د. عدنان حسن باحارث
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ، فإن الناس يُجمعون على أن هذا العصر هو عصر السرعة ، الذي يمضي بعجلة شديدة ، لا تنتظر المتأخرين ، ولا تجامل البطيئين ، فمن فاته أن يستعجل ، ويلمَّ شعَثه ويمضيَ ، فقد فاته الركب ، وتجاوزه الزمان ، وغدا في عالم آخر ، من عوالم التخلف والنسيان ، والقصور والخذلان ؛ فواقع الحضارة الحديثة ، وإفرازاتها العلمية والثقافية والتقنية ، وإيقاعاتها السريعة : لم تعد تتحمل الانتظار أو التريُّث ، أو التأني أو التباطؤ ، فقد مضت سريعاً تسابق الأزمان ، وتصارع الأوقات ، لتكسب الدقائق والثواني .
لقد أخذت الحضارة الحديثة تمتطي السنن الكونية ، التي ركبها الله تعالى في المخلوقات ، وبثها في الوجود ، تبحث عنها وتكتشفها ، تفهمها وتسخرها بما يحقق مصالحها ، ويثري اقتصادها ، ويعزز مكانها ؛ فما من منتج حضاري أياً كان ، إلا وهو مبنيٌ على سنة من سنن الكون ، التي وضعها الله للإنسان وسخرها له ، فمن أفرغ وسعه لمعرفتها ، وأحسن التعامل معها : نال ثمارها ، وجنا خيرها .
وأما من قعدت به همته ، وقصُر عن الفهم عقله ، فأهمل السنن الكونية ، والمدخرات الربانية ، وأعرض عن الأخذ بالأسباب الشرعية ، وتعلل لذلك بالعلل الباردة ، والآراء السمجة ، ورضي بالتبعية والتخلف : فلا تسأل عن حاله ، ولا تبحث من بؤسه وهلاكه ، في عالم الغابة الدولية ، التي تستذل البؤساء ، وتُهين الشرفاء ، وتسحق الفقراء ، فلا مكان فيها للضعفاء .
لقد ربط الله تعالى - بحكمته البالغة - الأسباب بالمسببات ، والنتائج بالمقدمات ، وقد مضت الحكمة الشعبية : أن من زرع في الموسم حصد ، وأن من سار على الدرب وصل ، فما بال أمتنا تخالف السنن ، وتعاند الواقع ، وتجافي العقل والمنطق : تريد تقدماً بلا جهد ، وحضارة بلا تعب ، وعزاً بلا تضحية ؟ فمتى تحققت هذه الثمار لأمة من الأمم ، بلا جهد ، ولا تعب ، ولا تضحية ؟
وهذا تاريخ البشرية بين أيدينا : هل تقدمت أمة قط - عبر كل هذا التاريخ الطويل - بغير كفاح وجهد وجهاد ؟ وهل مر على البشرية قط : أمةٌ نهضت وانتصرت بجهد غيرها ؟
وما بالنا نذهب بعيداً عن تاريخنا الإسلامي ، وحضارتنا العريقة ، التي ما زلنا نتغنى بإنجازاتها ، ونتسلى بأمجادها ، ثم لنتساءل : من تراه أهداها لنا ؟ من هي تلك الأمة التي تبرَّعت لنا بالتقدم الحضاري ؟ ألم تأخذ أمتنا الدنيا غلاباً ، بجهد وجهاد ، وتعب وعناء ، حتى بلغت ما بلغت من القوة والتمكين والتقدم ؟
لقد أنجزت الأمة الإسلامية مشروعها الحضاريَّ الباهر في ثلاثين عاماً فقط ، بدأت من جبل حراء ، بقول الله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فما لبثت أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ، حتى علت الأمة الإسلاميةُ البشريةَ بأجمعها ، وملكت الدنيا بأكملها ، فكانت المعسكرَ الأولَ بلا منازع ، أكان لهذا الإنجاز الكبير أن يتحقق للمسلمين بغير كفاح وعناء ؟ إن السنن الاجتماعية ترفض ذلك ، وتستهجن هذا النوع من التفكير السخيف .
وهذه سيرة رسول الله × معروفةٌ لدينا ، لا يجهلها أحد منا ، فكم حجم المعاناة والمجاهدات والتضحيات ، التي قدمها رسول الله × للنهوض بالأمة ؟ فلو قُدِّر لأحد أن يسلم من معاناة الحياة ، ويُعافى من مشقَّات الطريق : لكان هو حبيب الله ، وصفوته من خلقه محمدٌ × ، ومع ذلك لم تستثنه سنن الله ، ولم تحابه ، فقد ناله النصيب الأوفر ، والحجم الأكبر من معاناة الطريق ، وقسوة الحياة ، فمنذ أن خرجت نسمته المباركة إلى الحياة حتى قبض ، وهو ينتقل في كل أطوار حياته من معاناة إلى معاناة ، ومن جهاد إلى جهاد ؛ فقد لحقه – عليه الصلاة والسلام – من الكروب والمشقات والآلام ، في : نفسه ، وأهله ، وولده ، وأصحابه ، ما لو نزل بغيره لهلك ، ومع ذلك رضي وصابر ، وتعامل مع السنن الاجتماعية كما أوجب الله عليه .
فما بالنا نتغافل عن الحقائق التاريخية والواقعية ، ونهمل السنن الإلهية ، التي أجرى الله عليها الكون ؟ ثم نتطلَّع بعد ذلك إلى معجزة تنقلنا إلى التقدم ، أو خارقةٍ تأتي بنا إلى الأمام ، في عصر التنافس الدولي المحموم ، والصراع السياسي البغيض !!
إن أمتنا الإسلامية في هذا العصر ، ترقد على كنوز طبيعية عظيمة ، وكنوز أخرى بشرية وفيرة ، قد جمعت كلَّ أسباب التقدم والرقي ؛ فلا تنقصها أموال تموينية ، ولا خاماتٌ أولية ، ولا عقول ذكية ، وإنما تنقصها الإرادة الوطنية الصادقة ، التي تحملها القيادة المجتمعية المخلصة ، التي تتطلع إلى الأمام ، وتستشرف المستقبل ، بروح وثابةٍ ونفسٍ أبية ، لا ترضى لأمتها الذل والهوان ، وتأبى لها التعاسة والشقاء ، قد نفضت أيديها من الشرق والغرب ، ويمَّمت وجهها نحو السماء ، بقلوب مؤمنة ، وأيدٍ متوضئة ، تتمسَّك بحبل الله المتين ، وتعمل بالتنزيل المبين : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
إن من بيننا في أمتنا الإسلامية ، من أبناء جلدتنا ، شرذمة باغية عاتية ، خائنة منافقة ، لا تريد لأمتنا الخروج من دوامة التخلف والتبعية ، ولا ترجو لها التقدم ولا الحرية ، تسعد بخرابنا ، وتتأكل بدمائنا ، قد وضعت يدها مع كل متربص ماكر شيطان ، وأعرضت عن كل مخلص مشفق ولهان ، فقد عمل المبطلون على تفريغ أمتنا من محتواها ، بنهب ثرواتها ، ووأد طموحاتها ، وتخريب شبابها ، وتهجير عقولها ، حتى عادت أمتنا مفرغةً من كل قوة ، مستباحةً من كل طاغية جبار ، قد تعطلت مصالحها ، وفسدت أحوالها .
أيعقل أن ينهضَ الوثنيون ، ويتقدمَ الملحدون ، ويتطورَ المشركون ، ثم تقبعُ خيرُ أمة أخرجت للناس ، في قاع العصر السحيق ، في ذيل الركب البعيد ، لا تقدِّم ولا تؤخِّر ، ولا تأمر ولا تنهر ، قُطعان بشرية تائهة ، ومجتمعات إنسانية بائسة ؛ فإن من الإجرام في حق الأمة أن تُثبَّط عن القيام بأسباب نهضتها ؛ فيُزين لها المبطلون القعودَ والتخلفَ ، وتركَ أسبابِ النهضة ، بحجة القضاء والقدر ، وكأن قدرَ أهلِ التوحيدِ التخلفُ ، وقدرَ أهلِ الشرك التقدمُ ؛ بل إن قدر الأمة الشرعي أن تكون متقدمةً رائدة ، لا أن تكون متخلفةً بائسة ، قدرها أن تنهض بواجباتها تجاه نفسها ، بالاستقامة والرقي ، وأن تضطلع بمسئولياتها تجاه العالمين بالدعوة والبيان .
إن تكاليف النهضةِ شاقةٌ وعسيرة ، ولكنها قدر الأمة الإسلامية ، التي كلَّفها الله تعالى الشهادة على الناس : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...) ، فكيف تشهد الأمة حين تغيب عن معترك الحياة ، وكيف لها أن تشهد وهي متخلفةٌ ، قاعدة راكدة ؟ إن هذا لا يكون أبداً ، إلا حين تنفعل الأمة بالحياة ، وتعافس النهضة ، وتعاني المعرفة .
د.عدنان حسن باحارث
*لجيينات
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ، فإن الناس يُجمعون على أن هذا العصر هو عصر السرعة ، الذي يمضي بعجلة شديدة ، لا تنتظر المتأخرين ، ولا تجامل البطيئين ، فمن فاته أن يستعجل ، ويلمَّ شعَثه ويمضيَ ، فقد فاته الركب ، وتجاوزه الزمان ، وغدا في عالم آخر ، من عوالم التخلف والنسيان ، والقصور والخذلان ؛ فواقع الحضارة الحديثة ، وإفرازاتها العلمية والثقافية والتقنية ، وإيقاعاتها السريعة : لم تعد تتحمل الانتظار أو التريُّث ، أو التأني أو التباطؤ ، فقد مضت سريعاً تسابق الأزمان ، وتصارع الأوقات ، لتكسب الدقائق والثواني .
لقد أخذت الحضارة الحديثة تمتطي السنن الكونية ، التي ركبها الله تعالى في المخلوقات ، وبثها في الوجود ، تبحث عنها وتكتشفها ، تفهمها وتسخرها بما يحقق مصالحها ، ويثري اقتصادها ، ويعزز مكانها ؛ فما من منتج حضاري أياً كان ، إلا وهو مبنيٌ على سنة من سنن الكون ، التي وضعها الله للإنسان وسخرها له ، فمن أفرغ وسعه لمعرفتها ، وأحسن التعامل معها : نال ثمارها ، وجنا خيرها .
وأما من قعدت به همته ، وقصُر عن الفهم عقله ، فأهمل السنن الكونية ، والمدخرات الربانية ، وأعرض عن الأخذ بالأسباب الشرعية ، وتعلل لذلك بالعلل الباردة ، والآراء السمجة ، ورضي بالتبعية والتخلف : فلا تسأل عن حاله ، ولا تبحث من بؤسه وهلاكه ، في عالم الغابة الدولية ، التي تستذل البؤساء ، وتُهين الشرفاء ، وتسحق الفقراء ، فلا مكان فيها للضعفاء .
لقد ربط الله تعالى - بحكمته البالغة - الأسباب بالمسببات ، والنتائج بالمقدمات ، وقد مضت الحكمة الشعبية : أن من زرع في الموسم حصد ، وأن من سار على الدرب وصل ، فما بال أمتنا تخالف السنن ، وتعاند الواقع ، وتجافي العقل والمنطق : تريد تقدماً بلا جهد ، وحضارة بلا تعب ، وعزاً بلا تضحية ؟ فمتى تحققت هذه الثمار لأمة من الأمم ، بلا جهد ، ولا تعب ، ولا تضحية ؟
وهذا تاريخ البشرية بين أيدينا : هل تقدمت أمة قط - عبر كل هذا التاريخ الطويل - بغير كفاح وجهد وجهاد ؟ وهل مر على البشرية قط : أمةٌ نهضت وانتصرت بجهد غيرها ؟
وما بالنا نذهب بعيداً عن تاريخنا الإسلامي ، وحضارتنا العريقة ، التي ما زلنا نتغنى بإنجازاتها ، ونتسلى بأمجادها ، ثم لنتساءل : من تراه أهداها لنا ؟ من هي تلك الأمة التي تبرَّعت لنا بالتقدم الحضاري ؟ ألم تأخذ أمتنا الدنيا غلاباً ، بجهد وجهاد ، وتعب وعناء ، حتى بلغت ما بلغت من القوة والتمكين والتقدم ؟
لقد أنجزت الأمة الإسلامية مشروعها الحضاريَّ الباهر في ثلاثين عاماً فقط ، بدأت من جبل حراء ، بقول الله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فما لبثت أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ، حتى علت الأمة الإسلاميةُ البشريةَ بأجمعها ، وملكت الدنيا بأكملها ، فكانت المعسكرَ الأولَ بلا منازع ، أكان لهذا الإنجاز الكبير أن يتحقق للمسلمين بغير كفاح وعناء ؟ إن السنن الاجتماعية ترفض ذلك ، وتستهجن هذا النوع من التفكير السخيف .
وهذه سيرة رسول الله × معروفةٌ لدينا ، لا يجهلها أحد منا ، فكم حجم المعاناة والمجاهدات والتضحيات ، التي قدمها رسول الله × للنهوض بالأمة ؟ فلو قُدِّر لأحد أن يسلم من معاناة الحياة ، ويُعافى من مشقَّات الطريق : لكان هو حبيب الله ، وصفوته من خلقه محمدٌ × ، ومع ذلك لم تستثنه سنن الله ، ولم تحابه ، فقد ناله النصيب الأوفر ، والحجم الأكبر من معاناة الطريق ، وقسوة الحياة ، فمنذ أن خرجت نسمته المباركة إلى الحياة حتى قبض ، وهو ينتقل في كل أطوار حياته من معاناة إلى معاناة ، ومن جهاد إلى جهاد ؛ فقد لحقه – عليه الصلاة والسلام – من الكروب والمشقات والآلام ، في : نفسه ، وأهله ، وولده ، وأصحابه ، ما لو نزل بغيره لهلك ، ومع ذلك رضي وصابر ، وتعامل مع السنن الاجتماعية كما أوجب الله عليه .
فما بالنا نتغافل عن الحقائق التاريخية والواقعية ، ونهمل السنن الإلهية ، التي أجرى الله عليها الكون ؟ ثم نتطلَّع بعد ذلك إلى معجزة تنقلنا إلى التقدم ، أو خارقةٍ تأتي بنا إلى الأمام ، في عصر التنافس الدولي المحموم ، والصراع السياسي البغيض !!
إن أمتنا الإسلامية في هذا العصر ، ترقد على كنوز طبيعية عظيمة ، وكنوز أخرى بشرية وفيرة ، قد جمعت كلَّ أسباب التقدم والرقي ؛ فلا تنقصها أموال تموينية ، ولا خاماتٌ أولية ، ولا عقول ذكية ، وإنما تنقصها الإرادة الوطنية الصادقة ، التي تحملها القيادة المجتمعية المخلصة ، التي تتطلع إلى الأمام ، وتستشرف المستقبل ، بروح وثابةٍ ونفسٍ أبية ، لا ترضى لأمتها الذل والهوان ، وتأبى لها التعاسة والشقاء ، قد نفضت أيديها من الشرق والغرب ، ويمَّمت وجهها نحو السماء ، بقلوب مؤمنة ، وأيدٍ متوضئة ، تتمسَّك بحبل الله المتين ، وتعمل بالتنزيل المبين : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
إن من بيننا في أمتنا الإسلامية ، من أبناء جلدتنا ، شرذمة باغية عاتية ، خائنة منافقة ، لا تريد لأمتنا الخروج من دوامة التخلف والتبعية ، ولا ترجو لها التقدم ولا الحرية ، تسعد بخرابنا ، وتتأكل بدمائنا ، قد وضعت يدها مع كل متربص ماكر شيطان ، وأعرضت عن كل مخلص مشفق ولهان ، فقد عمل المبطلون على تفريغ أمتنا من محتواها ، بنهب ثرواتها ، ووأد طموحاتها ، وتخريب شبابها ، وتهجير عقولها ، حتى عادت أمتنا مفرغةً من كل قوة ، مستباحةً من كل طاغية جبار ، قد تعطلت مصالحها ، وفسدت أحوالها .
أيعقل أن ينهضَ الوثنيون ، ويتقدمَ الملحدون ، ويتطورَ المشركون ، ثم تقبعُ خيرُ أمة أخرجت للناس ، في قاع العصر السحيق ، في ذيل الركب البعيد ، لا تقدِّم ولا تؤخِّر ، ولا تأمر ولا تنهر ، قُطعان بشرية تائهة ، ومجتمعات إنسانية بائسة ؛ فإن من الإجرام في حق الأمة أن تُثبَّط عن القيام بأسباب نهضتها ؛ فيُزين لها المبطلون القعودَ والتخلفَ ، وتركَ أسبابِ النهضة ، بحجة القضاء والقدر ، وكأن قدرَ أهلِ التوحيدِ التخلفُ ، وقدرَ أهلِ الشرك التقدمُ ؛ بل إن قدر الأمة الشرعي أن تكون متقدمةً رائدة ، لا أن تكون متخلفةً بائسة ، قدرها أن تنهض بواجباتها تجاه نفسها ، بالاستقامة والرقي ، وأن تضطلع بمسئولياتها تجاه العالمين بالدعوة والبيان .
إن تكاليف النهضةِ شاقةٌ وعسيرة ، ولكنها قدر الأمة الإسلامية ، التي كلَّفها الله تعالى الشهادة على الناس : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...) ، فكيف تشهد الأمة حين تغيب عن معترك الحياة ، وكيف لها أن تشهد وهي متخلفةٌ ، قاعدة راكدة ؟ إن هذا لا يكون أبداً ، إلا حين تنفعل الأمة بالحياة ، وتعافس النهضة ، وتعاني المعرفة .
د.عدنان حسن باحارث
*لجيينات