الأمانة مفهوم له اطراد طويل بمعنى أنه مفهوم لا يُرتجل ، يحتوي على ما قبل أن يوصف الشخص بالأمانة ، والأمانة نفسها في اندماجها مع الشخص ، وما بعد الأمانة .
بمعنى أن هناك نمواً عضوياً للمفهوم ذاته يتمفصل مع مفاصل الأمين ويتطور تاريخياً معه .
حركة مفاصله ليست مجرد اندفاع خاص في اتجاه واحد في لحظة معينة ، إنما هو إقلاع ربان السفينة لا يكتفي بالإقلاع بسفينته في اتجاه معين بل يراقب سيره على طول الرحلة في تعديل مستمر في أكثر من اتجاه ، مفترق الطرق عنده ليس انحياز إلى جانب واحد في الطريق .
مفاصل الأمانة حقوق الله تعالى وحقوق العباد أيها ضربت أوجعت بعمق كما هو الحال في ألم مفصل الركبة أو الذراع !
بهيبة الإنسان الجديد وقف محمد - صلى الله عليه وسلم - على مفترق طريق بينه وبين قومه بكل فخامة موقفهم المُربك وشيخوخته الخَرِفه .
كان عليه الصلاة والسلام يملك من أموالهم المودعة عنده ما يمكنه المقايضة عليه قبل أن يخرج من مكة مهاجراً ، ولكن .. تلك خاتمة تليق باللصوص ولا تليق بأمين الله على وحيه يأتيه خبر السماء صباح مساء !
بين مشركي مكة والأمين عالم ليس فيه فراغ ، فيه رفض وفي الرفض ضياء ؟
يحلو لهم أن يمارسوا مراقبة وجه الحياة المشرق في سلوكه معهم وهم الأعداء .
يحلو لهم أن يكون قلبه النقي مقر أصيل لقيظ قلوبهم .
يحلو لهم أن يسبحوا ضد التيار في أعذب كذبة لمن كذبوه وهم به مصدقين !
يحلو لهم أن يرحلوا معه حول الكلمات ، ويقفون في دهشة الواثق بمن لم يستعر معطف مجد ولا فخر من أحد ، بمن وضع أسمال فكرهم بين نقاط الملل ونقاط الأمل وتعداها أحياناً إلى نقاط الألم ، وتلك موهبة القوم :
التغني بضياء الرفض الذي لا يقيم في فراغ .
الجميل في تغنيهم هذا أن لا صراع داخلي لديهم أبداً بل إن ملحمة الاحتفاء بالفكر وإن لم ينتموا إليه كانت ظاهرة في مكاشفة حميمة منحازين لدهشة الأمانة في شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه .
وسط هذه المتاهة العجيبة يقايضون صهيب الرومي – رضي الله عنه - حين لحقوا به مهاجراً فقالوا : جئتنا فقيراً وكثر مالك عندنا ، ولن ندعك تهاجر به ، فيدلهم على مكان المال ويصدقونه ولا يطلبون منه ضمان ويطلقون سراحه !
لقد ربطوا أمانة الصاحب بأمانة الأمين ، فالذي ترك ابن عمه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - في فراشه ليرد لهم أماناتهم وهم المتآمرون على قتله هو معلم صهيب الأمانة في الحديث !
أحسوا بالخطر وما أحسوا بالإحباط ، رغم كل الفؤوس التي شحذوها للقضاء عليه إلا أنهم كان يحلو لهم الاستمتاع بلياقة الحقيقة البيضاء في أمانة من يعادون !
بمعنى أن هناك نمواً عضوياً للمفهوم ذاته يتمفصل مع مفاصل الأمين ويتطور تاريخياً معه .
حركة مفاصله ليست مجرد اندفاع خاص في اتجاه واحد في لحظة معينة ، إنما هو إقلاع ربان السفينة لا يكتفي بالإقلاع بسفينته في اتجاه معين بل يراقب سيره على طول الرحلة في تعديل مستمر في أكثر من اتجاه ، مفترق الطرق عنده ليس انحياز إلى جانب واحد في الطريق .
مفاصل الأمانة حقوق الله تعالى وحقوق العباد أيها ضربت أوجعت بعمق كما هو الحال في ألم مفصل الركبة أو الذراع !
بهيبة الإنسان الجديد وقف محمد - صلى الله عليه وسلم - على مفترق طريق بينه وبين قومه بكل فخامة موقفهم المُربك وشيخوخته الخَرِفه .
كان عليه الصلاة والسلام يملك من أموالهم المودعة عنده ما يمكنه المقايضة عليه قبل أن يخرج من مكة مهاجراً ، ولكن .. تلك خاتمة تليق باللصوص ولا تليق بأمين الله على وحيه يأتيه خبر السماء صباح مساء !
بين مشركي مكة والأمين عالم ليس فيه فراغ ، فيه رفض وفي الرفض ضياء ؟
يحلو لهم أن يمارسوا مراقبة وجه الحياة المشرق في سلوكه معهم وهم الأعداء .
يحلو لهم أن يكون قلبه النقي مقر أصيل لقيظ قلوبهم .
يحلو لهم أن يسبحوا ضد التيار في أعذب كذبة لمن كذبوه وهم به مصدقين !
يحلو لهم أن يرحلوا معه حول الكلمات ، ويقفون في دهشة الواثق بمن لم يستعر معطف مجد ولا فخر من أحد ، بمن وضع أسمال فكرهم بين نقاط الملل ونقاط الأمل وتعداها أحياناً إلى نقاط الألم ، وتلك موهبة القوم :
التغني بضياء الرفض الذي لا يقيم في فراغ .
الجميل في تغنيهم هذا أن لا صراع داخلي لديهم أبداً بل إن ملحمة الاحتفاء بالفكر وإن لم ينتموا إليه كانت ظاهرة في مكاشفة حميمة منحازين لدهشة الأمانة في شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه .
وسط هذه المتاهة العجيبة يقايضون صهيب الرومي – رضي الله عنه - حين لحقوا به مهاجراً فقالوا : جئتنا فقيراً وكثر مالك عندنا ، ولن ندعك تهاجر به ، فيدلهم على مكان المال ويصدقونه ولا يطلبون منه ضمان ويطلقون سراحه !
لقد ربطوا أمانة الصاحب بأمانة الأمين ، فالذي ترك ابن عمه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - في فراشه ليرد لهم أماناتهم وهم المتآمرون على قتله هو معلم صهيب الأمانة في الحديث !
أحسوا بالخطر وما أحسوا بالإحباط ، رغم كل الفؤوس التي شحذوها للقضاء عليه إلا أنهم كان يحلو لهم الاستمتاع بلياقة الحقيقة البيضاء في أمانة من يعادون !