د. عبدالمنعم أبو الفتوح وإخوانه: أحرار في مصر الضياع وفقدان الكرامة
21-7-2009
والإخوان في مصر، إجمالا، صنعت منهم أشواق الحرية طلائع التحرر من ربقة الاستعباد الفرعوني، ممثلا في نظام مفلس عاجز وفاشل، جثم على صدر هذا الخزان الإستراتيجي من العقول والإرث والعراقة ما يقارب الثلاثين سنة، وأصبح عهده ’’عصر الضياع وفقدان الكرامة’’ بامتياز، جعلته يتخبط ويعيد إنتاج الفشل والعقم..كيف لا أحيي فيكم نضالكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد.
بقلم خالد حسن
أشهد لإخوان مصر بأنهم أهل جلد وصبر وتحمل، وقد واجهوا ضربات النظام و’’عنترياته’’ وقاوموا محاولات ’’الصد’’ عن سبيل الحرية، ولم يستسلموا لحالة اليأس العارمة من الإصلاح والتغيير، التي اجتاحت البلد، ربما لأن المصريين لديهم قدرة هائلة على تحمل المعاناة، تثير الإعجاب والاكتئاب في الوقت نفسه.
والإخوان في مصر، إجمالا، صنعت منهم أشواق الحرية طلائع التحرر من ربقة الاستعباد الفرعوني، ممثلا في نظام مفلس عاجز وفاشل، جثم على صدر هذا الخزان الإستراتيجي من العقول والإرث والعراقة ما يقارب الثلاثين سنة، وأصبح عهده ’’عصر الضياع وفقدان الكرامة’’ بامتياز، جعلته يتخبط ويعيد إنتاج الفشل والعقم. فليس للنظام فلسفة تحكم سياساته، وليس هناك حتى شعارات حقيقية، يمكن للناس أن تلتف حولها. فتأثير مصر الريادي في العالم العربي آخذ في التآكل والتراجع مع صعود قوى إقليمية منافسة لهذا الدور، والمعارضة تبدو في المأزق ذاته، بينما يبقى الإسلاميون، الطرف الأكثر تنظيما وانضباطا وقدرة على تحريك الشارع. وحتى القليل من الإصلاح الاقتصادي الذي تحقق، لم تعد فوائده إلا على زبانية النظام ومتملقيه.
وما عاد أمام النظام الهرم المضطرب الفاشل، سوى أساليب بث الخوف والترهيب والقمع، لضمان أحكام السيطرة والتشبث بالحكم. ولعل أكبر إنجازات نظام مبارك، على الإطلاق، نجاحه في زرع الخوف في نفوس غالبية المصريين وترويعهم وتركيعهم، وكل هذا قد يتغير، والإخوان رفضوا منطق الاستخفاف والاستعباد، فآثروا الصبر والجلد في معركة الحرية والكرامة. ولم يرهبهم سجن ولا سجان، لأنه لا أسوأ من التهميش والتحقير، والسجن أرحم من التنويم المغناطيسي وتسويق الاستعباد على أنه خير للمصريين من التحرر، وأي إصلاح هذا إذا وئدت فيه النفس وهي حية.
صحيح أن الإخوان ضروا أنفسهم وأضروا بفرض التربية الموحدة في أوساطهم ومريديهم، والشطط في طلب الوحدة الفكرية والغلو في التماثل والتطابق والتوافق، لهذا عجزوا عن تطوير أفكارهم، ولم يمارسوا الحرية التي يناضلون من أجلها ولم يقدروها حق قدرها، لكن أبلوا بلاء حسنا في الطريق الطويل نحو التحرر من طغيان فراعنة القرن العشرين.
وأقول للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وغيره من أحرار الإخوان ومصر، لقد تعلمت أجيال من مدرستكم معاني الحرية، وأنها لن تأتي بقرارات ومراسيم لأنها تؤخذ ولا تعطى، فليست منحة توهب وإنما حق ينتزع، وأرجوكم لا تتهاونوا في حمل الناس على الأخذ بحريتهم، لأن الاستعباد أورد مصر وغيرها من دول الطغيان والاستبداد مهالك الانغلاق والجهل والخنوع..
كيف لا أحيي فيكم نضالكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد.
وأرجو ـ معاشر إخوان مصر ـ أن تزيد المحن والسجون من وعيكم، وتعمق نضجكم، وتوسع مدارككم..
أما أن يكرهكم النظام وزبانيته ومنتفعوه، فهذا قدر الرجال الأحرار، لأنهم يريدون الخلاص من قيود المستبدين، وأنتم بهذا تحرجونهم، وتكشفون حقيقتهم..
فهنيئا لكم ما وجدتموه من الحرية حيث افتقدها الناس، وأبشركم أنكم أسهمتم، وأنتم حبيسو الأقبية والمعتقلات، في تحرير بلدكم والتأثير في مستقبله.
.العصر
21-7-2009
والإخوان في مصر، إجمالا، صنعت منهم أشواق الحرية طلائع التحرر من ربقة الاستعباد الفرعوني، ممثلا في نظام مفلس عاجز وفاشل، جثم على صدر هذا الخزان الإستراتيجي من العقول والإرث والعراقة ما يقارب الثلاثين سنة، وأصبح عهده ’’عصر الضياع وفقدان الكرامة’’ بامتياز، جعلته يتخبط ويعيد إنتاج الفشل والعقم..كيف لا أحيي فيكم نضالكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد.
بقلم خالد حسن
أشهد لإخوان مصر بأنهم أهل جلد وصبر وتحمل، وقد واجهوا ضربات النظام و’’عنترياته’’ وقاوموا محاولات ’’الصد’’ عن سبيل الحرية، ولم يستسلموا لحالة اليأس العارمة من الإصلاح والتغيير، التي اجتاحت البلد، ربما لأن المصريين لديهم قدرة هائلة على تحمل المعاناة، تثير الإعجاب والاكتئاب في الوقت نفسه.
والإخوان في مصر، إجمالا، صنعت منهم أشواق الحرية طلائع التحرر من ربقة الاستعباد الفرعوني، ممثلا في نظام مفلس عاجز وفاشل، جثم على صدر هذا الخزان الإستراتيجي من العقول والإرث والعراقة ما يقارب الثلاثين سنة، وأصبح عهده ’’عصر الضياع وفقدان الكرامة’’ بامتياز، جعلته يتخبط ويعيد إنتاج الفشل والعقم. فليس للنظام فلسفة تحكم سياساته، وليس هناك حتى شعارات حقيقية، يمكن للناس أن تلتف حولها. فتأثير مصر الريادي في العالم العربي آخذ في التآكل والتراجع مع صعود قوى إقليمية منافسة لهذا الدور، والمعارضة تبدو في المأزق ذاته، بينما يبقى الإسلاميون، الطرف الأكثر تنظيما وانضباطا وقدرة على تحريك الشارع. وحتى القليل من الإصلاح الاقتصادي الذي تحقق، لم تعد فوائده إلا على زبانية النظام ومتملقيه.
وما عاد أمام النظام الهرم المضطرب الفاشل، سوى أساليب بث الخوف والترهيب والقمع، لضمان أحكام السيطرة والتشبث بالحكم. ولعل أكبر إنجازات نظام مبارك، على الإطلاق، نجاحه في زرع الخوف في نفوس غالبية المصريين وترويعهم وتركيعهم، وكل هذا قد يتغير، والإخوان رفضوا منطق الاستخفاف والاستعباد، فآثروا الصبر والجلد في معركة الحرية والكرامة. ولم يرهبهم سجن ولا سجان، لأنه لا أسوأ من التهميش والتحقير، والسجن أرحم من التنويم المغناطيسي وتسويق الاستعباد على أنه خير للمصريين من التحرر، وأي إصلاح هذا إذا وئدت فيه النفس وهي حية.
صحيح أن الإخوان ضروا أنفسهم وأضروا بفرض التربية الموحدة في أوساطهم ومريديهم، والشطط في طلب الوحدة الفكرية والغلو في التماثل والتطابق والتوافق، لهذا عجزوا عن تطوير أفكارهم، ولم يمارسوا الحرية التي يناضلون من أجلها ولم يقدروها حق قدرها، لكن أبلوا بلاء حسنا في الطريق الطويل نحو التحرر من طغيان فراعنة القرن العشرين.
وأقول للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وغيره من أحرار الإخوان ومصر، لقد تعلمت أجيال من مدرستكم معاني الحرية، وأنها لن تأتي بقرارات ومراسيم لأنها تؤخذ ولا تعطى، فليست منحة توهب وإنما حق ينتزع، وأرجوكم لا تتهاونوا في حمل الناس على الأخذ بحريتهم، لأن الاستعباد أورد مصر وغيرها من دول الطغيان والاستبداد مهالك الانغلاق والجهل والخنوع..
كيف لا أحيي فيكم نضالكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد.
وأرجو ـ معاشر إخوان مصر ـ أن تزيد المحن والسجون من وعيكم، وتعمق نضجكم، وتوسع مدارككم..
أما أن يكرهكم النظام وزبانيته ومنتفعوه، فهذا قدر الرجال الأحرار، لأنهم يريدون الخلاص من قيود المستبدين، وأنتم بهذا تحرجونهم، وتكشفون حقيقتهم..
فهنيئا لكم ما وجدتموه من الحرية حيث افتقدها الناس، وأبشركم أنكم أسهمتم، وأنتم حبيسو الأقبية والمعتقلات، في تحرير بلدكم والتأثير في مستقبله.
.العصر