مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/03 13:58
الجريمة و أساسيات الردع
الجريمة و أساسيات الردع

في التعريف القانوني للجريمة هي كل عمل يخالف القانون و ينتح عنه إلحاق الأذى و الضرر للغير و ذلك بتوافر الشرط المعنوي و المادي ، و الشرط المعنوي هو توفر نية الإضرار بالغير و الشرط المادي هو استعمال وسيلة لتحقيق النتيجة و بذلك توافر عنصر السببية.
لكن المتتبع للجريمة في فصول ارتكابها يجد أن إلحاق الضرر بالضحية قد لا يعوضه لا مال و لا تكاليف مادية أخرى من شأنها أن تغطي عن الفعل المرتكب ، فحتى القانون في ردعه يجب أن يكون صارم في تشديد العقوبة على الجاني إن ماتوفرت العناصر السابقة و زد على ذلك ظرف المكان و الزمان ،فالجريمة التي ترتكب في الليل هي غير الجريمة التي ترتكب في النهار و الجريمة التي ترتكب في مسجد مثلا هي غير الجريمة التي ترتكب في الشارع ، ثم ديننا الحنيف صان الأرواح و الممتلكات و حصن في التشديد على عدم انتهاك حرمة الغير ، إلا أن الفعل الإجرامي يأخذ منحاه من التنوع ان ما صادف بيئة أو شروطا تسهل من ذلك ، فالطفل الذي نشأ في بيئة عدوانية أو محرومة من أدنى شروط الراحة  حتما سينشأ عدوانيا  و محبا لأعمال الأذى كالسرقة و الكذب و الخيانة و يتطور لديه الحال إن ما وجد تسهيلات يا إما في الأسرة أو مع الرفقة أو في المجتمع فتتطور حاسة الشر لديه و يصبح محترفا في الإجرام لتتوسع الدائرة و تشمل صداقات تدعم ذاك الانحراف..و السؤال الذي أطرحه هل يردع القانون في سن متقدمة هذا المراهق الذي كبر و في ذهنه أفكار شيطانية و قلبه مفعم بالقسوة؟ هل لإعادة منح هذا المراهق كم هائل من الحنان و الاهتمام و التوجيه من الوالدين  لترقيع ما يمكن ترقيعه أو لتدارك ما يمكن تداركه هو وسيلة ناجحة لتقويم السلوك الإجرامي و منح هذا المجرم صفة جديدة بعد أن يعي أن فرص إصلاح الانحراف  موجودة؟ و هل للقانون رأيه و ردعه الخاص الذي لا يقبل بهكذا مقترحات لأن الجاني يعد جاني ووحده العقاب من يؤتي أكله مع هذا الصنف المنحرف من الناس؟.
سأترك للقراء الكرام فرصة التفكير و بالمرة تابعوني في مقالات جديدة حول الإجرام..
 
أضافة تعليق