مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/02/22 15:44
بالحق قاوم أيها المرابط

بالحق قاوم أيها المرابط

 

انكسَر في يدي سلاحي بعد أن انتفضت فيكم، وقد أعددت لكم فرشًا من شهادة قلتها وصية يا مرابط الأقصى، وانطلقت في باحتِه يَتقدَّمُ صدرَك رصاصةُ الغدر قبل عينيك، انطلقت تنتظرُ القبرَ؛ فكنت دُخَانًا صاعقًا على بني صِهْيَون.

 

أعددتَ لهم الكثيرَ، ومن غير عدةِ سلاح بل بـ"الله أكبر" زلزلتَ يا مرابطُ مَعاقلَ أشباه الرِّجال، تقدَّمتَ وقد حرقَتْك النارُ، لكنَّك أريتَ للرعب ظلالاً، وكنت عنهم في الحرب رجالاً في نشيدك على مَسامعي كنت مِغوارًا، وقد قمتَ وزلزلت زلزلة أشعلَت في خيمهم بركانًا!

 

قمتَ وضربت مَعقلَهم من حيث سَخِرت بغلظة مشاعرك مِن جُبنهم، فقد كانوا وَهنًا وما لهم في المواجهة عزم، كانوا ولا زالوا كبيت العَنكبوت يتلاشى بمرور طيفِك أيها المرابط، أشعلتَ فيهم بركانًا صاعدًا إلى سماءِ القدس، فلَكَمْ خافوا الممات خلف جدرانٍ توارَوا! خوفُهم من الموت أعطاك فرصةً لتَتقدَّم بداخل الأقصى وتَفديه بروحك، بركانُك انتفاضةٌ وحدَها، صرختُك زئيرُ أسدٍ صاح فيهم أنْ: حَتْفُكم حان أوانُه!

 

قم الآن من جديد، وأَزِحْ عنك أسى تدنيس الأقصى، ليس لك خوفٌ إلا من الله، فلن تبقَى لك بقيَّة ما لم تُحرِّر أقصاك من استفزازهم.

 

قم يا بن فلسطين، ودُكَّ أرضَك نيرانًا وغبارًا، ولا تلتفت في انتظارٍ لعربٍ من أبناء جنسك! قم وزَلْزِل زلزلةً فوحدَك تُحدِثُ ثورةً، ما لهم في الشجاعة حرفٌ واحد على مقاس أشباه الرجال، أَشْعل وَقودَ غضبك، ورتِّل آي القرآن، واصنع لنفسك مجدًا تَليدًا؛ فجُبنُهم يهوى الحياةَ فقط، رَتِّل على مسامعهم بصَدى صوتك، وارتقِب هُروبَهم بسلاحٍ يتفتَّتُ خِذلانًا وانصياعًا لقوتِك أيها المرابط.

 

قُلتَها بصوت ثائر: إنَّك لا تخافُ المَنيَّة؛ فأنت الجندي، والمدافع، والشجاع، على الحق رايتُك ارتفعَت أن لا تدنيسَ للأقصى، لا لعبَ بحُرمة مقدَّسات الأمة، رايتُك هي الأساس ما دامت إسلاميَّة، خوفك من الله هو أصل القضية في قلبك، قدس لامع، وعلى جبينك اسمٌ لأرضٍ مهضومة بستار أوسلو! فقد صَمُّوا أذُنَيْك باتفاقيةٍ ألغَتْ لك كلَّ حقوقك، فرايتُك هي الأساس الآن، والحرمة للأقصى لن يصونَها أحدٌ غيرك، فإن سكَت الزمان على ظلم الأقصى فلن تسكتَ بدمك يا بطل! وإن سالت دموعُك رقراقةً على حزن الأقصى فتلك شهامتُك، وأكيد أنك رجلٌ، وبمقياس مائة رجل في مشهد الصمود!

 

فأنت عزيز الرَّأس تخشاك أقدام العدو، وأنت الكفَن المُسجَّى بإيمانك وإسلامك، لن يُمزِّقَه أحد حتى تُودَعَ قبرك، أنت الحقُّ في حماية الأقصى، والقدس لك مُواسيةٌ في تضحيتك، حيَّتْك طيورُ فلسطين في فجرك لَمَّا صلَّيت، وبَقيتَ داخل الأقصى تَفديه بصدرِك، وأي سلاح بغير الروح والقرآن يقينُ دربك أيها الشجاع! فدرب الشرفاء ليست تعبده رشَّاشات ثقيلة، ولا تحميه رصاصات مدوية، فكل ما يصنعُ لك طريقَك هو حبُّك للأقصى.

 

فيا قدسُ، قد حضَروا عندكِ في جلسة ليحموك، فردَدْتِ لهم شكرَ الزيارة - بل شكر التضحية - برقَّة في حسِّك الْمُرْهفِ أنَّك ما علمتِ أن لك أبناءً يحمون مقدَّساتك ومن غير سلاح، ومن وقت أذان الفجر إلى نهاية اليوم، وسيَليه اليوم الآخر، وبعدَه آخرُ؛ لأنَّ الله حاميكِ يا قدسُ، والله ناصركَ يا أقصى.

 

قُم يا مرابطُ وانتفِضْ بالحق، وأعطِ دروسًا لكل جبان حتى لو كان من العرب، وأخبره أن لا مجالَ للخوف حينما يُدنَّسُ الأقصى، فالله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وفداك يا أقصى حتى النَّصر إن شاء الله.




أضافة تعليق