مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/08/12 18:58
الدعاء السلاح النائم
       للقوة الروحية عجائب و سر يغفل عنه  الكثير فحاجتنا لليقين و التصديق حاجة الحسم للهواء والماء و الغذاء  و أن  مربض هذا التصديق مكان أجمل من القصور و أحسن من حدائق الورود فالمكان مضغة صغيرة في جوف جسم بن ادم  فهو المحرك الذي به تبعث الحركة ويحصل العمل .
        لهذا وجدنا إن مؤسس مدرسة الوسطية الإمام حسن البنا قد تفهم ضرورة الحاجة لهذه  القوة فصمنها في رسالة التعليم أو ما تسمى رسالة الفهم   قال الإمام الشهيد  حسن البنا في الأصل السابع عشر : ( والعقيدة  أساس العمل  ، و عمل القلب أهم من عمل الجارحة وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعا و إن اختلفت مرتبتا  الطلب  ) .
         فالقلب هو مولد تلك الشحنة  التي تصنع العجائب في نفس الإنسان لهذا وجدنا أن الثبات و اليقين عند أصحاب الدعوات فما لانت أنفسهم للشدائد التي تعرضوا لها لأن استقرار الإيمان في هذه العضو الصغير فلم تضعف عزائمهم لما لاقوه من المحن و الإغراءات التي تعرضوا لها فكان الثبات و كان اليقين  الذي لم يخالجه شك أو ريب في القصد  مهما بعدت المدة و طالت المسافة كأن نداءات القلب تقول لأصحابها اثبتوا فالنصر صبر ساعة كأنها  توافق  ترديد المؤمنين  في القرآن الكريم     )وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا  سبلنا ولتصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون(  .
     و إن نموذج هؤلاء من الذين  استكملوا تحصيل كمال التربية بالمجاهدة من الجيل الأول صوروا بأنهم  رهبان   بالليل فرسان في النهار  فعيروا مجرى الحياة بذلك الثبات و تلك الشجاعة و ذلك الصبر  و بذلك التفاؤل الممزوج بالصدق في التوكل  صدق بالوعد رغم تشكيك المشككين  و وسواس شياطين الإنس  والجان  لبث اليأس في النفوس لأن إعلام الشيطان   نشط لا يفتر كنشاط إبليس الذي أصر أن يقعد للمؤمنين راصدا حتى يصرفهم عن نيل السعادة  ) قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(  .
       إن نموذج ذلك  الجيل الفريد كأنه يتكرر كل يوم و قد تصورنا  أن نموذج الصديقين قد توقف إنتاجه فتطالعنا الشاشات وعن طريق البث المباشر و في صورة روعة في الجمال و روعة في الصوت و روعة في الثبات  صور الداعية القارئ الشيخ محمد جبريل بذلك الدعاء الخاشع و بصوت مبحوح ببحة البكاء ودموع الخاشعين  تصدح للسماء في كبرياء المؤمن أن للظالم يوم و ان عدالة السماء لا تخطيء و ان دعوة  المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب 
          إن  حاجة المسلم لموارد الإيمان تعد حاجتها ماسة تخصيصا في أوقاتنا التي تمر بها الأمة  من وهن و ضعف و قلة ثقة في الغاية و قلة ثقة  في الطريق الموصل  قال تعالى: )إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم(
فمهمة اليوم  أن نجد و نسعى لتحصيل مراتب القوة  في كل الأعمال، و أن أيام رمضان محطة و ان عشر أواخرها نعم المحطة فلا تضعف الألسنة بالدعاء فأبواب السماء مفتوحة  والليالي المباركة فرصة للشيوخ الصامتين . 
أضافة تعليق