الشيخ القرضاوي والإخوان.
قراءة في جدلية الشيخ والحركة (2/3)
بقلم: حسام تمام *
والشيخ القرضاوي لدى حركة الإخوان ليس الفقيه والداعية الذي يكتفي بمد الحركة بالزاد الفقهي والدعوي فحسب؛ بل هو بالنسبة لها أيضا المربي والمؤطر التربوي وهو وجه لا يقل أهمية في وجوه القرضاوي، فهو شارك مبكرا في وضع البناء التربوي والثقافي داخل التنظيم عبر سلسلة مقالات مطولة كتبها لهذا الغرض تحت عنوان ’’ثقافة الداعية ’’ كانت تنشرها مجلة الدعوة التي كانت تصدرها جماعة الإخوان في السبعينيات.( وقد صدرت مجمعة فيما بعد في كتاب يحمل العنوان نفسه).
ثم وضع كتابا آخر عن ( الوقت في حياة المسلم ) كان موجها بالأساس لجمهور الدعاة، ثم وضع كتابا ثالثا بالغ الأهمية عن ( ظاهرة الغلو في التكفير ) كان له تأثير كبير في تحصين الصف الإخواني من هذه الموجة التي ضربت الحالة الإسلامية مدة عقدين. كما وضع الشيخ القرضاوي تصوره في القضية التربوية للحركة في كتاب مستقل ( التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا ) يعد من أهم الكتب المعتمدة لدي الحركة في هذا الباب.
كما كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة مثل لقاءات الأسر والكتائب وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة حتى ما قبل انشغاله. ثم هو قضي فترة داخل الجماعة يقوم بمهام التربية والتكوين للإخوان من خارج القطر المصري أثناء عمله ضمن قسم الاتصال بالعالم الإسلامي كما يروي في مذكراته عن رحلته إلى سوريا والأردن ولبنان.
ثم هو الذي تعمد دوما متابعة الحركة في مراحل نموها بالنصح والتوجيه وسعى إلى إرشادها إلى الوجهة الصواب فكتب عدة رسائل مهمة كانت كلها تدور حول ترشيد الحركة من أهمها : الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، والصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي، والصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، والصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد، ومن أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، وأولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة...إلى غيرها من مؤلفات ناصحة للحركة ولكن من داخلها؛ قد تحمل نقدا ولكنه بروح المحب الحادب علىها.
كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة مثل لقاءات الأسر والكتائب وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة حتى ما قبل انشغاله.
ووجوه الشيخ القرضاوي في حركة الإخوان تتجاوز الشيخ أو العالم الأزهري إلى المحرض السياسي الذي يقدم الوقود الديني لقضايا الحركة السياسية ومعاركها سواء أكانت معارك خاصة بالحركة أو كانت تتصل بالقضايا العامة أو ’’ قضايا الأمة ’’ التي احتلت قمة أولوياته فيما بعد حين كفّ عن دخول السياسة من باب الحركة الإسلامية الخاص.
لقد شارك الشيخ القرضاوي في مقتبل حياته بالخطابة السياسية تأييدا ودعما لمرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي ترشحوا لها في أوائل الخمسينيات، وكان يتنقل بين المدن خطيبا لهم حتى وصل في جولاته إلى جنوب الصعيد محرضا الناس على تأييد مرشحي الإخوان.
وحين انتقل إلى خارج البلاد وتراجعت أعماله التنظيمية تدريجيا قام الشيخ القرضاوي بهذا الدور في قضايا الأمة التي كان أبرز من تولوا الدفاع عنها وتحريض الناس من أجلها.. فاحتلت قضية فلسطين مبكرا اهتمامه، وخطب وحاضر من أجلها في كل مكان زاره ودافع عن الحقوق الفلسطينية مؤكدا على أنها أرض إسلامية من النهر إلى البحر وأنه لا حل إلا بقيام دولة إسلامية على أرضها عاصمتها القدس.. وقال فيها قصائد من الشعر حفظ الناس منها مقطعا يقول فيه:
فلسطين بلا قدس *** كجثمان بلا رأس.
وكان من العلماء الذين وقعوا على فتوى بأن أرض فلسطين كلها وقف إسلامي لا يجوز التصرف فيه سدا للطريق على التنازلات التي كان يخشى منها مع بدء العرب مفاوضات مع الكيان الصهيوني .واستمر الرجل يولي اهتماما خاصة بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية ودافع عن العمليات الاستشهادية حتى وضعت الولايات المتحدة على قوائم الممنوعين من دخول أراضيها ولاحقه اللوبي الصهيوني في بريطانيا لمنعه من زيارتها. ثم هو الذي دشن من أجلها مشروعات الدعم المادي والمعنوي وعلى رأسها مشروع ائتلاف الخير.
وربما لم تتفجر قضية تهم الأمة أو الحركة الإسلامية إلا ووقف فيها الشيخ القرضاوي محرضا يقدم وقود المعركة، فعل ذلك في أثناء الغزو والاحتلال السوفيتي لأفغانستان واستمر في حشد التأييد للمجاهدين حتى انسحاب السوفيت منها. وفعل ذلك في الغزو الأمريكي للعراق فكان أعلى الأصوات وأكثرها تأثيرا في رفض الحملة الأمريكية على أراضيه فأفتى بوجوب الجهاد لمقاومة الغزو الأمريكي ثم لمقاومة هذا الاحتلال، وكان من أكثر العلماء الذين أعلنوا موقفهم صراحة من اعتبار القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال يجب على الأمة مقاومتها ويجب عليها دعم المقاومين لها. وجر موقفه هذا عليه حملات إعلامية من بعض المنابر الإعلامية التي اتهمته بدعم الإرهاب.
في كل قضايا الأمة ومعاركها وأزماتها كان حضور الشيخ القرضاوي يتأكد يوما فيوم كزعيم ومحرض سياسي للشارع الإسلامي والمسلم في كثير من الأحيان، حتى صار تبنيه لقضية ما مقدمة أكيدة لتحويلها إلى قضية من قضايا الأمة.
تكرر الأمر في أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم فوقف الشيخ القرضاوي محرضا للشارع المسلم على الغضب احتجاجا على إهانة الرسول الأعظم وقاد معركة الاحتجاج ضد الدنمارك وكان أبرز من دعوا إلى مؤتمر نصرة الرسول الذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، ودشن حملة المقاطعة للشركات والمنتجات الدنماركية حتى اضطر حكومتها إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الرأي العام المسلم. وحدث ذلك أيضا في الأزمة التي خلفتها تصريحات البابا بنديكوس بابا الفاتيكان والتي تضمنت إساءة إلى الإسلام والنبي محمد صلي الله علىه وسلم، فقد كان الشيخ القرضاوي الأعلى صوتا والأكثر قدرة على حشد الشارع المسلم للاحتجاج ضد هذه التصريحات.
وفي كل قضايا الأمة ومعاركها وأزماتها كان حضور الشيخ القرضاوي يتأكد يوما فيوم كزعيم ومحرض سياسي للشارع الإسلامي والمسلم في كثير من الأحيان، حتى صار تبنيه لقضية ما مقدمة أكيدة لتحويلها إلى قضية من قضايا الأمة.
لقد كان الشيخ القرضاوي صاحب الصرخة الشهيرة ( ادفع دولارا تنقذ مسلما ) والتي سعى من خلالها لتعبئة جهود الأمة لدعم العمل الخيري والدعوي الذي تحتاجه. على أساس من دعوته هذه تأسست الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت والتي قامت لتحقيق هذا الهدف.
أما الوجه الذي لم يغب دائما للقرضاوي وكان شريكا في كل وجوهه الأخرى وكان حاضرا في كل أدواره داخل الحركة الإسلامية فهو وجه الشاعر، فمنذ شرخ شبابه وشعر الشيخ القرضاوي حاضرا بين أبناء حركة الإخوان، كتب مبكرا ولم يزل طالبا في المرحلة الثانوية مسرحيته الشهير ( عالم وطاغية ) التي يمجد فيها من مقاومة العلماء – في نموذج سعيد بن جبير- لظلم الحكام الطغاة – في نموذج الحجاج بين يوسف، فكان أبناء الحركة الإسلامية خاصة في أوساط الشباب الجامعي يؤدون هذه المسرحية في مناسباتهم وفاعلياتهم. كما اشتهرت قصيدته النونية التي كتبها في السجن الحربي يصف فيها الأهوال التي عاناها مع معتقلي الإخوان في هذا السجن المرعب، وتعد - مع قصيدة أبتاه للشاعر هاشم الرفاعي- من أهم قصائد السجون التي اشتهرت بين أبناء الحركة الإسلامية في نصف القرن الأخير.
كان الشيخ القرضاوي أعلى الأصوات وأكثرها تأثيرا في رفض الحملة الأمريكية على أراضيه فأفتى بوجوب الجهاد لمقاومة الغزو الأمريكي ثم لمقاومة هذا الاحتلال، وكان من أكثر العلماء الذين أعلنوا موقفهم صراحة من اعتبار القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال يجب على الأمة مقاومتها ويجب عليها دعم المقاومين لها. وجر موقفه هذا عليه حملات إعلامية من بعض المنابر الإعلامية التي اتهمته بدعم الإرهاب.
وللقرضاوي ديوانان من الشعر( نفحات ولفحات، والمسلمون قادمون ) مثلت قصائدهما وقودا لشباب الحركة الإسلامية يبثه روح الثورة والرغبة في الانعتاق من الظلم ويلهمه معاني التضحية والفداء من أجل أمته.
أثناء حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك كانت فاعليات التضامن التي تقيمها الحركة الإسلامية لا تبدأ أو تنتهي إلا بإنشاد قصيدته التي يقول في مطلعها:
أنا عائد أقسمت أني عائد *** والحق يشهد لي ونعم الشاهد
وعي القذيفة والكتاب القائد *** ويقودني الإيمان نعم القائد
وفي كل الفاعليات الجماهيرية التي كانت تقيمها الحركة الإسلامية كان الشيخ القرضاوي حاضرا كفقيه أو كداعية وكمحرض سياسي..وإذا غاب فلم يكن يغيب شعره الحماسي الذي يلهب المشاعر ويثير العواطف ويحشد الأنصار والجماهير على قضاياها. ***
أما المفتاح الثاني لفهم خصوصية هذه العلاقة الفريدة بين الشيخ والحركة فهو في اتساع خريطة أفكار الشيخ الشيخ القرضاوي واهتماماته ونشاطاته وتطابقها مع مثيلتها لدى الحركة حتى يكاد يمثل وحده حركة موازية لها دون تعارض معها. لقد اتسعت خريطة اهتمامات الشيخ القرضاوي وأعماله بصورة يندر أن تتكرر لدي أبناء جيله فضلا عن خلفه من شيوخ الأزهر وعلمائه حتى ممن التحقوا بالحركة الإسلامية، وكانت المفارقة أنها- عند التدقيق – تتشابه وخريطة اهتمامات حركة الإخوان ونشاطاتها حتى تكاد تتطابق معها.
لقد اشتغل الشيخ القرضاوي في قضايا الدعوة والتربية، وقضايا الفقه والتفسير، وقضايا الاقتصاد والتنمية، وقضايا الثقافة والفكر، وفي العمل الخيري والإغاثي، وفي قضايا السياسة...وكان في كل حركته يتقاطع فكرا ومنهجا مع حركة الإخوان إن لم يتطابق معها..ليس هذا فحسب بل إن كتاباته تأتي دائما إما لتقدم الأساس الفكري والشرعي لعمل الحركة أو لتفكك قضايا الالتباس ومساحات التوتر التي تعوق حركتها. إبان الحقبة الناصرية في الستينيات وحين كانت الحركة تواجه تحديا على مستوى مشروعها الإسلامي الذي صار موضوعا للنقد والتحدي من قبل أنصار المشروع الاشتراكي كان اهتمام الشيخ القرضاوي بالدفاع عن هذا المشروع وحمايته من موجة النقد التي كادت تعصف به فكتب وقتها سلسلته الشهيرة عن حتمية الحل الإسلامي ( الحل الإسلامي فريضة وضرورة، الحلول المستوردة وماذا جنت على أمتنا، بينات الحل الإسلامي، أعداء الحل الإسلامي..).
وفي إبان انبعاث الصحوة الإسلامية في السبعينيات انصب جهد الشيخ القرضاوي على قضية ترشيد الصحوة الوليدة فكتب سلسلة رسائل وكتب مهمة في هذا الموضوع ( ظاهرة الغلو في التكفير، أين الخلل؟، فقه الأولويات، الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، والصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي، والصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، والصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد، ومن أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، وأولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة.
ثم لما تعددت تيارات الصحوة والجماعات العاملة لها بما فتح باب التنافس بينها والتصادم في بعض الأحيان حاول الشيخ القرضاوي وضع أسس للتعاون بين جماعات الدعوة والعاملين في حقلها، فكتب عن: شمول الإسلام، والمرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة، وموقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤي ومن التمائم والكهانة والرقى، والسياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها، وكيف نتعامل مع التراث والاختلاف والتمذهب... وكانت كتاباته في هذا الموضوع- في مجملها- شرحا وتطويرا للأصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا كأصول للمشروع الإسلامي الحركي الأول ( الإخوان المسلمين )، ولكن بصياغة جديدة وأكثر مناسبة للتعددية التي صارت إلىها الصحوة الإسلامية.
ثم لما صارت الحركة الإسلامية في تحدي سؤال الدولة؛ سواء نظريا أو واقعيا كما جرى في بعض البلدان التي تولت فيها الحركة السلطة اتجه الشيخ القرضاوي إلى بيان شكل الدولة ’’ الإسلامية ’’ التي يتصورها، وسعى للإجابة على إشكالات هذه المرحلة فكتب : ملامح المجتمع الإسلامي الذي ننشده، وشريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، الأقليات الدينية والحل الإسلامي، جريمة الردة وعقوبة المرتد في ضوء القرآن والسنة.
ولما انفتحت الحركة على سؤال العولمة والانفتاح على الآخر كان له سبق الاشتباك مع أسئلة اللحظة، فكتب: المسلمون والعولمة، خطابنا الديني في عصر العولمة، الإسلام والمسلمون وعلوم المستقبل على أعتاب القرن القادم، المسلمون والتخلف العلمي، ورعاية البيئة في شريعة الإسلام، وحقوق المسنين من منظور إسلامي، الغرب والإسلام، وربما افتقدت بعض كتاباته في هذه في قضايا مثل العولمة وحوار الأديان والحضارات الإحاطة اللازمة بموضوعاتها نظرا لطبيعتها الفكرية المعقدة والسن الذي بلغه الشيخ ( كتب في ذلك بعد السبعين ) إلا أنه كان رائدا في توجيه الحركة والاتجاهات الإسلامية إلى أهمية الاشتباك مع مثل هذه القضايا.
ربما افتقدت بعض كتاباته في قضايا مثل العولمة وحوار الأديان والحضارات الإحاطة اللازمة بموضوعاتها نظرا لطبيعتها الفكرية المعقدة والسن الذي بلغه الشيخ ( كتب في ذلك بعد السبعين ) إلا أنه كان رائدا في توجيه الحركة والاتجاهات الإسلامية إلى أهمية الاشتباك مع مثل هذه القضايا.
وقد عدد الشيخ القرضاوي من وسائل وآليات عمله التي جمعت ما بين التقليد والحداثة؛ من الخطبة والدرس الوعظي والمحاضرة العلمية ..إلى برامج الإذاعة والتلفاز والفضائيات وموقع الإنترنت. كما قارب ما بين الخاص والعام في حركته؛ من دروس تكوينية داخل الأطر التنظيمية بمستوياتها المختلفة إلى الوسائل المفتوحة التي تناسب العام من خارج التنظيم، وهو دائما رجل التنظيم بكل مستوياته ورجل العام بكل شرائحه وطبقاته
كما نوّع الشيخ الشيخ القرضاوي في بناء مشروعه بين الجهد الفردي وبناء المؤسسات؛ حتى بدا أقرب إلى مؤسسة متكاملة. فقد نجح الشيخ القرضاوي في بناء شبكة عالمية تتصل بكل أنشطته واهتماماته وتغطيها حتى يكاد لا يستثني مؤسسة من مؤسسات العمل الإسلامي بتخصصاته المختلفة في أنحاء العالم تقريبا منها إلا كان له بها صلة وثيقة؛ فهو عضو إن لم يكن مؤسسا لأهم مؤسسات العمل الإسلامي العالمية؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة في قطر.، مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجده.المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية( مؤسسة آل البيت) بالأردن، مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية بإسلام آباد، مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في اكسفورد، رابطة الأدب الإسلامي، جمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا ومركزها الخرطوم، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة بالكويت، مجلس إدارة صندوق قطر الإسلامي للزكاة والصدقة، مجلس أمناء الوقف الإسلامي لمجلة المسلم المعاصر، المجلس العلمي للكلية الأوربية للدراسات الإسلامية في فرنسا.هيئة الرقابة الشرعية لشركة الراجحي للاستثمار بالسعودية.هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي وبنك قطر الإسلامي الدولي ومصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وباكستان وبنك التقوى بسويسرا، المؤسسة الإعلامية الإسلامية العالمية بإسلام آباد، مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية لخدمة الإسلام على الإنترنت، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.وائتلاف الخير....ثم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه الشيخ القرضاوي كأهم تجمع لعلماء المسلمين في العالم.
للتواصل: [email protected]
.الشهاب
قراءة في جدلية الشيخ والحركة (2/3)
بقلم: حسام تمام *
والشيخ القرضاوي لدى حركة الإخوان ليس الفقيه والداعية الذي يكتفي بمد الحركة بالزاد الفقهي والدعوي فحسب؛ بل هو بالنسبة لها أيضا المربي والمؤطر التربوي وهو وجه لا يقل أهمية في وجوه القرضاوي، فهو شارك مبكرا في وضع البناء التربوي والثقافي داخل التنظيم عبر سلسلة مقالات مطولة كتبها لهذا الغرض تحت عنوان ’’ثقافة الداعية ’’ كانت تنشرها مجلة الدعوة التي كانت تصدرها جماعة الإخوان في السبعينيات.( وقد صدرت مجمعة فيما بعد في كتاب يحمل العنوان نفسه).
ثم وضع كتابا آخر عن ( الوقت في حياة المسلم ) كان موجها بالأساس لجمهور الدعاة، ثم وضع كتابا ثالثا بالغ الأهمية عن ( ظاهرة الغلو في التكفير ) كان له تأثير كبير في تحصين الصف الإخواني من هذه الموجة التي ضربت الحالة الإسلامية مدة عقدين. كما وضع الشيخ القرضاوي تصوره في القضية التربوية للحركة في كتاب مستقل ( التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا ) يعد من أهم الكتب المعتمدة لدي الحركة في هذا الباب.
كما كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة مثل لقاءات الأسر والكتائب وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة حتى ما قبل انشغاله. ثم هو قضي فترة داخل الجماعة يقوم بمهام التربية والتكوين للإخوان من خارج القطر المصري أثناء عمله ضمن قسم الاتصال بالعالم الإسلامي كما يروي في مذكراته عن رحلته إلى سوريا والأردن ولبنان.
ثم هو الذي تعمد دوما متابعة الحركة في مراحل نموها بالنصح والتوجيه وسعى إلى إرشادها إلى الوجهة الصواب فكتب عدة رسائل مهمة كانت كلها تدور حول ترشيد الحركة من أهمها : الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، والصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي، والصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، والصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد، ومن أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، وأولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة...إلى غيرها من مؤلفات ناصحة للحركة ولكن من داخلها؛ قد تحمل نقدا ولكنه بروح المحب الحادب علىها.
كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة مثل لقاءات الأسر والكتائب وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة حتى ما قبل انشغاله.
ووجوه الشيخ القرضاوي في حركة الإخوان تتجاوز الشيخ أو العالم الأزهري إلى المحرض السياسي الذي يقدم الوقود الديني لقضايا الحركة السياسية ومعاركها سواء أكانت معارك خاصة بالحركة أو كانت تتصل بالقضايا العامة أو ’’ قضايا الأمة ’’ التي احتلت قمة أولوياته فيما بعد حين كفّ عن دخول السياسة من باب الحركة الإسلامية الخاص.
لقد شارك الشيخ القرضاوي في مقتبل حياته بالخطابة السياسية تأييدا ودعما لمرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي ترشحوا لها في أوائل الخمسينيات، وكان يتنقل بين المدن خطيبا لهم حتى وصل في جولاته إلى جنوب الصعيد محرضا الناس على تأييد مرشحي الإخوان.
وحين انتقل إلى خارج البلاد وتراجعت أعماله التنظيمية تدريجيا قام الشيخ القرضاوي بهذا الدور في قضايا الأمة التي كان أبرز من تولوا الدفاع عنها وتحريض الناس من أجلها.. فاحتلت قضية فلسطين مبكرا اهتمامه، وخطب وحاضر من أجلها في كل مكان زاره ودافع عن الحقوق الفلسطينية مؤكدا على أنها أرض إسلامية من النهر إلى البحر وأنه لا حل إلا بقيام دولة إسلامية على أرضها عاصمتها القدس.. وقال فيها قصائد من الشعر حفظ الناس منها مقطعا يقول فيه:
فلسطين بلا قدس *** كجثمان بلا رأس.
وكان من العلماء الذين وقعوا على فتوى بأن أرض فلسطين كلها وقف إسلامي لا يجوز التصرف فيه سدا للطريق على التنازلات التي كان يخشى منها مع بدء العرب مفاوضات مع الكيان الصهيوني .واستمر الرجل يولي اهتماما خاصة بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية ودافع عن العمليات الاستشهادية حتى وضعت الولايات المتحدة على قوائم الممنوعين من دخول أراضيها ولاحقه اللوبي الصهيوني في بريطانيا لمنعه من زيارتها. ثم هو الذي دشن من أجلها مشروعات الدعم المادي والمعنوي وعلى رأسها مشروع ائتلاف الخير.
وربما لم تتفجر قضية تهم الأمة أو الحركة الإسلامية إلا ووقف فيها الشيخ القرضاوي محرضا يقدم وقود المعركة، فعل ذلك في أثناء الغزو والاحتلال السوفيتي لأفغانستان واستمر في حشد التأييد للمجاهدين حتى انسحاب السوفيت منها. وفعل ذلك في الغزو الأمريكي للعراق فكان أعلى الأصوات وأكثرها تأثيرا في رفض الحملة الأمريكية على أراضيه فأفتى بوجوب الجهاد لمقاومة الغزو الأمريكي ثم لمقاومة هذا الاحتلال، وكان من أكثر العلماء الذين أعلنوا موقفهم صراحة من اعتبار القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال يجب على الأمة مقاومتها ويجب عليها دعم المقاومين لها. وجر موقفه هذا عليه حملات إعلامية من بعض المنابر الإعلامية التي اتهمته بدعم الإرهاب.
في كل قضايا الأمة ومعاركها وأزماتها كان حضور الشيخ القرضاوي يتأكد يوما فيوم كزعيم ومحرض سياسي للشارع الإسلامي والمسلم في كثير من الأحيان، حتى صار تبنيه لقضية ما مقدمة أكيدة لتحويلها إلى قضية من قضايا الأمة.
تكرر الأمر في أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم فوقف الشيخ القرضاوي محرضا للشارع المسلم على الغضب احتجاجا على إهانة الرسول الأعظم وقاد معركة الاحتجاج ضد الدنمارك وكان أبرز من دعوا إلى مؤتمر نصرة الرسول الذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، ودشن حملة المقاطعة للشركات والمنتجات الدنماركية حتى اضطر حكومتها إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الرأي العام المسلم. وحدث ذلك أيضا في الأزمة التي خلفتها تصريحات البابا بنديكوس بابا الفاتيكان والتي تضمنت إساءة إلى الإسلام والنبي محمد صلي الله علىه وسلم، فقد كان الشيخ القرضاوي الأعلى صوتا والأكثر قدرة على حشد الشارع المسلم للاحتجاج ضد هذه التصريحات.
وفي كل قضايا الأمة ومعاركها وأزماتها كان حضور الشيخ القرضاوي يتأكد يوما فيوم كزعيم ومحرض سياسي للشارع الإسلامي والمسلم في كثير من الأحيان، حتى صار تبنيه لقضية ما مقدمة أكيدة لتحويلها إلى قضية من قضايا الأمة.
لقد كان الشيخ القرضاوي صاحب الصرخة الشهيرة ( ادفع دولارا تنقذ مسلما ) والتي سعى من خلالها لتعبئة جهود الأمة لدعم العمل الخيري والدعوي الذي تحتاجه. على أساس من دعوته هذه تأسست الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت والتي قامت لتحقيق هذا الهدف.
أما الوجه الذي لم يغب دائما للقرضاوي وكان شريكا في كل وجوهه الأخرى وكان حاضرا في كل أدواره داخل الحركة الإسلامية فهو وجه الشاعر، فمنذ شرخ شبابه وشعر الشيخ القرضاوي حاضرا بين أبناء حركة الإخوان، كتب مبكرا ولم يزل طالبا في المرحلة الثانوية مسرحيته الشهير ( عالم وطاغية ) التي يمجد فيها من مقاومة العلماء – في نموذج سعيد بن جبير- لظلم الحكام الطغاة – في نموذج الحجاج بين يوسف، فكان أبناء الحركة الإسلامية خاصة في أوساط الشباب الجامعي يؤدون هذه المسرحية في مناسباتهم وفاعلياتهم. كما اشتهرت قصيدته النونية التي كتبها في السجن الحربي يصف فيها الأهوال التي عاناها مع معتقلي الإخوان في هذا السجن المرعب، وتعد - مع قصيدة أبتاه للشاعر هاشم الرفاعي- من أهم قصائد السجون التي اشتهرت بين أبناء الحركة الإسلامية في نصف القرن الأخير.
كان الشيخ القرضاوي أعلى الأصوات وأكثرها تأثيرا في رفض الحملة الأمريكية على أراضيه فأفتى بوجوب الجهاد لمقاومة الغزو الأمريكي ثم لمقاومة هذا الاحتلال، وكان من أكثر العلماء الذين أعلنوا موقفهم صراحة من اعتبار القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال يجب على الأمة مقاومتها ويجب عليها دعم المقاومين لها. وجر موقفه هذا عليه حملات إعلامية من بعض المنابر الإعلامية التي اتهمته بدعم الإرهاب.
وللقرضاوي ديوانان من الشعر( نفحات ولفحات، والمسلمون قادمون ) مثلت قصائدهما وقودا لشباب الحركة الإسلامية يبثه روح الثورة والرغبة في الانعتاق من الظلم ويلهمه معاني التضحية والفداء من أجل أمته.
أثناء حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك كانت فاعليات التضامن التي تقيمها الحركة الإسلامية لا تبدأ أو تنتهي إلا بإنشاد قصيدته التي يقول في مطلعها:
أنا عائد أقسمت أني عائد *** والحق يشهد لي ونعم الشاهد
وعي القذيفة والكتاب القائد *** ويقودني الإيمان نعم القائد
وفي كل الفاعليات الجماهيرية التي كانت تقيمها الحركة الإسلامية كان الشيخ القرضاوي حاضرا كفقيه أو كداعية وكمحرض سياسي..وإذا غاب فلم يكن يغيب شعره الحماسي الذي يلهب المشاعر ويثير العواطف ويحشد الأنصار والجماهير على قضاياها. ***
أما المفتاح الثاني لفهم خصوصية هذه العلاقة الفريدة بين الشيخ والحركة فهو في اتساع خريطة أفكار الشيخ الشيخ القرضاوي واهتماماته ونشاطاته وتطابقها مع مثيلتها لدى الحركة حتى يكاد يمثل وحده حركة موازية لها دون تعارض معها. لقد اتسعت خريطة اهتمامات الشيخ القرضاوي وأعماله بصورة يندر أن تتكرر لدي أبناء جيله فضلا عن خلفه من شيوخ الأزهر وعلمائه حتى ممن التحقوا بالحركة الإسلامية، وكانت المفارقة أنها- عند التدقيق – تتشابه وخريطة اهتمامات حركة الإخوان ونشاطاتها حتى تكاد تتطابق معها.
لقد اشتغل الشيخ القرضاوي في قضايا الدعوة والتربية، وقضايا الفقه والتفسير، وقضايا الاقتصاد والتنمية، وقضايا الثقافة والفكر، وفي العمل الخيري والإغاثي، وفي قضايا السياسة...وكان في كل حركته يتقاطع فكرا ومنهجا مع حركة الإخوان إن لم يتطابق معها..ليس هذا فحسب بل إن كتاباته تأتي دائما إما لتقدم الأساس الفكري والشرعي لعمل الحركة أو لتفكك قضايا الالتباس ومساحات التوتر التي تعوق حركتها. إبان الحقبة الناصرية في الستينيات وحين كانت الحركة تواجه تحديا على مستوى مشروعها الإسلامي الذي صار موضوعا للنقد والتحدي من قبل أنصار المشروع الاشتراكي كان اهتمام الشيخ القرضاوي بالدفاع عن هذا المشروع وحمايته من موجة النقد التي كادت تعصف به فكتب وقتها سلسلته الشهيرة عن حتمية الحل الإسلامي ( الحل الإسلامي فريضة وضرورة، الحلول المستوردة وماذا جنت على أمتنا، بينات الحل الإسلامي، أعداء الحل الإسلامي..).
وفي إبان انبعاث الصحوة الإسلامية في السبعينيات انصب جهد الشيخ القرضاوي على قضية ترشيد الصحوة الوليدة فكتب سلسلة رسائل وكتب مهمة في هذا الموضوع ( ظاهرة الغلو في التكفير، أين الخلل؟، فقه الأولويات، الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، والصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي، والصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، والصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد، ومن أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، وأولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة.
ثم لما تعددت تيارات الصحوة والجماعات العاملة لها بما فتح باب التنافس بينها والتصادم في بعض الأحيان حاول الشيخ القرضاوي وضع أسس للتعاون بين جماعات الدعوة والعاملين في حقلها، فكتب عن: شمول الإسلام، والمرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة، وموقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤي ومن التمائم والكهانة والرقى، والسياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها، وكيف نتعامل مع التراث والاختلاف والتمذهب... وكانت كتاباته في هذا الموضوع- في مجملها- شرحا وتطويرا للأصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا كأصول للمشروع الإسلامي الحركي الأول ( الإخوان المسلمين )، ولكن بصياغة جديدة وأكثر مناسبة للتعددية التي صارت إلىها الصحوة الإسلامية.
ثم لما صارت الحركة الإسلامية في تحدي سؤال الدولة؛ سواء نظريا أو واقعيا كما جرى في بعض البلدان التي تولت فيها الحركة السلطة اتجه الشيخ القرضاوي إلى بيان شكل الدولة ’’ الإسلامية ’’ التي يتصورها، وسعى للإجابة على إشكالات هذه المرحلة فكتب : ملامح المجتمع الإسلامي الذي ننشده، وشريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، الأقليات الدينية والحل الإسلامي، جريمة الردة وعقوبة المرتد في ضوء القرآن والسنة.
ولما انفتحت الحركة على سؤال العولمة والانفتاح على الآخر كان له سبق الاشتباك مع أسئلة اللحظة، فكتب: المسلمون والعولمة، خطابنا الديني في عصر العولمة، الإسلام والمسلمون وعلوم المستقبل على أعتاب القرن القادم، المسلمون والتخلف العلمي، ورعاية البيئة في شريعة الإسلام، وحقوق المسنين من منظور إسلامي، الغرب والإسلام، وربما افتقدت بعض كتاباته في هذه في قضايا مثل العولمة وحوار الأديان والحضارات الإحاطة اللازمة بموضوعاتها نظرا لطبيعتها الفكرية المعقدة والسن الذي بلغه الشيخ ( كتب في ذلك بعد السبعين ) إلا أنه كان رائدا في توجيه الحركة والاتجاهات الإسلامية إلى أهمية الاشتباك مع مثل هذه القضايا.
ربما افتقدت بعض كتاباته في قضايا مثل العولمة وحوار الأديان والحضارات الإحاطة اللازمة بموضوعاتها نظرا لطبيعتها الفكرية المعقدة والسن الذي بلغه الشيخ ( كتب في ذلك بعد السبعين ) إلا أنه كان رائدا في توجيه الحركة والاتجاهات الإسلامية إلى أهمية الاشتباك مع مثل هذه القضايا.
وقد عدد الشيخ القرضاوي من وسائل وآليات عمله التي جمعت ما بين التقليد والحداثة؛ من الخطبة والدرس الوعظي والمحاضرة العلمية ..إلى برامج الإذاعة والتلفاز والفضائيات وموقع الإنترنت. كما قارب ما بين الخاص والعام في حركته؛ من دروس تكوينية داخل الأطر التنظيمية بمستوياتها المختلفة إلى الوسائل المفتوحة التي تناسب العام من خارج التنظيم، وهو دائما رجل التنظيم بكل مستوياته ورجل العام بكل شرائحه وطبقاته
كما نوّع الشيخ الشيخ القرضاوي في بناء مشروعه بين الجهد الفردي وبناء المؤسسات؛ حتى بدا أقرب إلى مؤسسة متكاملة. فقد نجح الشيخ القرضاوي في بناء شبكة عالمية تتصل بكل أنشطته واهتماماته وتغطيها حتى يكاد لا يستثني مؤسسة من مؤسسات العمل الإسلامي بتخصصاته المختلفة في أنحاء العالم تقريبا منها إلا كان له بها صلة وثيقة؛ فهو عضو إن لم يكن مؤسسا لأهم مؤسسات العمل الإسلامي العالمية؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة في قطر.، مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجده.المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية( مؤسسة آل البيت) بالأردن، مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية بإسلام آباد، مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في اكسفورد، رابطة الأدب الإسلامي، جمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا ومركزها الخرطوم، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة بالكويت، مجلس إدارة صندوق قطر الإسلامي للزكاة والصدقة، مجلس أمناء الوقف الإسلامي لمجلة المسلم المعاصر، المجلس العلمي للكلية الأوربية للدراسات الإسلامية في فرنسا.هيئة الرقابة الشرعية لشركة الراجحي للاستثمار بالسعودية.هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي وبنك قطر الإسلامي الدولي ومصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وباكستان وبنك التقوى بسويسرا، المؤسسة الإعلامية الإسلامية العالمية بإسلام آباد، مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية لخدمة الإسلام على الإنترنت، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.وائتلاف الخير....ثم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه الشيخ القرضاوي كأهم تجمع لعلماء المسلمين في العالم.
للتواصل: [email protected]
.الشهاب