مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/02/21 17:50
تراتيب النقد البناء

تراتيب النقد البناء

sameera bitarفي رقة الكتابة عنوان للكلام المنمق والهادئ واللطيف في آن .. ليس بالواحد ولكنه في تراتيب التكرار نختار ما يوافق ميولات العقل السائح في أجواء الإبداع ليختار له مراسيما جميلة للفهم الجيد بعيدا عن التعقيد والفهم المتأتي من مركب النقص، لست أعرف لماذا أرتطم في كل مرة بكل ما هو مرتب ونظيف وهادف بأشكال من اللافهم من شخصيات كانوا في البداية مجرد أشخاص ولما كبر الغرور فيهم لدرجة أن أصبحوا لا يرون إلا أنفسهم رتبهم المسايرون لهم ضمن الشخصيات الكبيرة والتي لا يجوز في حال من الأحوال إيقاظها من سبات الغرور أو بالمرة نقدها، ولو دقق كل متابع لأساطير الكتابة عندهم لوجدهم يتعبون كثيرا لأجل إنهاء السطر يلي السطر.. وليس يهم في ذلك أن تكون الصفحة هادفة بقدر ما يهم أن تكون ملىء بالكتابة وانتهى..

لا لم ينتهي الأمر بعد هنا، لأن النقاد الايجابيون والبارعون في الدفاع عن الكلمة الطيبة والنافعة يسيلون حبرهم في تناثر للقطرات منه لأجل اشفاء غليل الدفاع عن حرمة الكتابة الأصيلة...

و حتى لا يلتبس الأمر على أحد فان رسالة القلم شريفة جدا لمن عرف كيف يوظفها بكل صدق وأمانة وبكل ما أوتي من علم وثقافة ومعرفة، ليأتي التوظيف الجيد لمختلف المعارف وفي الأمكنة المناسبة من اسطر الصفحات وموقع الاستقبال لدى القراء لينطلق بعدها الإعجاب الى حيث القراءة بسحر مميز بعد إعجاب فاق كل الظنون، ولكن من وصل إلى حد البراعة واستخدام الفنيات المناسبة هو إنسان قبل أن يكون كاتبا، إنسان عرف أن فيه الخطأ ومنه الإصلاح والتصحيح، كاتب تعلم كيف ينقش الحرف من منطلقات الموهبة والتجربة والتكرار المتواصل بجهد جهيد لأجل المحافظة على نسق الإبداع المميز، لأنه ليس من السهل على الإطلاق إرسال موجات الترنم والمستقبل لنوتات اللحن لم يفهم بعد الرسالة الموجهة إليه، ليبقى الكاتب تحت إمرة القارئ بناءا على النقد البناء يصحح ويراجع ويوافق أن يبقى دائما متعلما ليكتسب مهارات إضافية، فالمهارة الواحدة ليست تكفي لإشباع حاجة القارئ من القراءة والاستمتاع بالنص،لنستخلص أن النقد البناء له تراتيب فيها مقدمات مختارة من حسن الأدب الذوقي وخاتمة فيها الشكر ولو شاب النص نقائص، فالتراتيب تحتوي هي الأخرى على مواصفات التربية والخلق الحسن.

فليت من يظن أن الكتابة سرد وحكايا ونثر للأحرف أن يعرف جيدا أنها ترجمة في البدء لأخلاق الكاتب أو المؤلف لأنها مطية لرسالته النبيلة، وعلى من بدأوا في مصاحبة القلم أن يعرفوا جيدا خباياه وثقل التشطيب والتكرار للصياغة الجيدة للأفكار، فليس يستهان بضعف حجمه وهو في الحقيقة سيلان جارف إما من الإبداع وإما من الإخفاق، ومن هنا تعرف قيمة النقد البناء في تصحيح اعوجاج الكتابة وتقويم رضوض اللغة وجبر كسور الرداءة

 

أضافة تعليق