مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2016/02/19 18:44
مواقف الكرام في نصرة شرع الإسلام
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن حمل دعوته، فسار على نهجه إلى يوم يبعثون، وبعد:

  يظن كثير من الناس أن التروي والتدرج والتأني هي صفات محمودة في كل الأمور، وفي كل الظروف والأحوال، فلا تكاد تعرض لهم قضية، عامة أو خاصة، إلا أشبعوها بحثاً وجدلاً، وميّعوها تردّداً وتسويفاً، وأماتوها تأويلاً وتأجيلاً. وليست أهمية هذه المفاهيم نابعة من آثارها على حياة الأفراد، بل تكمن جديتها في انسحابها على الشأن العام، كما تزداد خطورتها حين يجري إسقاطها على الأحكام الشرعية، لا سيما تلك المرتبطة بالدعوة الإسلامية، والحكم بالإسلام، وقضايا المسلمين.

  نعم إن التروي والتدرج والتأني هي أمور محمودة، إنْ وضع كل منها في موضعه ومكانه؛ فالتروي يجلي الرؤية ويجنّب المرء سوء العواقب، والتدرج يفيد في إتقان العمل وإحسانه، والتأني يعين على التثبّت ويقي من التهور. بيد أن هذه موضعها القضايا التي تحتاج بطبيعتها إلى فكر عميق وفهم دقيق، كنهضة الأمة، وكيفية تغيير المجتمع، ومكانها المواقف التي تتطلب حسناً في التقدير، وحنكة في التدبير، كالتخطيط لإيجاد رأي عام مؤيد للفكرة الإسلامية، أو إيجاد تحالف دولي ضد أعداء الدولة الإسلامية، أو تطبيق استراتيجية تدريجية؛ لتحرير البلاد، أو توحيد العباد في ظل حكم الإسلام. وينطبق الأمر ذاته على القضايا التي يحتاج فهمها وإدراكها إلى معلومات وبحث ودراسة، مثل الاجتهاد في مسائل الشرع، والقضاء بين الناس، والوعي على السياسة الدولية، وفهم الموقف الدولي. أما ما ورد فيه عن الشرع قول فصل، وقضاء مبين، فهذه لا يجوز فيها الأخذ والرد، أو التدرج والتأخير. وكذلك الذود عن حرمات الدين وحرائر المؤمنين، حميّة لله ورسوله، وغيرة على أعراض المسلمين، فهذه أيضاً لا تحتاج لكثير من الإعداد والتخطيط والتنظير، بل إن التدرج والتسويف فيها مذموم يفقدها- مع مرور الزمن- قدسيتها ويجعلها عرضة للمثالب، فينتج عنه تبلّد في أحاسيس المسلمين من جراء المفاهيم المغلوطة التي تغذيها الثقافة الغربية لا سيما قيم النفعية والفردية وفقدان الحمية للدين وحرمات المسلمين بدعاوى التمدن والتحضر و"ثقافة الحوار" و"التسامح مع الآخر"..، فترى أحدهم يغضب لبضعة دراهم، ويثور لانتقاد موجّه إلى شخصه، ولا تغلي الدماء في عروقه وهو يرى أطفال المسلمين أشلاء مزقتها أحقاد الأعداء، ولا ينخلع فؤاده وهو يسمع صرخات الثكالى مكلومين بفقد الأبناء؛ ولذا لم يعد غريباً أن يرى بعض من تسمَّوا بأسماء المسلمين انتهاك الحرمات "رأياً آخر" يجب احترامه، ويتهمون من نهض؛ ليذود عنها بـ "الإجرام" و"الإرهاب"! كما لم يعد مستهجناً أن يرى بعض من تقلّدوا ألقاب المثقفين والعلماء العدوان على المقدسات "حرية تعبير" ينبغي الاعتراف بها، ويصِمون من قام يدافع عنها بـ "التطرف" و"التعصب"! وصدق الشاعر حين قال:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا    ...   مضرّ، كوضع السيف في موضع الندى

  ولتقريب الصورة، نعرض فيما يلي بعض المواقف للصحب الكرام- رضي الله عنهم- تبيّن سيرتهم في نصرة شرع الإسلام؛ ليهتدي بها المسلمون اليوم، بعدما اشتدّت عليهم الخطوب، وتقاطرت عليهم الفتن، فبدأنا نرى كثيراً من العاملين للإسلام يقعون فريسة لتأويل الشرع في أوقات المحنة حين يضطهدون، متذرعين بالتدرج، ثم نراهم يتنكبون عن نصرة الإسلام في الرخاء حين يسودون، متذرعين بالحكمة، وهم بذلك يحيدون عن نهج الاستقامة وطريق الحزم والعزم في كلا الحالين، وصدق تعالى حيث يقول: ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )[1].  

  ما أن انتشر خبر وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في أنحاء الجزيرة العربية حتى دبّت في القبائل حركتا الردّة والتمرّد، فارتدّ بعضها عن الإسلام، وامتنع الآخر عن دفع الزكاة إلى خليفة المسلمين أبي بكر -رضي الله عنه- وقام فريق ثالث يدّعي النبوة، ويعلن الحرب على الإسلام ودولته. وأمام هذه المحنة، وقف الصحابة يغشاهم الحزن بفقد رسول الله -عليه السلام- ويعتريهم الأسى من غدر القبائل، فراحوا يقلبون الأمور لمواجهة الأخطار المحدقة بدولة الإسلام الوليدة، لا سيما أنها كانت المرة الأولى التي يقفون فيها دون قيادة النبي - المؤيّد بالوحي - أمام تحديات وجودية يتوقف عليها مصير كيان المسلمين، بل مصير الإسلام ذاته في عقيدته وشريعته، من جراء انتشار التأويل والردة والنبوءات الكاذبة بين قبائل العرب، ليس ذلك فحسب، بل إن جانباً مهما من القتال سيكون في الواقع قتالاً بين مسلمين، وهي المرة الأولى التي لن يقف فيها المسلمون أمام عدو للإسلام صريح الكفر، مشركاً كان أم مجوسياً، رومياً أم فارسياً، يهودياً أم نصرانياً. وهنا موطن الشبهة واضطراب الحال؛ هنا فتنة الرجال!

  فمانعو الزكاة لم يرتدوا، بل طلبوا أن تُقبل منهم الصلاة وتُرفع عنهم الزكاة، وتأوّلوا القرآن؛ فزعموا أنهم أُمِروا بدفع الزكاة للنبيّ- عليه السلام- لا لغيره لقوله تعالى: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )[2].

  لقد جاء موقف الصديق- رضي الله عنه- حاسماً كالبرق يخترق الإعصار، فيصعق النفوس السادرة، ويذهب بالأبصار الزائغات، وخرجت كلماته وضّاءة كأنها قبس من نور، يهدي القلوب الحائرة في حالك الظلمات. ولنستمع إلى تصوير عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لموقف الصدّيق حين جاءه عمر، ناقلاً معارضة كثيرين من الصحابة لقتال مانعي الزكاة؛ لكونهم مسلمين، فقال: (لمّا قُبِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ارتدّت العرب، وقالوا: لا نُؤَدِّي زكاة، فقال: لو منعوني عِقالاً لجاهدتُهم عليه، فقلتُ: يا خليفةَ رسولِ الله ، تَأَلَّفِ الناسَ ، وارْفُقْ بهم، فقال لي: أَجَبَّار في الجاهلية وخَوَّار في الإِسلام؟ إِنَّهُ قد انقطع الوحيُ، وتَمَّ الدِّينُ، أَيَنْقُصُ وأنا حَيّ؟)[3]. ما أعظمه من موقف! وما أصلبه من قائد! فقد أدرك بنفاذ بصيرته أن القضية ليست نزاعاً مالياً يعالج بالتآلف بين الفريقين، ولا هي أزمة سياسية تعالج برفق الراعي بالرعية، بل هو افتراء على الوحي وانتقاص من الدّين؛ مع أن التآلف بين المؤمنين، والرفق بالرعية مطلوبان شرعاً، إلا أن هذه المفاهيم الإسلامية العامة ليس موضعها الردة والتمرّد، ولا تصلح دواء للمرتدين أو علاجاً للمتمردين، بل إن التألّف والرفق مع هذين الصنفين من الناس عاقبته الهلاك المبين؛ وهذا ما أدركه أبو بكر في ساعته، وأدركه الصحابة بعد حين. فهذا عبد الله بن مسعود يصف مقامهم حين خروج المرتدين والمتمردين، وموقف أبي بكر في نصرة الإسلام، فيقول:(لقد قمنا بعد رسول الله مقاماً كدْنا نهلك فيه، لولا أن منّ الله علينا بأبي بكر، أجمعنا على أن لا نقاتل..، فعزم الله لأبي بكر على قتاله فوالله ما رضي منهم إلا بالخطة المخزية أو الحرب المجلية)[4].

  ليس هذا هو الموقف الوحيد لدى الصحب الكرام من أعضاء الكتلة الإسلامية، التي أنشأها خير الأنام -صلى الله عليه وسلم- فإنّ الدارس لسيرتهم يجد من الحزم والعزم، وجلاء البصر، ونفاذ البصيرة ما عزّ نظيره في سائر الأمم. فقد رُوِي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري، رضي الله عنه، والياً إلى اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل، رضي الله عنه، فلما قدم عليه ألقى أبو موسى وسادة لمعاذ، وقال: انزل، وإذا عنده رجل موثق، قال معاذ: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهوّد، قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله ـ ثلاث مرات ـ فأمر به فقتل)[5]. هكذا تكون الحميّة لله ولرسوله؛ لا تأجيل ولا تأويل، بل حزم وعزم.

  وهكذا سار رجال الإسلام وقادته على ذات المنهج؛ فهذا قتيبة بن مسلم الباهلي، بعد أن فتح مدينة بيكند في بخارى، صالحه أهلها فجعل عليهم والياً مسلماً، وترك فيها جماعة من المسلمين يعلّمون الناس الإسلام، فلما رحل عنهم نقضوا عهدهم، وقتلوا الوالي ومن كان بالمدينة من المسلمين، ومثّلوا بجثثهم. ولما بلغ الخبر إلى قتيبة عاد مسرعاً إلى بيكند فحاصرها شهراً، وهدم سورها، فطلب أهلها الصلح من جديد، ولكنه أبى وأصرّ على فتحها بالسيف حتى نصره الله، ففتحها وقتل من كان فيها من المقاتلة، وكان فيمن أسروا رجل أعور، كان هو الذي استجاش الترك على المسلمين، فقال لقتيبة: (أنا أفدي نفسي بخمسة آلاف ثوب حريري، قيمتها ألف ألف، فقال قتيبة لأصحابه: ما ترون؟ قالوا: نرى أن فداه زيادة في غنائم المسلمين، وما عسى أن يبلغ من كيد هذا؟ قال: لا، والله لا تروّع بك مسلمة أبداً، وأمر به فقتل)[6]، ما أعظمه من قائد، وما أروعها من غيرة تقية على نساء المسلمين!

  إن هذه المواقف الكريمة من تلك الشخصيات العظيمة هي ثمرات لتلكم الشجرة الطيبة، التي أنبتها الرسول الأكرم- صلى الله عليه وسلم- نباتاً حسناً، وتكفّلها وقام عليها حتى رعاها حقّ رعايتها، وظلّ يسهر على سقايتها بماء الوحي النّقي حتى امتلأت أفئدتهم إخلاصاً وتقىً، وأوقد فيهم شعلة الإيمان حتى أضاءت عقولهم فكراً مستنيراً. وحين جاءه زعماء الأوس والخزرج مسلمين يبايعونه على نصرة الإسلام وإقامة دولته، أخذ عليهم العهد والميثاق؛ بأن يثبتوا على هذا المنهج، وأن لا يحيدوا عن هذه الطريق. عن عبادة بن الصامت قال: (بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ)[7]. هذا ما زرعه النبيّ -عليه السلام- في أنصار الإسلام، الذين تبوأوا الدار والإيمان: أن يقولوا ويقوموا بالحق لا يخشَوا في الله لومة لائم؛ أخذ عليهم عهداً جماعياً، وبيعة سياسية عامة، فألزموا أنفسهم أمام الله بأن يسيروا وَفق منهج النبيّ، وأن يستقيموا على الطريقة، وأن لا يقدّموا بين يدي الله ورسوله: لا يقدّموا رأي الناس على حكم الله، ولا رضا الناس على رضا الله -سبحانه-، مهما كلّفهم ذلك من مشقة وتضحيات، ومهما لاقَوا في سبيله من صدٍ ووعيد. فهم أدركوا أن وظيفتهم في الحياة ليست مداهنة الناس ومصانعتهم، أو نيل رضاهم، بل هي إقامة الحق والثبات عليه، والكفاح في سبيله، والذود عنه، حتى يلقَوا الله سبحانه -وهو عنهم راضٍ-، فيفوزوا بمقعد صدق عند مليك مقتدر.

  هكذا كانت كتلة الصحابة، كما صقلها الرسول المعلّم- صلى الله عليه وسلم-: عاطفة جيّاشة، وفكر رشيد.

  ولم يكتف النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- ببناء كتلة الصحابة على النهج القويم، وأخذ العهود والمواثيق بالبيعة، بل سطّر لهم عملياً كيفية السير على نهج الاستقامة، وطريق الحزم والعزم، سواء في إطار دعوة الناس للإسلام، أم في حكمهم به، أم في نصرة المسلمين.

  فحين كان عليه السلام يبلّغ رسالة ربه، ويؤمّ الصحابة في حمل الدعوة الإسلامية في مكة، جاءه زعماء قريش يساومونه للتنازل عن دعوته؛ لا عن ترك دينه ورسالته، بل عن جزء من دعوته، وهو: أن يكفّ عن عيب دينهم - أي شرعهم وعبادتهم -، وأن يتوقف عن سبّ آلهتهم - أي عقائدهم ومقدساتهم -، وأن ينتهي عن تضليل آبائهم - أي أعرافهم وتقاليدهم -، وهم يعِدُونه ويتوعّدونه، ويعذبون أصحابه ويحاربونه، فجاء رده حازماً حاسماً لا لبس فيه ولا تردد: (يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، مَا تَرَكْتُهُ)[8]. وبذلك أغلق على الصحابة - والمسلمين من بعدهم دعاة وحركات - درب المهادنة والتنازلات، ورسم لهم طريق الثبات والتضحيات، بصدق لهجته ووضوح خطابه، وشدة تفانيه في نصرة دعوة الإسلام.

  وكذلك كانت سيرته-عليه السلام- حين أصبح رئيساً للدولة الإسلامية الأولى في المدينة، يسوس المسلمين بشرع ربهم، ويحكم فيهم بما أنزل الله، فلا تأخذه في دين الله لومة لائم، فحين جاءه أسامة يشفع في أول حد قطع في الإسلام، وهو قطع يد المخزومية، المرأة ذات الشرف والحسب في عرف العرب، نهاه الرسول قائلاً: (أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ .. وَاَيْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)[9]. وبذلك قطع عن الصحابة - والمسلمين من بعدهم حكاماً ومحكومين - سبل الفساد والتأويل، وذرائع التدرج والتعطيل، وخطّ لهم منهج الاستقامة والخضوع المطلق لأمر الوحي، باستقامته وحزمه، في خاصة نفسه، وفي شؤون عامة المسلمين.

  وكذلك كانت سنّته -عليه السلام- حين أصبح قائداً لجيش المسلمين، يذود عن حرماتهم، ويجاهد بهم عدوهم. فحينما اعتدى يهود بني قينقاع على عرض امرأة مسلمة، وسفكوا دم رجل مسلم، انتصر النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- لحرمتهما، فأجلاهم عن المدينة جميعاً عقاباً لهم. وبذلك صرف الصحابة - والمسلمين من بعدهم قادة ومقودين - عن طريق الصغار والدنيّة في الدين، وأرشدهم إلى خطة الانتصار لحرمات المسلمين.

  هكذا جاء نهجه- عليه السلام- قويماً مستقيماً من جنس دعوته، كما أمره ربّه عزّ وجلّ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ )[10].

  هكذا أقام في كتلة الصحابة نقاء الفكر، واستقامة المنهج، امتثالاً لأمر ربه سبحانه( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[11].

  وهكذا أسّس بنيانهم على تقوى من الله، والإخلاص له، واستمداد العون منه وحده، مهما ادلهمّت به الخطوب، وأحاط به الأعداء؛ لثقته بنصر الله، ويقينه بتحقق وعده، يدعو ربه مناجياً ومعلّماً فيقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)[12]؛ اللهم آمين.

الهوامش:

 


الأنبياء من الآية 35.[1]

التوبة الآية 103.[2]

جامع الأصول لابن الأثير الجزري.[3]

الكامل لابن الأثير 25/2، ورواه البلاذري بإسناده في فتوح البلدان.[4]

رواه البخاري ومسلم.[5]

تاريخ الطبري.[6]

البخاري ومسلم.[7]

رواه ابن هشام في سيرته، والبيهقي في الدلائل.[8]

متفق عليه.[9]

الشورى الآية 15.[10]

هود الآية 112.[11]

رواه النسائي والترمذي.[12]

 

من اعمال الباحث
أضافة تعليق
آخر مقالات