الحركة الإسلامية والنظام السياسي .. من التحالف إلى التنافس (الحلقة العاشرة).. مرحلة التعددية والاندماج الكامل في حزب الإصلاح
على مدى خمس حلقات نشر المصدر أون لاين المبحث الثاني من كتاب ’’الحركة الإسلامية والنظام السياسي في اليمن من التحالف إلى التنافس’’ الذي تناول نشوء وتطور حركة الإخوان المسلمين في اليمن.
وفي هذه الحلقة ننشر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الحركة الإسلامية وهي مرحلة التعددية السياسية والحزبية.
5) مرحلة التعددية السياسية والحزبية:
فرض الانتقال المفاجئ باتجاه دولة الوحدة على الإخوان المسلمين واقعًا جديدًا من زاوية أن معظمهم كان يشك في إمكانية قيام الوحدة، بفعل التجارب السلبية لعلاقات الشطرين وعدم جديتهما في اتفاقيات الوحدة السابقة، والتي كانت إما لتهدئة الحرب، أو لمزايدة طرف ضد الآخر(1)، أما من حيث آليات التعامل مع هذا الواقع فلم يكن ذلك يمثل تحد كبير للإخوان ويعود السبب في ذلك إلى أن مؤسسات الحركة كان قد قررت في نهاية عقد الثمانينات ضرورة تشكيل جبهة واسعة تضم القوى السياسية والاجتماعية التي ظلت معها على تحالف طوال الفترات السابقة، وكانت الحركة قد قطعت شوط في إعداد التصورات والمخارج السياسية والقانونية التي يمكن بها إخراج تلك الجبهة إلى الواقع، وبينما كانت الحركة في طريقها إلى ذلك تحققت الوحدة، ومن هنا توفرت الظروف الطبيعية لتشكيل ما كانت الحركة تخطط له.
وبعد قيام الوحدة انخرطت قيادة الحركة في حوار مع العديد من الأطراف، وانتهى بهم الأمر جميعًا إلى الإعلان رسميًا عن تشكيل حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990م، وتم الإعلان عن مؤسسيه الخمسة والستين، الذين انتخبوا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيسًا لهيئته التحضيرية العليا، والقاضي يحيى بن لطف الفسيل والشيخ ناجي عبد العزيز الشايف نائبين للرئيس، والأستاذ عبدالوهاب الآنسي أمينًا عامًا(2)، وكان واضحا حرص حركة الإخوان ـ كما هو شأنها في التعامل مع الأحداث الكبيرة ـ على أن تدفع بأبرز المشايخ والعلماء والشخصيات الاجتماعية إلى المناصب القيادية، في حين يتولى بعض قياداتها المهام التنفيذية، بحيث تَبقَى الحركة قوةَ الدفع الرئيسية للأعمال التنظيمية والتنفيذية للحزب الجديد، ولهذا ضمت قائمة أسماء هيئة المؤسسين أبرز المشايخ القبليين في اليمن، ورموز من العلماء، والتجار، والمثقفين، ونفس الأمر تقريبا انعكس في الهيئات القيادية المؤقتة، حيث ضمت زعيمي أكبر تكتلين قبليين في اليمن، حاشد وبكيل، وأبرز العلماء المؤثرين، وبعض البيوت التجارية ورجال الأعمال.
وقد وصّفَ النظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح، حزب الإصلاح بأنه: ’’حركة إصلاحية يمنية جامعة.. تشكل امتدادًا حياً لحركة التجديد والإصلاح الناهضة في تاريخنا الحديث، التي قامت لتـزيل عن الفكر الإسلامي غبار عصور الانحطاط، وعن المسلمين روح السلبية والتواكل، حركة تُقدم إلى الواقع نموذجاً حضاريا جديدا ينبثق عن منهج الإسلام الشامل ... حركة تُشكل الوعاء التنظيمي لتيار الصحوة الإسلامية المتنامي بما يضم من جماهير واسعة ورموز وأعلام لهم سابقتهم في العمل الوطني والثورة اليمنية، ولهم دور ريادي في حركة الإحياء الإسلامي والحفاظ على هوية اليمن العربية والإسلامية..تيار تأكدت جسور الثقة بين أقطابه وجمهوره خلال عمر من النضال المشترك نصرة لقضية وطنية، أو حفاظاً على المسيرة اليمنية من أن ينحرف بها موروث فاسد أو وافد دخيل’’(3).
ومع هذا فقد مثل النظام السياسي الذي انبنى على قيام الوحدة واقعا جديدا للحركة الإسلامية، فقد صارت أمام وضع جديد ثري بالفرص ومليء بالتحديات أيضا، التحديات التي يتمثل بعضها في وجود الحزب الاشتراكي.. خصم الحركة التاريخي، وتوتر علاقتها بالرئيس وانحياز الأخير إلى جانب الحزب الاشتراكي وتحالفهما معاً تجاه بعض مطالب ومواقف الحركة.
وخلال الفترة الانتقالية احتفظ الحزب الاشتراكي بسلطاته على المحافظات الجنوبية، غير أنه انشغل بالتعاطي مع التطورات والمستجدات التي حدثت بعد الوحدة، ولم يعد مهتما بمحاربة التوجهات الفكرية، إذ ظل تركيزه على كيفية الاحتفاظ بالسلطة في مواجهة رغبة الرئيس في إزاحته منها، ومن هنا توسع المجال للحركة للنشاط في تلك المحافظات.
وأثناء حرب 1994م احتجز الحزب الاشتراكي عدداً من الأفراد المعروفين بتوجهاتهم الإسلامية (الإصلاحيين، والسلفيين، وغيرهم)، ونقل بعضهم إلى حضرموت، إذ كان يخشى من تعاونهم مع قوات الشرعية أو قيامهم بمهمة الطابور الخامس، خاصة بعد تحالف الإصلاح والرئيس لخوض تلك الحرب(4).
وبعد انتهاء حرب صيف 1994م تشكلت مرحلة جديدة للعمل الإسلامي الإخواني في المحافظات الجنوبية، فقد انتفت الموانع التي حالت طويلا بين الإخوان المسلمين وجنوب اليمن.
اهتمت الحركة بالقضاء على الأمية الدينية التي كانت سائدة في المحافظات الجنوبية بسبب فترة حكم الحزب الاشتراكي، من خلال وسائل العمل الدعوي العام بكافة وسائله، فقد كثفت من القوافل الدعوية التي جابت معظم مناطق المحافظات الجنوبية، وإرسلت الدعاة من اليمنيين وغير اليمنيين إلى تلك المناطق، ونشطت المعاهد العلمية التي انتشرت في تلك الفترة في نشر الوعي الإسلامي، وكان حصيلة ذلك بناء تنظيم في تلك المحافظات يجمع بين الصفوة والموالين.
ولم تخل تلك المرحلة من صعوبات حالت دون الانتشار الواسع للإخوان في تلك المحافظات، فقد تركت دورات الصراع الدموي أثناء حكم الحزب الاشتراكي توجسا نفسيا لدى غالبية المواطنين تجاه العمل الحزبي والعمل الجماعي العام، ويبدو أن ذات السبب أحدث رد فعل معاكس، من خلال الميل إلى الفكر السلفي الذي غدى أكثر تجذراً وعمقاً في الشخصية الجنوبية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن التيار السلفي كان الأسبق والأكثر سيطرة على الخطاب الدعوي في الجنوب قبل الوحدة وبعدها، بفعل تلقيه لدعم رسمي وشعبي من دول الخليج (وهي دول تتسم بقوة التيار السلفي فيها) والتي كانت مهتمة بمقاومة الفكر الماركسي في الجنوب، كما أن الظلم الذي طال المحافظات الجنوبية بعد الحرب سبب هو الآخر تحفظ عدد من المواطنين تجاه الإصلاح، خاصة في الفترة التي كان فيها الأخير قريبا من السلطة الحاكمة.
عقد التجمع اليمني للإصلاح في 20 سبتمبر 1994م مؤتمره العام الأول (الدورة الأولى)، تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وانتخب قيادته، وقد شكل ذلك المؤتمر تحولاً جذرياً في مسيرة الحركة الإسلامية اليمنية، حيث جرى الاندماج الكامل لها في إطار التجمع اليمني للإصلاح، وانتقال كل الهيئات غير المعلنة إلى مرحلة العلنية، إذ تولى قياديو الحركة مواقعهم الحقيقية، وعززت الحركة ثقتها المطلقة في الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كزعيم وقائد لها، فانتخبته بإجماع كامل خلال المؤتمر الأول رئيسا للهيئة العليا وتم انتخاب الأستاذ ياسين عبد العزيز نائبا لرئيس الهيئة العليا، كما تم انتخاب الأستاذ عبد المجيد الزنداني رئيسا لمجلس شورى الإصلاح، والأستاذ محمد اليدومي أمينا عاما، والأستاذ عبد الوهاب الآنسي أمينا عاما مساعدا.. وهكذا خرجت الحركة الإسلامية بشكل نهائي من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية في التعامل مع العملية الديمقراطية ومع المرحلة القادمة(5)، واستكمل الإصلاح بناء مؤسساته التنظيمية بالتزامن مع مؤتمره العام الأول (الدورة الثانية) في نوفمبر 1996م، والذي انعقد تحت شعار (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
(1) محمد المقالح، التجمع اليمني للإصلاح من الجماعية إلى الحزب، مرجع سبق ذكره، ص: 50.
(2) نصر طه مصطفى، التجمع اليمني للإصلاح، مرجع سبق ذكره، ص: 24.
(3) التجمع اليمني للإصلاح، النظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح، ص: 1
(4) مقابلة مع الأستاذ محمد الشيباني، مصدر سبق ذكره.
(5) نصر طه مصطفى، التجمع اليمني للإصلاح، مصدر سبق ذكره، ص: 40.
(6) في 6 أكتوبر 1998م عقد التجمع اليمني للإصلاح مؤتمره العام الثاني، تحت شعار (معاً من أجل بناء دولة المؤسـسات، وتعزيـز المسـار الديمقراطي الشوروي وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب)، وفي 28 ديسمبر عام 2002م، عقد التجمع اليمني للإصلاح المؤتمر العام الثالث (الدورة الأولى)، تحت شعار (مع الإصلاح من أجل صيانة الحريات ومكافحة الفقر والفساد)، وفي 12 فبراير 2005م، عقد الإصلاح (الدورة الثانية) للمؤتمر العام الثالث، وذلك تحت شعار (النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات)، أما المؤتمر العام الرابع فقد انعقد في 24/2/2007م، تحت شعار: (النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل).
*المصدر أون لاين
على مدى خمس حلقات نشر المصدر أون لاين المبحث الثاني من كتاب ’’الحركة الإسلامية والنظام السياسي في اليمن من التحالف إلى التنافس’’ الذي تناول نشوء وتطور حركة الإخوان المسلمين في اليمن.
وفي هذه الحلقة ننشر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الحركة الإسلامية وهي مرحلة التعددية السياسية والحزبية.
5) مرحلة التعددية السياسية والحزبية:
فرض الانتقال المفاجئ باتجاه دولة الوحدة على الإخوان المسلمين واقعًا جديدًا من زاوية أن معظمهم كان يشك في إمكانية قيام الوحدة، بفعل التجارب السلبية لعلاقات الشطرين وعدم جديتهما في اتفاقيات الوحدة السابقة، والتي كانت إما لتهدئة الحرب، أو لمزايدة طرف ضد الآخر(1)، أما من حيث آليات التعامل مع هذا الواقع فلم يكن ذلك يمثل تحد كبير للإخوان ويعود السبب في ذلك إلى أن مؤسسات الحركة كان قد قررت في نهاية عقد الثمانينات ضرورة تشكيل جبهة واسعة تضم القوى السياسية والاجتماعية التي ظلت معها على تحالف طوال الفترات السابقة، وكانت الحركة قد قطعت شوط في إعداد التصورات والمخارج السياسية والقانونية التي يمكن بها إخراج تلك الجبهة إلى الواقع، وبينما كانت الحركة في طريقها إلى ذلك تحققت الوحدة، ومن هنا توفرت الظروف الطبيعية لتشكيل ما كانت الحركة تخطط له.
وبعد قيام الوحدة انخرطت قيادة الحركة في حوار مع العديد من الأطراف، وانتهى بهم الأمر جميعًا إلى الإعلان رسميًا عن تشكيل حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990م، وتم الإعلان عن مؤسسيه الخمسة والستين، الذين انتخبوا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيسًا لهيئته التحضيرية العليا، والقاضي يحيى بن لطف الفسيل والشيخ ناجي عبد العزيز الشايف نائبين للرئيس، والأستاذ عبدالوهاب الآنسي أمينًا عامًا(2)، وكان واضحا حرص حركة الإخوان ـ كما هو شأنها في التعامل مع الأحداث الكبيرة ـ على أن تدفع بأبرز المشايخ والعلماء والشخصيات الاجتماعية إلى المناصب القيادية، في حين يتولى بعض قياداتها المهام التنفيذية، بحيث تَبقَى الحركة قوةَ الدفع الرئيسية للأعمال التنظيمية والتنفيذية للحزب الجديد، ولهذا ضمت قائمة أسماء هيئة المؤسسين أبرز المشايخ القبليين في اليمن، ورموز من العلماء، والتجار، والمثقفين، ونفس الأمر تقريبا انعكس في الهيئات القيادية المؤقتة، حيث ضمت زعيمي أكبر تكتلين قبليين في اليمن، حاشد وبكيل، وأبرز العلماء المؤثرين، وبعض البيوت التجارية ورجال الأعمال.
وقد وصّفَ النظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح، حزب الإصلاح بأنه: ’’حركة إصلاحية يمنية جامعة.. تشكل امتدادًا حياً لحركة التجديد والإصلاح الناهضة في تاريخنا الحديث، التي قامت لتـزيل عن الفكر الإسلامي غبار عصور الانحطاط، وعن المسلمين روح السلبية والتواكل، حركة تُقدم إلى الواقع نموذجاً حضاريا جديدا ينبثق عن منهج الإسلام الشامل ... حركة تُشكل الوعاء التنظيمي لتيار الصحوة الإسلامية المتنامي بما يضم من جماهير واسعة ورموز وأعلام لهم سابقتهم في العمل الوطني والثورة اليمنية، ولهم دور ريادي في حركة الإحياء الإسلامي والحفاظ على هوية اليمن العربية والإسلامية..تيار تأكدت جسور الثقة بين أقطابه وجمهوره خلال عمر من النضال المشترك نصرة لقضية وطنية، أو حفاظاً على المسيرة اليمنية من أن ينحرف بها موروث فاسد أو وافد دخيل’’(3).
ومع هذا فقد مثل النظام السياسي الذي انبنى على قيام الوحدة واقعا جديدا للحركة الإسلامية، فقد صارت أمام وضع جديد ثري بالفرص ومليء بالتحديات أيضا، التحديات التي يتمثل بعضها في وجود الحزب الاشتراكي.. خصم الحركة التاريخي، وتوتر علاقتها بالرئيس وانحياز الأخير إلى جانب الحزب الاشتراكي وتحالفهما معاً تجاه بعض مطالب ومواقف الحركة.
وخلال الفترة الانتقالية احتفظ الحزب الاشتراكي بسلطاته على المحافظات الجنوبية، غير أنه انشغل بالتعاطي مع التطورات والمستجدات التي حدثت بعد الوحدة، ولم يعد مهتما بمحاربة التوجهات الفكرية، إذ ظل تركيزه على كيفية الاحتفاظ بالسلطة في مواجهة رغبة الرئيس في إزاحته منها، ومن هنا توسع المجال للحركة للنشاط في تلك المحافظات.
وأثناء حرب 1994م احتجز الحزب الاشتراكي عدداً من الأفراد المعروفين بتوجهاتهم الإسلامية (الإصلاحيين، والسلفيين، وغيرهم)، ونقل بعضهم إلى حضرموت، إذ كان يخشى من تعاونهم مع قوات الشرعية أو قيامهم بمهمة الطابور الخامس، خاصة بعد تحالف الإصلاح والرئيس لخوض تلك الحرب(4).
وبعد انتهاء حرب صيف 1994م تشكلت مرحلة جديدة للعمل الإسلامي الإخواني في المحافظات الجنوبية، فقد انتفت الموانع التي حالت طويلا بين الإخوان المسلمين وجنوب اليمن.
اهتمت الحركة بالقضاء على الأمية الدينية التي كانت سائدة في المحافظات الجنوبية بسبب فترة حكم الحزب الاشتراكي، من خلال وسائل العمل الدعوي العام بكافة وسائله، فقد كثفت من القوافل الدعوية التي جابت معظم مناطق المحافظات الجنوبية، وإرسلت الدعاة من اليمنيين وغير اليمنيين إلى تلك المناطق، ونشطت المعاهد العلمية التي انتشرت في تلك الفترة في نشر الوعي الإسلامي، وكان حصيلة ذلك بناء تنظيم في تلك المحافظات يجمع بين الصفوة والموالين.
ولم تخل تلك المرحلة من صعوبات حالت دون الانتشار الواسع للإخوان في تلك المحافظات، فقد تركت دورات الصراع الدموي أثناء حكم الحزب الاشتراكي توجسا نفسيا لدى غالبية المواطنين تجاه العمل الحزبي والعمل الجماعي العام، ويبدو أن ذات السبب أحدث رد فعل معاكس، من خلال الميل إلى الفكر السلفي الذي غدى أكثر تجذراً وعمقاً في الشخصية الجنوبية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن التيار السلفي كان الأسبق والأكثر سيطرة على الخطاب الدعوي في الجنوب قبل الوحدة وبعدها، بفعل تلقيه لدعم رسمي وشعبي من دول الخليج (وهي دول تتسم بقوة التيار السلفي فيها) والتي كانت مهتمة بمقاومة الفكر الماركسي في الجنوب، كما أن الظلم الذي طال المحافظات الجنوبية بعد الحرب سبب هو الآخر تحفظ عدد من المواطنين تجاه الإصلاح، خاصة في الفترة التي كان فيها الأخير قريبا من السلطة الحاكمة.
عقد التجمع اليمني للإصلاح في 20 سبتمبر 1994م مؤتمره العام الأول (الدورة الأولى)، تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وانتخب قيادته، وقد شكل ذلك المؤتمر تحولاً جذرياً في مسيرة الحركة الإسلامية اليمنية، حيث جرى الاندماج الكامل لها في إطار التجمع اليمني للإصلاح، وانتقال كل الهيئات غير المعلنة إلى مرحلة العلنية، إذ تولى قياديو الحركة مواقعهم الحقيقية، وعززت الحركة ثقتها المطلقة في الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كزعيم وقائد لها، فانتخبته بإجماع كامل خلال المؤتمر الأول رئيسا للهيئة العليا وتم انتخاب الأستاذ ياسين عبد العزيز نائبا لرئيس الهيئة العليا، كما تم انتخاب الأستاذ عبد المجيد الزنداني رئيسا لمجلس شورى الإصلاح، والأستاذ محمد اليدومي أمينا عاما، والأستاذ عبد الوهاب الآنسي أمينا عاما مساعدا.. وهكذا خرجت الحركة الإسلامية بشكل نهائي من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية في التعامل مع العملية الديمقراطية ومع المرحلة القادمة(5)، واستكمل الإصلاح بناء مؤسساته التنظيمية بالتزامن مع مؤتمره العام الأول (الدورة الثانية) في نوفمبر 1996م، والذي انعقد تحت شعار (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
(1) محمد المقالح، التجمع اليمني للإصلاح من الجماعية إلى الحزب، مرجع سبق ذكره، ص: 50.
(2) نصر طه مصطفى، التجمع اليمني للإصلاح، مرجع سبق ذكره، ص: 24.
(3) التجمع اليمني للإصلاح، النظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح، ص: 1
(4) مقابلة مع الأستاذ محمد الشيباني، مصدر سبق ذكره.
(5) نصر طه مصطفى، التجمع اليمني للإصلاح، مصدر سبق ذكره، ص: 40.
(6) في 6 أكتوبر 1998م عقد التجمع اليمني للإصلاح مؤتمره العام الثاني، تحت شعار (معاً من أجل بناء دولة المؤسـسات، وتعزيـز المسـار الديمقراطي الشوروي وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب)، وفي 28 ديسمبر عام 2002م، عقد التجمع اليمني للإصلاح المؤتمر العام الثالث (الدورة الأولى)، تحت شعار (مع الإصلاح من أجل صيانة الحريات ومكافحة الفقر والفساد)، وفي 12 فبراير 2005م، عقد الإصلاح (الدورة الثانية) للمؤتمر العام الثالث، وذلك تحت شعار (النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات)، أما المؤتمر العام الرابع فقد انعقد في 24/2/2007م، تحت شعار: (النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل).
*المصدر أون لاين