المهدي المنتظر عقيدة وليس فكرة
حسام كمال
2009-06-20
ورد في صحيفة المستقلة الصادرة في الخرطوم في يوم الأحد الماضي في عمود وثبة لكاتبه البروفيسور علي عيسى تحت عنوان أوباما المنتظر وذلك تعليقا على خطاب اوباما الاخير بالقاهرة وحاول الكاتب من خلال مقاله أن يهدم عقيدة من عقائد المسلمين الثابتة في السنة الصحيحة.
يبدأ سعادة البروف مقاله قائلاً ’’على الرغم من أن فكرة المهدي المنتظر هي فكرة يهودية ونصرانية إلا أن المسلمين راقت لهم هذه الفكرة واعتقدوا بوجود مهدي منتظر يخلص البشرية من الشرك والظلم ويقيم العدل واستناداً على هذه الفكرة فقد بلغ عدد المهديين المنتظرين حتى الآن أكثر من (150) مهدياً بما فيهم مهدي السودان. وللأسف الشديد أنه في هذه الجزئية لم يأت بجديد وانما نقل ممن سبقوه في هذه الدعوى من أمثال الشيخ محمد رشيد رضا ومحمد فريد وجدي صاحب دائرة معارف القرن العشرين الذي انكر المهدي وأنكر المسيح الدجال والكاتب أحمد أمين صاحب كتاب ضحى الإسلام.
أنني لست من أهل العلم الذين يؤخذ عنهم العلم أوجه عناية القارئ الكريم الى رسالة بعنوان ’’الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي’’ للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد موجودة على النت ثم يواصل الكاتب هرطقته ويقول ’’بإمكاننا القول أن أوباما هو أحد المهديين المنتظرين الذي جاء ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً، فالفوضى التي نشرها بوش وقضت على الأخض واليابس وجعلت العالم غير آمن فإن أوباما المنتظر جاء ليعيد للعالم أمنه واستقراره وإقامة العدل’’ وهنا يتبين جهل الكاتب بما يقول فهو في بداية المقال قال إن فكرة المهدي المنتظر فكرة يهودية ونصرانية. والمهدي المنتظر لا بد أن يحمل نفس عقيدة من ينتظرونه فالذي ننتظره نحن مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.. وهل كل من أتقن فن الكلام وبث الوعود يعتبر مهديا منتظرا ياسعادة البروف!! ’’إن خطاب أوباما الذ ألقاه بجامعة القاهرة بمصر نهاية الأسبوع الماضي كان خطابا تاريخيا بما تحمله الكلمة من معنى وكان نقطة تحول هائلة في علاقة الغرب بالمسلمين’’ ولا أدري ما هو الجديد الذي أسال لعابك وفتق أفكارك في خطاب أوباما فجعلك تصفه بأنه نقطة تحول هائلة في علاقة الغرب بالمسلمين والذي تحول هو عقلك وليس علاقة الغرب بالمسلمين لأنها علاقة أوضحها الله منذ أمد بعيد بقوله :’’وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ’’.
يقول الكاتب وظهر فيه أوباما كأحد كبار الدعاة المسلمين وهو يستدل بالآيات القرانية ويتحدث عن الحضارة الإسلامية وقيمها الإنسانية ويدعو فيه دول العالم الإسلامي إلى الشراكة الحضارية ويفتح فرص الدراسة ببلاده’’ ..وهنا لا ننكر أن أوباما ادرك كيف يخاطب المسلمين وعرف أنهم يحترمون كلام ربهم لذلك عمد على حفظ بعض الآيات وإلقائها ولكن لا يشبه باي حال من الأحوال دعاة المسلمين لأن الدعاة يعلمون تفسير الآيات وتأويلها أم هذا فلا يعرف منها شيئاً غير قراءتها، أما فرص الدراسة لأبناء المسلمين في الغرب فهي ليست لتدريس القرآن وعلومه وليست لتدريس فقه الجهاد وانما لزرع أفكار هدامة يرجعون بها إلى بلادهم يفسدون بها عقيدة أهلهم ومعتقداتهم.
ثم يقول حتى وزيرة خارجيته واحتراماً منها للمسلمين فقد غطت رأسها بما يتماشى مع التعليم الإسلامي’’!! وهل تغطيتها لرأسها وكشفها عن ساقيها إلا مجرد مجاملة سياسية حمقاء؟!.. ثم لا يخفى على أحد الحرب الشعواء التي يقوده الغرب وأذياله على الحجاب.
يختتم الكاتب مقاله بهجوم على الإسلاميين حيث قال ’’هكذا يتضح أفق الإسلاميين (متطرفوهم ومعتدلوهم) فلا يعجبهم العجب ولربما يرون في انتهاج أوباما مسلك سلفه دليل استقامتهم على المنهاج، فالمطلوب من العالم الإسلامي طرح جديد ليواكب مطلوبات وتوجهات الإدارة الأمريكية’’..
ونقول لسعادة البروف أن الأفق المسلم تضبطه نصوص فيتسع ويضيق وفق أمر الشارع جل جلاله وليس وفق هواك أنت او هوى الإدارة الأمريكية والمطلوب من الإدارة الأمريكية أن تفعل أفعالاً وليس أقوالا تبرهن بها على حسن نواياها، وحماس وبن لادن وغيرهم من الأمثلة الاسلامية التي استدللت بها هم الذين اكتووا بنار أمريكيا لذلك لا تنطلي علينا زخارف القول.
أخيراً اعجبني تحليل رائع لخطاب أوباما للأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحليل صحيفة القدس العربي ’’ نصف اعتذار لا يكفي’’ تجدونه تحت هذا الرابط ولعل الأخ البروف يطلع عليه ليعرف كيف يكون التحليل.
.المشكاة