مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2024/01/07 16:39
خطر الصدام بكوريا هو الأعلى في 2024

بداية غير مبشرة بالأمان والاستقرار في كل من شبه الجزيرة الكورية وبلاد الشمس المشرقة عام 2024، ولم تهنأ الأجهزة الأمنية، والإغاثية، بأي قدر من الراحة، كما جرت العادة بتوقف الأعمال في تلك المنطقة من العالم لعدة أيام، ولفترة معتبرة نسبيا مقارنة بباقي عطلات السنة، غير أن الموقف انقلب رأسا على عقب إما بسبب غضب الطبيعة والكوارث، أو نتيجة لقذائف مدفعية كوريا الشمالية.

في عجالة، أبدأ باليابان، حيث وقعت كارثتان مميتتان، وحادثة طعن مروعة، في الأيام الثلاثة الأولى من عام 2024. بدأت بزلزال قاتل، بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، تسبب في وفاة 92 شخصًا، وما زال 242 آخرين غير معروف مصيرهم حتى صباح يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى اشتعال الحرائق، وانهيار المباني، وحدوث انفجار وانبعاث رائحة احتراق من إحدى محطات الطاقة النووية.

في اليوم التالي، 2 يناير 2024، اشتعلت النيران بطائرة مدنية يابانية، على متنها 367 راكبًا، بالإضافة إلى 12 آخرين من الطاقم، بعد اصطدامها بطائرة تابعة لخفر السواحل، متجهة لنقل مساعدات للمتضررين من الزلزال. وفيما نجحت -بامتياز وباحترافية- عملية إجلاء ركاب الطائرة الأولى، لقي 5 من طاقم الثانية مصرعهم.

في اليوم الثالث، 3 يناير، أصيب بجروح 4 ركاب بأحد خطوط مترو أنفاق طوكيو، نتيجة للاعتداء عليهم بسكين مما ترتب عليه توقف القطار، وإسعاف الضحايا.

على الجهة الأخرى من موقع الزلزال المميت بسواحل بحر اليابان/الشرقي، تشهد شبه الجزيرة الكورية حالة -غير مسبوقة- من الاستنفار العسكري، وسط تهديدات بيونج يانج بأن خطر الاشتباكات العسكرية والصدام مع سول وواشنطن سيكون هو الأعلى في عام 2024، محذرة الشطر الجنوبي "بأنه سيواجه لحظات أكثر إيلاما"!

في كلمته أمام الاجتماع العام لحزب العمال الحاكم، صرح الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، بأن الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية أصبح خطيرًا بشكل غير مسبوق، بسبب –ما أسماها- التحركات المناهضة لكوريا الشمالية من جانب الولايات المتحدة وأتباعها، ودعا الجيش إلى تسريع الاستعداد للحرب، مؤكدا أن بيونج يانج ستبادر بشن هجوم نووي، في حالة قيام أعدائها باستفزازات نووية.

وصف الزعيم كيم علاقات بيونج يانج مع سول بأنهما عاصمتان معاديتان، مؤكدًا أن شبه الجزيرة الكورية تقترب من صراع مسلح قد يقع في أي وقت، ومطالبًا بضرورة إخضاع أراضي الشطر الجنوبي بالكامل وبكل الوسائل، بما فيها النووية.

تهديدات بيونج يانج لم تتوقف عند هذا الحد، بل ألغت –من جانب واحد- اتفاقًا عسكريًا جرى توقيعه في عام 2018، وهادف للحد من التوترات بين الكوريتين، وأطلق الجيش الشمالي نحو 200 قذيفة مدفعية باتجاه جزيرتين حدوديتين مأهولتين بسكان الشطر الجنوبي. 

في الوقت نفسه، تشير الدلائل إلى عزم بيونج يانج إجراء التجربة النووية السابعة هذا العام، وتحديدًا، إما قبل الانتخابات العامة المقررة بالشطر الجنوبي في أبريل، أو تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، إضافة لترتيبات تجري لإطلاق 3 أقمار اصطناعية أخرى للتجسس، وتعزيز الترسانة النووية، وإنتاج معدات قتالية أحدث كالطائرات المسيرة الهجومية.
 
هذا التصعيد العسكري، ميدانيًا وشفهيًا، من جانب بيونج يانج، ردت عليه سول على الفور بإجراء تدريبات مدفعية بالذخيرة الحية بالجزر الشمالية الغربية، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق عام 2018، سبقتها تدريبات كورية جنوبية-أمريكية (مماثلة بالذخيرة الحية) لتعزيز استعدادهما القتالي المشترك. 

وقال وزير دفاع كوريا الجنوبية، شين وون-سيك: "في ضوء هذا الوضع الأمني الخطير يحتاج الجيش إلى تعزيز استعداده للتغلب على العدو، وأن القوة الهائلة فقط-وليس الكلمات والأوراق والوهم الباطل- يمكنها الحفاظ على السلام، وإذا قام العدو باستفزازات فلنسحق قدراته، من خلال معاقبته بشكل فوري وبقوة حتى النهاية".

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية التزامها بالدبلوماسية والحوار مع كوريا الشمالية، وصرح المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، بأن واشنطن ستظل ترحب بالمحادثات الدبلوماسية مع بيونغ يانغ، على الرغم من قيامها بإطلاق عدد غير مسبوق من الصواريخ الباليستية - 25 مقذوفًا في عام 2023- وتعتقد واشنطن أن الحوار المباشر سيظل هو الطريق المفضل لتحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن بيونج يانج مستعدة للحوار.

*نقلاً عن بوابة الأهرام

أضافة تعليق