مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
أما آن لشعوبنا أن تتصالح
هناك ظاهرة ربما حاول البعض لسبب أو لآخر التغاضي عنها وإهمالها فيدفنون رؤوسهم في الرمال ولربما أنكروها ولكنها في تقديري ظاهرة حقيقية تنحت سلباً في كيانات شعوبنا العربية والإسلامية نحتاً على الرغم أنها أمر يخالف روح الإسلام وجوهره والجميع يعتقد ذلك نظرياً وهناك فرق بين الاعتقاد والإيمان النظري وبين الاعتقاد والإيمان العملي الذي يستتبعه الإسقاط والتنزيل على أرضية الممارسة والعمل.

إنها ظاهرة في منظوري تتمثل في ذلك الكره والبغض وما يستتبعه من عصبية وتشظٍ وتفرق وانقسام عبّر عنها صحفي بريطاني مكث في الشرق الأوسط حوالي ربع قرن فقال ملخصاً لتلك الظاهرة على الجانب العربي مامعناه: “إن مشكلة العرب هي التفرق والإنقسام فلو أنك أدخلت خمسة أفراد من العرب في غرفة واحدة وتركتهم يتناقشون فيما بينهم لخرجوا في النهاية بستة أحزاب”.

وهو ما عبّر عنه الشاعر أحمد مطر بقوله:

دعوتني لحوار وطني ....الخ، والمهم أنه في الأخير وبعد ما حاور نفسه قال:

وأنا مثل غيري

انقسمت على نفسي

وهذه الظاهرة بكل ما تشكله وتعكسه على أرض الواقع إنما هي عبارة عن تناقضات بين كل شعب وتلافيفه ومكوناته من جانب، وبين الشعوب من جانب آخر، وتستغل تلك التناقضات أنظمة الاستبداد والفساد الحاكمة في بلداننا –ومنها التي في بلادنا- أسوأ استغلال وتلعب لعبتها الخبيثة من خلالها وهو ما رأيناه اليوم متجسداً شاخصاً فيما حدث بين الشعبين الشقيقين المصري الجزائري من تداعيات مؤسفة جداً ما تزال أصداؤها تتردد هنا وهناك وتأليب هذا على ذاك لدواعي “التوريث” ولشغل الشعوب عن الفساد والاستبداد المهيمن عل رؤوسها، وهو ما رأيناه من قبل في محيطنا اليمني شمالاً وجنوباً.

فهل نستثمر مثل العيد القادم ليكون مناسبة للتصالح؟

أضافة تعليق