مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/02/22 15:10
هل تريدين أن تستقيلي من الحياة؟..
هل تريدين  أن تستقيلي من الحياة؟...

أنا من أطرح هذا السؤال و أطرحه الى نفسي فلا أكتفي بالبحث عن أسبابه بقدر ما أبحث عن الاجابة الصحيحة و اللائقة به ..أكيد ليست كل الاجابات هي مقنعة و لو كتبت لي أسطرا فاني حتما سآخذ لي ما يقنعني و يوفر في حاجتي لمعرفة أصل السؤال أصلا..
الاستقالة هي في مناصب العمل وصوريا تبدو في التخلي عن المسؤوليات سواء في البيت أو في المجتمع أو في الدراسة.. الاستقالة في العمل هي القرار الأخير لوضع حد للتجاوزات أو لعدم القدرة على تكملة مشوار الحياة... الاستقالة في الحياة ربما لها تصور و دافع و مغزى.. لم يكن بوسعي تصور الاجابة قبل طرح هذا السؤال المحير نوعا ما ..لكن ربما الكثير من الناس اليوم يبحثون لهم عن استقالة عن الحياة لأنها أصبحت ضاغطة أكثر منها ميسرة و اختل التوازن فيها فأصبح الغبي يحكم و الذكي يسجن و الكاذب يصون الودائع و الأمين تلفق له التهم ، حتى القانون لم يجد له ضالة ردعية عميقة في اعادة الأمور الى نصابها هل تعبت لحتى تطلب هذا الطلب ؟ ان كان كذلك فأنت تستحقين أختي الراحة و أخشى أن تردي علي أنك ارتحت و لكن ما ارتحت ، فهنا تحيريني مرة ثانية لأقول لك سافري و تمتعي بالطبيعة ربما تتغير الأفكار لديك ، ستقولين لي فعلت و ما تغيرت ، طيب سأقول لك اعتمري و زوري الروضة الشريفة و اخشعي في صلاتك على أطهر أرض حتما و يقينا ستملأ قلبك حبا متجددا و ايمانا طاهرا و نقيا و لا تقولي لي أنك فعلت و لم يتغير فيك شيء...
أقولها لك أختي و أحبذ خطابا لأختي و صديقتي التي راسلتني تحكي حيرة دنيوية  و هي تنوي التوقف عن الدراسة و عدم اكمال مشوار الدراسات العليا لأسباب أبكتني لما سمعتها ، لا عليك فأنت في دار اختبار و امتحان ليس الا و جزائك ستجدينه هناك في جنة الفردوس لصبرك و احتسابك ..فأن يكون ولي أمرك عدوا لك فهو سجان لك في الحياة و اقدر طلبك في الاستقالة من حياة الدراسة و لكن أكره أن يصل بك الحد الى اليأس فلا يأس مع الله ..هو ابتلاء في دنيا زائلة و الأشد الأشد أن الضرر أتاك من أقرب الناس اليك..
لا عليك ، و حينما أقول لا عليك ليس استصغارا في أمرك بل تشجيعا لك لأن لا تعلقي كل آمالك على الدنيا بل أحلمي و اعملي لذلك اليوم الذي تلقين فليه الحبيب المصطفى و تصافحك الصحابيات ، أتركي عنك فوضى الدنيا لأهل الفوضى و محبي المال و النساء و الكماليات ، ترفعي و ارتقي بتواضعك وزهدك و عيشي لذاك المصير الذي سيجمعك بالأخيار..
سيري في دربك متوكلة على من بيده مصيرك ، لا تلتفتي في مشيتك يمينا و يسارا تأهبا لأي خوف ، فأنت تقية و هذا رصيد النجاة و العيش بكل كبرياء أنه لن يصيبك الا ما كتبه الله لك. .تهاني و أنا أرسل لك كلامي بل خطابي ليقع في قلبك موقع الحب و السعادة بمنظر سرك الخفي  أو هدية أدخلت الحبور الى روحك المتعبة ، ناوليني يدك لأصافحك و زيديني اصرارا منك أنك لن تخافي و لن تفشلي حتى اطمئن لتهديد الجبن أنه لاح و تلاشى مع شهامتك ، يا الله أختي الدنيا ساعة اجعليها طاعة و عمرك لحظات اجعليه سكنات لفكرك الراقي ، يا الله تشجعي و اتركي الصغار يحلمون في أن يكبروا يوما ما لتمنوا محادثة عقلك الكبير ، يا الله استغلي ثواني عمرك فيما يفيد و اكملي دراستك فهي سلاحك و نبراس النور الذي تميزين فيه بين الصالح و الطالح ، ناوليني يراعا بريئا و اتركيني أمضي على تفاؤلي بك بامضاءة تحمل تاريخ لقائي بك و اسمعيني لاحقا كل مسر و مفرح و معلن في أنك طلقت الرداءة و أهل الرداءة و فضاء الرداءة بذاك اليقين أنك ستتحدين كل العراقيل ، أقول ذلك لأنه بايمانك يذوب كل صعب و يرقى كل مستصغر لاح بين عينيك سرابا ليغدو حقيقة قوية..أحبك في الله فواصلي دربك و لك مني دعمي بالكامل مهما ثقلت أمانة الأخوة على كاهلي بإذن الله سأصفق كثيرا لنجاحك..تهانينا مسبقا...و المسبق مني هي أني أعرف أنك أنت لها...تحياتي أخيرا مع التقدير الشديد لشخصك القوي، فقط أخفي دمعتك الجميلة و تطلعي بهامتك الى غدك الأفضل بحول الله تعالى..
 
 

أضافة تعليق