مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/02/14 06:31
رسالة إلى السفير:سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية أرفض الإنقلاب العسكري في مصر

بقلم الكاتبة :عفاف عنيبة
السلام عليكم سعاد السفير السيد...

الملف المصري

-هل يعقل أن تدعم إدارة أمريكية نظام إنقلابي مصري قام و يقوم بهذا الكم من إنتهاكات الجد الخطيرة لحقوق الإنسان و هذا علي مستوي الحريات العامة و الخاصة و التي يستنكرها حتي الدكتور البرادعي و يا للسخرية ؟

-إن كان فعلا الإخوان يمثلون أقلية في شعب يناهز 85 مليون نسمة، لم كل هذا الخوف منهم و من أتباعهم ؟

-كيف نفسر هذه الإنتكاسة الخطيرة جدا و التي تعود بنا الي الخلف بخمسين سنة سعادة السفير و لست أبالغ ؟


-هل يعقل أن الجيش الأمريكي يقطع علاقته مع الإخوان المسلمين في مصر، لماذا أصلا كانت له علاقات مع الإخوان ؟ ثم كيف لم تكن الإدارة الأمريكية علي علم مسبق بالإنقلاب المدبر ؟ أم علي أن أصدق أقوال الصحف و القنوات الإعلامية التي بت أخضع كل ما تبثه للتمحيص و التي تدعي أن مدبر الإنقلاب الإدارة الأمريكية ؟


- أدان الرئيس أوباما عنف الإخوان المسلمين و لم يدين رئيسكم العنف الحقيقي و الملموس للجيش المصري في إنقلابه علي الشرعية هذا دون ذكر مذبحة 8 جويلية أمام نادي الحرس الجمهوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أي سياسة خارجية أمريكية هذه ناحية العالم العربي الإسلامي ؟

-سعادة السفير، ما أرغب في إيصاله إليك، قوة الغرب في أفول و هذا ليس كلامي أنا بل تحليل و إقرار السيد صاموئيل هاتنغتوتن في كتابه "صدام الحضارات" و ما دام الوضع علي ما هو عليه، لماذا تصر الإدارة الأمريكية علي تعجيل غرقها ؟

*لماذا ترسمون نهايتكم بأيديكم ؟ أعارض الإدارة الأمريكية عندما تخطيء و أقول أنها علي صواب عندما تصيب، هكذا أتعامل مع القريب و البعيد، مع الأهل و الأقارب و الأطراف التي أتعامل معها مهنيا و قبلهم جميعا مع مسؤولي بلدي، فكيف لا أصدق معكم أنتم ؟

أنتم الذي كنت أراهن عليكم في صغري لتتبعوا سياسة الرئيس كنيدي مع دول العالم المتخلف و ها هي سياسته في بضع جمل مختصرة و علي لسانه :

"

يجب أن نعمل علي أن نكون في مقدمة تسيير الشؤون العالمية و أن نقيم الدليل علي ولائنا لمباديء الإستقلال الوطني و أن نجلب إحترام أولئك الذين يتهموننا منذ مدة طويلة بأننا نؤيد قضايا الإستعمار و يجب أن نفهم الفرنسيين و أبناء شمال إفريقيا معا بأننا لا نعمل لمصالحنا نحن الإقتصادية أو أننا نريد أن نأخذ مكانة فرنسا في إستغلال الثروات الإفريقية

و أننا إذا أردنا أن نحرز علي عطف الشعوب فلن يكون ذلك أبدا بإيقافهم تابعين لغيرهم من الدول كما أننا لا نستطيع أن نحرز علي عطفهم بمجرد تخويفهم من الشيوعية أو بان نظهر لهم رضاءنا في الولايات المتحدة إنا لا نستطيع أن نحرز علي عطف الشعوب إلا بفهمنا العميق لمطامحهم في الحرية والإستقلال.1*

"

هكذا كان تصور الرئيس كنيدي بينما الوضع الآن هو كما يلي :

المسلمون يرون في ضرورة رفض سياسة الإدارة الأمريكية جهادا و أما الإدارة الأمريكية فهي تري في رفضها لعداء المسلمين لها الموضوعي حربا صليبية و أعفيني من فضلك من ذكر كلام الرئيس بوش عن الحرب الصليبية، الوصف الذي أعطاه لحربكم علي الإرهاب و تصريحات بعض قادة الجيش الأمريكي في حربهم في العراق مثلا بأنها حرب صليبية لنشر كلمة يسوع!!!!

هل يعقل هذا سعادة السفير السيد ...؟ أن يتحول التدافع بالتي هي أحسن بين الأمم في كوكب الأرض إلي جهاد و حرب صليبية، و هل أنتم مخلوقات من طينة خاصة و نحن مخلوقات من طينة أخري و كأن ليس رب واحد من خلقنا ؟

أخاطب ضميركم كبشر، هل يعقل أن نجر الكرة الأرضية كلها إلي حرب مواجهة شاملة ؟ من أجل ماذا ؟

من أجل أنانية بعض البشر منا!!!!!!!!!!!!!!!!!

-يسيل الدم غزيرا في مصر، التعذيب المؤسساتي ساري المفعول في مصر، عملية إستئصال الإخوان المسلمين بأبشع الصور جارية في دولة مصر، المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش المصري لم تنجحوا حتي في تجميدها و لم نطالبكم بإيقافها...

 صراحة سعادة السفير لم أعد أدري ما أقوله لكم لكن الكأس فاضت و لا بد للإدارة الأمريكية كانت جمهورية أم ديمقراطية أن تدرك ما يلي :
 Enough is enough


1*] مقتطف من خطاب السيناتور جون فيتزجيرالد كنيدي في مجلس الشيوخ الأمريكي عن القضية الجزائرية بتاريخ 1957.

لكم منا أزكي التحيات

 

أضافة تعليق