يا رسول الله شفاعة
لو أني قررت في يوم من الأيام أن أختار ألحانًا لأناشيدي، سأبدأ بإشادة مني لحبيبي رسول الله بكلمات شكرٍ وحمدٍ إلى الله أن يوفقني، ولن أتوانى في أن لا أُبدع، لست أجحف حقًّا قررَتْه لي سريرتي من أن لا أحد يستحق الثناء إلا رسول الله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه.
هو الحمد والشكر لله يرددهما لساني من طيب القول إلى أن وصلت إلى رغبة تدفعني إلى إبداع المواساة، صحيح، لم يتذوق إخواني وأخواتي طعم النصر بعد طول أذى وألم، ولكنه الأمل أَزُفُّه على رنات دُفي الملتزم في أن النصر آت، آت، آت، وبإذن المولى هو آت، فسبحانك منجي العباد من مِحَن الشدائد وضيق النفس من عذاب نال من الطفل والمرأة والرجل والعجوز عمرًا ودهرًا من الزمن، حتى أوراق الشجر تناثرت في كل مكان؛ سخطًا وحرقة من لهيب الرصاص الذي أتى على الأخضر واليابس؛ لذلك اخترت لأناشيدي من بداية ألحاني كلمات قُدَّتْ من يقين في أن بوادر الفرج بَدَتْ تظهر رويدًا رويدًا.
ففي أول لحن لي اخترته إهداء بمواساة إخواني المسلمين، وكلي تضرُّع إلى الله أنْ يا ربِّ، انصر وفرِّج كرب المسلمين في كل مكان، بصوت خفي، وتحت نور فانوس الاطمئنان أتضرع إليك أنْ يا رب، أبعِدْ عنا الأشرار وأعداء الإسلام، يا ربَّ المصطفى الحبيبِ، ورب كل مخلوق يَدبُّ فيه نبض الحياة، أغثنا والطف بالمسلمين لطفًا يسكن نار الحسرة، سبحانك أنت ولينا، وعليك التوكل، فارحمنا رحمة لا نكتوي بعدها بجمرة الظلم، لبيك يا رب في كل مكان؛ فزدنا حبًّا وألفة ببعضنا البعض؛ لأنه شعار نصرتنا، وللحبيب المصطفى أجود النشيد في أنْ كان مولده نورًا لميلاد مولود الرسالة المحمدية، فكان منه الرشد، والنصح، والتبليغ بدعوة كان الستر بداية، ثم الجهر بالقول الفصيح إعلانًا وبيانًا أن دين الله هو دين الحق، فيا ربِّ، صلِّ وسلم وبارك على حبيبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وبعدها:
ألم تهتزَّ الأرض إجلالاً لمولده وكأنها عروس هزها الطرب؟ ألم ينزلِ الماء زُلالاً من أصابعه طربًا؟ أَرْوَى الجيوش وقت ما كان جوف الجيش يلتهب، سادتنا الغُرُّ هم من أبناء فاطمة، فطوبى لمن كان للزهراء ينتسب.
هي ألحاني اخترت لها أحلى الكلمات من صحائف النسب لخير الخلق حبيبي رسول الله.
يا من كان عونًا للغريب، وكافلاً لليتيم، وساترًا للمسكين، ومنقذًا للمذنب والتائه والحزين، فكانت السماحة أجود أخلاقه، بل كان خُلقُه القرآن، نورًا وهداية للعالمين وللدنيا قاطبة، فكان الصحب منبعَ الدعم له، اصطفوا مثل الشموع تَلُفُّه بأواصر أخوة، تحدوها دموع الشوق إليه، إنه الأمن والسلام، هي دموعي أنا كذلك في لحظة صدق تزين ألحاني بصوت الحنين للقائه، والظَّفَر بشفاعته، هي روحي تهتز لذكره، فلست أتوقف عن نسج ألحاني من عمق حبي له، ولأهل بيته تباعًا، في بنت خويلد السكن والمأمن من خوف الوحي.
فكان من "وَرَقَةَ" التفسيرُ الوافي أن الشأن العظيم هو بانتصاره، ألم يكن للغمامة ظِلٌّ له أينما مشى؛ كرامة من الله تقيه حر الشمس؟ ثم الأَوْلى والأهم والأكيد أنه رسول الله لا ينطق عن الهوى، والملائكة تحيطه بالحصن المنيع، ولأهل القبور كان منه الخطاب، فكيف لا يكون سيد الأمة؟ وهو من اختاره الجذعُ أن يُدْفن معه، هو حنين النخلة له لما غادرها ليخطب على المنبر، ومن جبل أُحُد اهتزاز الأرض لما لامست قدمه الطاهرة ترابَه، وللمدينة المنورة نور لقدومه، ومن بعدها ظلام لفراقه.
لأجل ذلك سأطرب في نشيدي قائلة للملأ: إلا رسول الله، إلا رسول الله،، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى أهله وصحبه ومن والاه، اللهم شفِّعْه فينا، ومن نهر الكوثر اسقنا، وارض عنا، وبالجنة هنينا؛ لنجتمع حوله آمنين،، يا رب آمين!