خاطرة في العلو..
لمن أنت محب يا قلب ؟...
سجل نبضك يا قلبي بعدد من عرفت من محبيك ، أضحوا اليوم في سفر فباتوا لا يعرفونك في نومهم ، نسوا اسمك و جمالك و رقة نبضك أكيد ، هون عليك في ارتقاب من غادر أو سافر أو رحل ، فعندي المغادرة لها دفع قوي لسبب قد لا تكون أنت يا قلبي دليله في تغيير المجلس ، و عندي السفر لأمر طارئ أو رحلة ممتعة أو قريب بعد و أضحى عوده لازم ، أما الرحيل فما أثقله على لساني و ما أعقده على رأس قلمي ، قد أكره الرحيل لأنه ينهي كل الخلافات و النزاعات و سوء الظن و تنازع الأفكار و قد يجدد ذكرى قديمة ان هي صادفت وجها أو لونا أو لقطة تكتب من جديد خطاب العتاب..لمن أنت محب يا قلب ؟...
عموميات من غامروا فداءا لمبادئهم صارعوا و أحبطوا و قاموا من جديد بأكثر عزيمة و بصرامة غير مألوفة ، كأن الرسالة النابعة من الأمس تقول ليوم الحاضر أن الغدر انتهى زمنه وولى ، و لكن يبقى في متشابهات الأمور أن اللقطة الواحدة قد تتكرر مع الأيام و المواقف و الأحداث فيبوح الجبان بمصرعه أمام من غدر و هنا مكمن اللقاء الصدفي الذي بنى لأصاحبه ميعاد مع المواجهة الحرجة ، هي هكذا في وصفها لأنها تأتي من غير سابق انذار لكنها تبوح بالكثير من التعقيدات ،لكن فيما التعقيد يا قلب ؟ و أنت من أحببت و قررت أن تحب و أنت من قبلت بصفقة التوافق الذي لم يكن مرئيا و لكنه باح بالكثير من الألغاز ، و لو أني أعرف يا قلب أن هذا الجانب لا يهمك بعد صراع طويل مع الظلم ، حينها فقط أدركت أنك أخطأت لما أحببت أو ربما لم تحسن فن الحب ، و ليس عيبا على الاطلاق فهو شعور نابع من تفاعل المشاعر و القبول لدى صاحبك و مالكك ، و لكن أتساءل في حيرة من أمري على نبضك الغير عادي الآن و كيف تحولت يا قلب من انتظام في النبض الى اختلال في الشعور أو بالأدق الى احتراس في الشعور ، فهل أخبرتني لمن انت محب بعد اليوم؟؟.
سؤالي مضحك و محير و في نفس الوقت جاء في وقته و قد يكون سابق لأوانه و لي أن أذكر أبياتا للشافعي :
أحب من الاخوان كل مواتي و كل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمر أريــــده و يحفظني حيا و بعد مماتـــــــي
فمن لي بهذا ؟ليت أني أصبته لقاسمته مــــا لي من الحسنــــات
تصفحت اخواني فكان أقلهم على كثرة الاخوان أهل ثقاتــــــي