مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
إسلام المطربة الفرنسية الشهيرة..
بقلم: شعبان عبدالرحمن
كلما فوجئنا بحملة محمومة ضد الإسلام ونبيه ’’صلى الله عليه وسلم’’؛ فاعلم أن الإسلام يحقق فتوحات جديدة، ويكسب أنصاراً جدداًً.. تلك هي القاعدة التي تعودناها مع كل حملة تشويه تغرق بها الدوائر الغربية العالم ضد الإسلام.. وعندما فوجئنا منذ أسابيع قليلة بحملة مفاجئة ومكثفة ضد الإسلام ونبيه ’’صلى الله عليه وسلم’’ ببث فيلم مليء بالافتراءات والأكاذيب - والوقاحة بالطبع - في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تبعه نشر سلسلة من الرسوم المسيئة للرسول ’’صلى الله عليه وسلم’’ في فرنسا وألمانيا، تبين شيئاًً فشيئاً أن السبب وراء ذلك - إضافة إلى كل ما قيل من دوافع وأسباب - الإقبال المتزايد من المواطنين في الغرب على اعتناق الإسلام، وبينهم مشاهير كبار اهتزت لهم مسارح الفن أو أندية الكرة أو ساحات الفكر والسياسة. وسأتوقف هنا أمام حالة واحدة من هذا النوع.. فقد فاجأت نجمة الـ«راب» الفرنسية «ميلاني جورجياداس»، المعروفة باسم «ديامز»، والمعروفة أيضاً بـ«أيقونة الراب» الفرنسية بظهورها يوم الأحد 14 ذو القعدة 1433هـ - 30 سبتمبر 2012م على شاشة قناة «تي أف 1» الفرنسية لتعلن إسلامها وهي ترتدي الحجاب الشرعي، وذلك بعد غياب عن الجماهير والإعلام دام ثلاث سنوات ونصف السنة، حفلت بتساؤلات كثيرة، وقد جاء ظهور نجمة «الراب»، وهو فن غنائي صاخب وغاضب تصحبه زوابع من الموسيقى، جاء ظهورها وسط حملة من الرسوم المسيئة التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية، ووسط جدل ممتد حول الإسلام في فرنسا، والموقف من ارتداء الحجاب والنقاب.. ولم يكن ظهور السيدة «ديامز» على قناة «تي أف 1» الفرنسية لإعلان إسلامها وللكشف عن هويتها الجديدة بحجابها فقط، ولكن لتكشف عن رحلتها مع الأدوية المهلوسة والمصحات العقلية قبل أن تكتشف الهدوء في دين الإسلام، حسب قولها. تقول لبرنامج «من السابعة إلى الثامنة» على قناة «تي أف 1» واسعة الانتشار عن حياتها الجديدة: إنها «متزوجة منذ ما يزيد على سنة، وهي أم منذ أشهر، وتعيش حياة هادئة وممتعة». أكدت أن «قرار تحولي إلى الإسلام قرار شخصي ناتج عن دراسة لدين الإسلام وقراءة القرآن الكريم»، «لقد كنت مشهورة جداً، وكان لدي كل ما يبحث عنه أي شخص مشهور، لكنني كنت أبكي بحرقة وحدي في بيتي عندما أنام، هذا هو ما لم يكن يشعر به المعجبون بي.. تعاطيت الحبوب كثيراً، ودخلت مصحات عقلية أيضاً حتى أستعيد عافيتي، لكن لم أنجح.. وذات مرة كنت مع صديقات، إحداهن مسلمة، سمعتها تقول: طيب أنا ذاهبة للصلاة وسأرجع، قلت لها: أنا أيضاً أريد أن أصلي، فأجابتني: فليكن.. كانت أول مرة أضع جبيني على الأرض، وشعرت بشعور قوي لم أشعر به من قبل، وأعتقد الآن أن السجود ووضع الجبهة على الأرض لا يجب أن يكون إلا لله.. لقد شفى هذا قلبي، أعرف الآن ماذا أفعل فوق الأرض، أعرف لماذا أنا هنا.. كنت أسأل نفسي: هل سأستطيع فعلاً وضع غطاء الرأس هذا؟ لكن في مرة من المرات، كنت أمشي وحيدة على شاطئ البحر، وتساءلت: إن خالق البحر والشمس هو من أمر بارتداء الحجاب، فكيف أعصيه، ومباشرة قررت ارتداء الحجاب». وهكذا وسط الضجة المثارة حول الفيلم والرسوم المسيئة لنبينا ’’صلى الله عليه وسلم’’، خرجت واحدة من أشهر نجوم فرنسا لتبدد هذا الغبار الكاذب حول الإسلام، وتكشف الحقيقة الناصعة التي تؤكد أن الإسلام يشق طريقه مهما فعلوا. جاءت «ديامز» لتعلن إسلامها وحبها للإسلام ونبيه ’’صلى الله عليه وسلم’’، ولتلحق بكوكبة كبيرة ممن سبقها من مشاهير الغرب للإسلام.. المفكر الفرنسي «رجاء جارودي»، والرسام الفرنسي «إيتان رينيه»، والمحامي الإيطالي الشهير «روزاريو باسكويني»، والسفير الألماني بالجزائر «مراد هوفمان»، والشاعر الأمريكي «دانيال مور» ابن «المهاتما غاندي» «هيرالالي»، وابن «سيلفا كير»، رئيس جنوب السودان الذي أعلن إسلامه قبل شهور، والداعية الإسلامي النمساوي «محمد أسد»، ومطرب البوب الإنجليزي «كات ستيفنز»، والذي غيَّر اسمه إلى «يوسف إسلام»، والملاكم الأمريكي الشهير «محمد علي كلاي»، و«مالكوم أكس»، والمطرب «جيرمان جاكسون»، شقيق «مايكل جاكسون» ثم شقيقة رئيس وزراء بريطانيا السابق «توني بلير». والقائمة تطول، والملف مليء، والمسيرة نحو الإسلام تتزايد.. فقد ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها للكاتب «جودي ويلجورين»: «إن الإسلام يعد أسرع الديانات انتشاراً في الولايات المتحدة، ويبلغ عدد المسلمين في أمريكا ستة ملايين مسلم.. ولذلك فإن الإحصاءات تنبئنا بأن عدد المراكز التي تهتم بدراسة شؤون المسلمين في مختلف المجالات حول العالم بلغت 4371، موزعة في 109 دول، منها 124 مركزا أكاديمياً بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى 100 مركز مستقل.. وتحذر معظم التقارير الصادرة عنها مما تسميه «ازدياد خطورة معتنقي الإسلام»! هي - إذاً - معادلة صارت واضحة كلما فوجئنا بحملة جديدة على الإسلام، علينا أن نفتش عن السر، وسيكون دائماً تزايد الإقبال على الإسلام الذي يحتفظ بمفاتيح ربانية يفتح بها قلوب الناس.. بينما مازال المسلمون قاعدين!
*المجتمع
أضافة تعليق