مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
من يكرم العمال الشباب؟
فؤاد الصوفي
مارس 2012م
بات من الواضح للعيان قدر وكمية الطوابير المنخرطة في صفوف الأيدي العاملة التي تتسلل كل يوم من أسوار مدارسنا المتوسطة والثانوية ومؤسساتنا التعليمية، فنسبة التسرب والتهرب من التعليم تتزايد يوما بعد يوم وعدد يسير من الشباب هم الذين يصمدون أمام العوائق المادية التي تحيل بينهم وبين إكمال الثانوية العامة وأقل منهم هم الذين يستمرون في دراستهم الجامعية ومعظم هؤلاء ممن لديهم من يكفلهم في دراستهم الجامعية .
و أما من ليس لديهم من يكفلهم لم يكمل بعضهم دراسته الثانوية أو المتوسطة فيتوجهون إلى صفوف الأيدي العاملة ليضافوا إلى رصيد العاطلين ،ويودعون اثني عشر عاما من التعليم لينتهي بهم الأمر إلى امتهان مهنٍ غير كافية لمعاشهم.
وبسبب غياب ثقافة التعليم المهني في مدارسنا فإن هؤلاء يتركون دراستهم ويتوجهون إلى أسواق العمل بغير خبرات مهنية تؤهلهم للعمل المناسب والعيش الكريم فيمتهنون أيسر المهن وبأقل قدر من العائد مما يجعلهم في حيرة فلم يصيروا من العمال الذين وجدوا ما يكفيهم ولم يكونوا من الذين استمرو في إكمال تعليمهم.
أما الفريق الآخر فهم أولئك الأطفال الذين لم يكملوا دراستهم الثانوية أو المتوسطة بسبب عدم تحمل مسؤولية الدولة في رعايتهم وتأهيلهم علميا ومهنيا وغياب المحاضن التربوية أو الإسكانات الطلابية الممولة حكوميا لتوفير سكن وتغذية وتربية لمن عجز عن تحمل أعباء مواصلة التعليم. فعمالة الأطفال في اليمن تتزايد يوميا بسبب التحاق كثير من الأسر إلى ركب الفقراء مما يدفعهم للقيام بما يمكن لهم من العمل مما يؤثر على ثقافتهم وسلوكهم وأخلاقهم.
فريق آخر من هؤلاء هم الذين امتهنوا التسول في الجولات والشوارع ، الأمر الذي يدل على مقدار من ضعف التكافل الإجتماعي في البلاد. فهؤلاء الأطفال لو وجدوا رعاية لحمتهم من ذلك ولقلت مظاهر التسول في بلادنا .
فإلي حكومتنا الموقرة ووزارة العمل والشؤن الإجتماعية هل يمكن الوقوف مع هذه الشريحة ، وإحياء مبدأ مجانية التعليم وحل مشكلة عمالة الأطفال ومكافحة، التسول من شوارع المدن بحل مشاكلهم واستئصال جذورها؟ والنظر الى العمال الذين لم يعترف أحدٌ بحقوقهم وليس لهم عيد ولا نقابات حتى يعودوا إلى صفوف التعليم العام أو التعليم المهني؟
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي
أضافة تعليق