أزمـــة القـــراءة
لقد كانت دفاتر الناس وكُتُبهم هي عقولهم. وألسنتهم أقلامهم. يذكرون بها ما يريدون، فَيَخُطُّون بها معارفَهم ومفاهيمَهم وخبراتِهم، لتلتقطَها آذانُهم وأبصارُهم، فتنقشها عقولُهم في دفاتر الذاكرة.
فدونت عقولهم ما يحتاجون إليه، من علم الجغرافيا فيما يخص الجبال وأسمائها، والأودية ومسافاتها، والهضاب وارتفاعاتها، ومجاري المياه ومنابعها، ومواسم الزروع والمطر. وفي علم الأنساب ما يعرفون به بعضهم، بل سبروا أغوار هذا الميدان، فعرفوا فيه الكل والجزء، وفروع الجزء، وما يجب عليهم حيال ذلك. فجاء الإسلام بنوره المضيء، وكان عدد الذين يقرؤون ويكتبون في قريش سبعة عشر رجلا، وفي الأوس عدد يكتبون، فرفع الإسلام من قيمة القراءة والعلم في أول آية نزلت من رب العالمين (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
فاجتهد الصحابة في طلب علم الكتاب والسنة وتعلَّم الكثير منهم القراءة والكتابة، وانتشر التعليم بين أبنائهم.
وفي جيلنا كثرت المعارف والعلوم وانفجرت المعرفة في كل اختصاص، ولم يستطع العقل أن يُسَطِّرَها في ذاكرته لتزاحمها وتدفقها على الخارطة الذهنية، فأصبح الكتاب اليوم هو أساس المعرفة ومنبع التقدم.
وبالرغم من أن أغلب الناس في عصرنا يقرؤون ويكتبون إلا أن ثقافة الكثير منهم تتم عن طريق وسائل الإعلام وأحاديث الناس، مما يؤدي إلى سطحية المعرفة، وعدم القدرة على الاستنتاج والتحليل، وربط النتائج بأسبابها، ليستخرج منها الرؤية الصائبة، والبعض ربما كان تركيزه في تحليله للقضايا بما يسمعه علي غير خلفية علمية، كقاعدة أساسية، وبالتالي قد ينقاد لأي فكرة تستهويه في أي ميدان كان، والسبب سطحية المعرفة التي مرتكزها عدم القراءة أو قلتها .
بل هناك من لا يعرف من كتب الفقه والعقيدة حتى أسمائها، والبعض لا يعرف كيف يلج إلى رحيقها ومكنوناتها، فالسؤال موجود حتى في بديهيات المسائل، وما لا يجب الجهل به.
وكذا في علم التفسير والحديث واللغة والأدب والسياسة، فضلا عن ثقافة الصحة والحاسب الآلي.
فلو توجه السؤال لكل حامل قلم في جيبه، ماذا كتبت به في الأمس القريب، وفي الأسبوع الماضي، والشهر المنصرم، فربما الجواب عند البعض لا يتجاوز بضع أشياء من حاجياتنا اليومية. ولذلك يلزمنا تنمية مهارة القراءة لدينا، وعند أبنائنا.
ومن دوافع القراءة:
ـ تحديد الهدف لتكوين الشخصية التي لا تتم إلا بالقراءة.
ـ الإدراك التام بأن العلم عِزٌّ في الدنيا والآخرة، ولا يتحقق إلا بالقراءة.
ـ تحديد فترة زمنية يومية للقراءة ولو قَصُرَت .
.التربية النبوية
لقد كانت دفاتر الناس وكُتُبهم هي عقولهم. وألسنتهم أقلامهم. يذكرون بها ما يريدون، فَيَخُطُّون بها معارفَهم ومفاهيمَهم وخبراتِهم، لتلتقطَها آذانُهم وأبصارُهم، فتنقشها عقولُهم في دفاتر الذاكرة.
فدونت عقولهم ما يحتاجون إليه، من علم الجغرافيا فيما يخص الجبال وأسمائها، والأودية ومسافاتها، والهضاب وارتفاعاتها، ومجاري المياه ومنابعها، ومواسم الزروع والمطر. وفي علم الأنساب ما يعرفون به بعضهم، بل سبروا أغوار هذا الميدان، فعرفوا فيه الكل والجزء، وفروع الجزء، وما يجب عليهم حيال ذلك. فجاء الإسلام بنوره المضيء، وكان عدد الذين يقرؤون ويكتبون في قريش سبعة عشر رجلا، وفي الأوس عدد يكتبون، فرفع الإسلام من قيمة القراءة والعلم في أول آية نزلت من رب العالمين (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
فاجتهد الصحابة في طلب علم الكتاب والسنة وتعلَّم الكثير منهم القراءة والكتابة، وانتشر التعليم بين أبنائهم.
وفي جيلنا كثرت المعارف والعلوم وانفجرت المعرفة في كل اختصاص، ولم يستطع العقل أن يُسَطِّرَها في ذاكرته لتزاحمها وتدفقها على الخارطة الذهنية، فأصبح الكتاب اليوم هو أساس المعرفة ومنبع التقدم.
وبالرغم من أن أغلب الناس في عصرنا يقرؤون ويكتبون إلا أن ثقافة الكثير منهم تتم عن طريق وسائل الإعلام وأحاديث الناس، مما يؤدي إلى سطحية المعرفة، وعدم القدرة على الاستنتاج والتحليل، وربط النتائج بأسبابها، ليستخرج منها الرؤية الصائبة، والبعض ربما كان تركيزه في تحليله للقضايا بما يسمعه علي غير خلفية علمية، كقاعدة أساسية، وبالتالي قد ينقاد لأي فكرة تستهويه في أي ميدان كان، والسبب سطحية المعرفة التي مرتكزها عدم القراءة أو قلتها .
بل هناك من لا يعرف من كتب الفقه والعقيدة حتى أسمائها، والبعض لا يعرف كيف يلج إلى رحيقها ومكنوناتها، فالسؤال موجود حتى في بديهيات المسائل، وما لا يجب الجهل به.
وكذا في علم التفسير والحديث واللغة والأدب والسياسة، فضلا عن ثقافة الصحة والحاسب الآلي.
فلو توجه السؤال لكل حامل قلم في جيبه، ماذا كتبت به في الأمس القريب، وفي الأسبوع الماضي، والشهر المنصرم، فربما الجواب عند البعض لا يتجاوز بضع أشياء من حاجياتنا اليومية. ولذلك يلزمنا تنمية مهارة القراءة لدينا، وعند أبنائنا.
ومن دوافع القراءة:
ـ تحديد الهدف لتكوين الشخصية التي لا تتم إلا بالقراءة.
ـ الإدراك التام بأن العلم عِزٌّ في الدنيا والآخرة، ولا يتحقق إلا بالقراءة.
ـ تحديد فترة زمنية يومية للقراءة ولو قَصُرَت .
.التربية النبوية