنتك أو وضعك الاجتماعي كمسؤول مهم ..لأن المنصب آيل للزوال اليوم أو غدا و لن يبقى الا المواقف تؤديها كما ينبغي حتى يكون ضميرك مرتاحا..و يكون قلبك مفعم بالإنسانية التي حباك الله بها ، فلما تتجرد منها بحجة الظهور و ارتداء بذلة راقية و حذاء يلمع من بعيد و تحاضر في الناس و المرؤوسين و تنس ان شخصا هو قطعة منك تمشي على الأرض تتألم و لست تبالي ؟...عادة النرجسيون هم من يعانون من هذه الظاهرة...و يا حبذا لو يستفيقوا قبل فوات الأوان..فالله أكرمنا بالعقل لنميز ووهب لنا قلوبا لتشعر و تحس و ترأف و ما ينزع منها القسوة هو حب الله و دينه و تفعيله في كل شيء لا أن تلعب المظاهر الدنيوية و تمثل أدوارا مزيفة تغلب عليها المظاهر الخادعة و الحقيقة أمر و أوجع من ذلك...
سـأسألك سؤالا واحدا : هل تظن أيها الأب المسؤول انك جميل و ناجح و متفوق في عملك بهكذا مواصفات فيها التخلي من مسؤولياتك تجاه أبنائك و بناتك و زوجتك و اهلك من ذوي الأرحام؟؟؟؟.
ثق أن نجاحك بني على آلام الآخرين من حرمتهم جلسات معك و جولات في الطبيعة و قرارات مزدوجة لبناء المستقبل لهم لأنك انت لاقدوة لهم و يحتاجون لنصحك و توجيهك ..صدقا أرى وحشية و قسوة و لا مبالاة في تصرف هذا الصنف من الآباء ثم الله لا يكلف نفسا الا وسعها و لم تخلق فقط للمكتب و البروتوكولات و الاجتماعات و اللقاءات الرسمية ..انت انسان قبل أن تكون وزيرا أو مسؤولا ووجب عليك ان تتقاسم لحظات عمرك مع أهلك من هم بحاجة الى لمسة التفاتة منك..صحيح هم يقدرون مسؤولياتك لكن اقتطع من وقتك من هو في حاجة لك خاصة المرضى منهم و الأصحاء أتركهم يشقون طريق مستقبلهم ليتدربوا على الاستقلالية بشرط أن تبقى تراقب من بعيد...
أظن أن ثقافة المسؤولية لدى المسؤولين العرب انحرفت عن جادة الصواب فأصبت تسطير على مواعيد لم شمل الأسرة و أصبحت تفرض حصارا صارما تضيق منه النفس و الروح معا لدرجة أن الأبناء منهم من سينشأ نشأة صارمة تحرس البروتوكولات حريتهم فتكبلها و لا يتنفس الابن او البنت الا خلسة و ما أقساها من حياة و منهم من يتخذ له طريق الانحراف ليجد ضالته و حضنا خياليا يظنه دافئا لكنه يؤدي الى الانتحار وربما ببطىء و ربما بسرعة..
فمهلا أيها الأب توقف عن عجرفتك و الزم حدود الله مع أهلك ، فكم من مسؤول وفق بين الالتزامات المهنية و الأسرية و كتب الله له التوفيق بل باركه لأنه يسعى للخير لأهله أولا و من ثم لأمته..و مني لهؤلاء الصنف تحية تقدير لأننا أحوج ما نكون في زمننا هذا اليهم لينيروا درب الحياة السياسية و يجعلوها أكثر توازنا و أكثر تألقا ...
في الأخير عفوا لكنها الحقيقة و قد نقلتها من واقع احتكاكي بالكثير ممن كانوا ضحايا السياسة و شروطها التي تحرم الابن و البنت الحق في ان يحضنهما الأب و لو للحظات معدودات....أنتم مسؤولون مع اولادكم و ستحاسبون على ذلك غدا يوم الحساب..
أرجو أن صرختي لهذا الصنف من الاباء قد وصل صداها الى القلب قبل العقل لأن ما يهمني هو زلزلة القلب ليحس و يعي بالم الآخر لأنه بعدما يشعر القلب بمعاناة الآخر يقينا سيلبي العقل نداء الأبوة بقانون يسمى : قانون الحب و الحنان و الحماية.....تقديري لكل أب و لو...