(عبد الملك الشيباني)
عنوان هذا المقال هو مقولة شهيرة للزعيم المصري سعد زغلول قالها لزوجته إبَّان مفاوضات المصريين مع الاحتلال البريطاني من أجل الاستقلال في العقود الأولى من قرن الميلاد الماضي، وكانت عبارة سعد تلك هي خلاصة للحلقة المفرغة التي أدخلهم فيها الاحتلال البريطاني.
وقد استعرتُ هذه المقولة لأنها في تقديري تنطبق تمام الانطباق على المجريات السياسية في بلادنا اليوم سيما في تعامل مختلف الأطراف مع علي قارح والذي هو أمكر من الثعلب، وأكذب من مسيلمة، وأخبث من الحية، وبهذا المنطق والأسلوب يتعامل مع المبادرة الخليجية والتي وجد فيها أكثر من فرصة وثغرة، وبذات الأسلوب يتعامل مع المجلس الوطني واللقاء المشترك كما يتعامل معهم بمنتهى الخبث والنجاسة الاستبدادية، بينما هم يتعاملون معه بمنطق الطهارة الثورية، وهو الذي كل أعضاء جسمه تتآمر وتناور وتلف وتدور وتخادع وتكذب وبهذه الوتيرة يعمل عقله ورأسه ويداه وحتى رجلاه بل وكل خلية في جسده، ومن ثَمَّ ومن هذا المنطلق الخبيث جاء توقيعه على المبادرة الخليجية والتي كشف على إثرها هذا المنطلق الخبيث في فلتات لسانه ومن ذلك قوله بعد توقيعها: (أنها مؤامرة وانقلابٌ عليه)، ولذلك وجدناه يتعامل وكأنه الرئيس الفعلي سواء من وراء الكواليس أو من أمامها أعني بصورة غير مباشرة أو بصورة مباشرة، وما تزال مخرجاته الرئاسية الخبيثة تعمل كما كانت قبل توقيع المبادرة، وعلى هذا المنوال جاء اعتداء بلاطجته وقواته على مسيرة الحياة، فكانت مجزرة وأيُّ مجزرة، وهي التي للأسف الشديد صرح فيها السفير الأمريكي تصريحات مشينة ومغلوطة وقدمت خدمة مجانية لعلي قارح، وبذلك لطخ السفير سمعة بلاده (الديمقراطية) والتي كانت قبل التصريح قد تحسنت قليلاً في اليمن.
وعلي قارح في كل ذلك ونحوه ليس هو المُلام، ولكنَّ اللوم كل اللوم على من قد عرف طبيعته ونفسيته ومنهجية تعامله ثم يترك له – بحُسْن نية أو بغيرها – الفراغات والثغرات التي يتسلل من خلالها لتحقيق مآربه الخبيثة وذلك جرياً على المثل الشعبي (مجنون بتل السقف قالوا مصروع من ضاهاه) «ماشاه وجاراه».
وعلى هذا السياق جاءت المبادرة الخليجية ببنود وفصول غريبة جداً وأشدُّ تناقضاً، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر توقيعه على المبادرة، وهو ما يُفترض أن يتخلى بموجبه عن مهامه الرئاسية جملة وتفصيلاً ثم وفي نفس الوقت ضمنت له المبادرة أن يبقى رئيساً فخرياً لمدة تسعين يوماً، وكذلك في إعطائه الحصانة وهم لا يملكونها بل هي من حق الضحايا، فكانت فرصة ثمينة لعلي قارح لكي يستمر في مهامه الرئاسية وأعماله الإجرامية، وأن يظل فوق رؤوس اليمن واليمنيين يقتل ويخرِّب ويدمر و..... الخ من داخل القصر الجمهوري، وكان يُفترض على أقل تقدير أن يكون بقاؤه طوال تسعين يوماً ليس في داخل القصر الجمهوري وفي داخل اليمن بل في خارجها، وإلا فلا فائدة يا (صفية).
*الصحوة نت
عنوان هذا المقال هو مقولة شهيرة للزعيم المصري سعد زغلول قالها لزوجته إبَّان مفاوضات المصريين مع الاحتلال البريطاني من أجل الاستقلال في العقود الأولى من قرن الميلاد الماضي، وكانت عبارة سعد تلك هي خلاصة للحلقة المفرغة التي أدخلهم فيها الاحتلال البريطاني.
وقد استعرتُ هذه المقولة لأنها في تقديري تنطبق تمام الانطباق على المجريات السياسية في بلادنا اليوم سيما في تعامل مختلف الأطراف مع علي قارح والذي هو أمكر من الثعلب، وأكذب من مسيلمة، وأخبث من الحية، وبهذا المنطق والأسلوب يتعامل مع المبادرة الخليجية والتي وجد فيها أكثر من فرصة وثغرة، وبذات الأسلوب يتعامل مع المجلس الوطني واللقاء المشترك كما يتعامل معهم بمنتهى الخبث والنجاسة الاستبدادية، بينما هم يتعاملون معه بمنطق الطهارة الثورية، وهو الذي كل أعضاء جسمه تتآمر وتناور وتلف وتدور وتخادع وتكذب وبهذه الوتيرة يعمل عقله ورأسه ويداه وحتى رجلاه بل وكل خلية في جسده، ومن ثَمَّ ومن هذا المنطلق الخبيث جاء توقيعه على المبادرة الخليجية والتي كشف على إثرها هذا المنطلق الخبيث في فلتات لسانه ومن ذلك قوله بعد توقيعها: (أنها مؤامرة وانقلابٌ عليه)، ولذلك وجدناه يتعامل وكأنه الرئيس الفعلي سواء من وراء الكواليس أو من أمامها أعني بصورة غير مباشرة أو بصورة مباشرة، وما تزال مخرجاته الرئاسية الخبيثة تعمل كما كانت قبل توقيع المبادرة، وعلى هذا المنوال جاء اعتداء بلاطجته وقواته على مسيرة الحياة، فكانت مجزرة وأيُّ مجزرة، وهي التي للأسف الشديد صرح فيها السفير الأمريكي تصريحات مشينة ومغلوطة وقدمت خدمة مجانية لعلي قارح، وبذلك لطخ السفير سمعة بلاده (الديمقراطية) والتي كانت قبل التصريح قد تحسنت قليلاً في اليمن.
وعلي قارح في كل ذلك ونحوه ليس هو المُلام، ولكنَّ اللوم كل اللوم على من قد عرف طبيعته ونفسيته ومنهجية تعامله ثم يترك له – بحُسْن نية أو بغيرها – الفراغات والثغرات التي يتسلل من خلالها لتحقيق مآربه الخبيثة وذلك جرياً على المثل الشعبي (مجنون بتل السقف قالوا مصروع من ضاهاه) «ماشاه وجاراه».
وعلى هذا السياق جاءت المبادرة الخليجية ببنود وفصول غريبة جداً وأشدُّ تناقضاً، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر توقيعه على المبادرة، وهو ما يُفترض أن يتخلى بموجبه عن مهامه الرئاسية جملة وتفصيلاً ثم وفي نفس الوقت ضمنت له المبادرة أن يبقى رئيساً فخرياً لمدة تسعين يوماً، وكذلك في إعطائه الحصانة وهم لا يملكونها بل هي من حق الضحايا، فكانت فرصة ثمينة لعلي قارح لكي يستمر في مهامه الرئاسية وأعماله الإجرامية، وأن يظل فوق رؤوس اليمن واليمنيين يقتل ويخرِّب ويدمر و..... الخ من داخل القصر الجمهوري، وكان يُفترض على أقل تقدير أن يكون بقاؤه طوال تسعين يوماً ليس في داخل القصر الجمهوري وفي داخل اليمن بل في خارجها، وإلا فلا فائدة يا (صفية).
*الصحوة نت