هل تفرح بها ؟
ما مِن مسلمٍ إلا وله حاجة عظيمة إلى هذه الثلاث:
ساعة إجابة: يناجي فيها ربه؛ ليزيل همومه أو يحقق طموحه.
ممحاة خطايا: يمحو بها ما زلّت به القدم.
شحنة إيمانية: تُعينه على المسير في رضا مولاه، وتُـثبت خُطاه.
فإذا كنتَ تبحث عن هذه الحاجات فاستبشر خيراً، فلقد علِم ربك الرحمن الرحيم حاجتك وفاقتك، فشرَع لك يوماً كل أسبوع -إذا فاتتك بقية الأيام- لتجد فيه حاجاتك ومطالبك. شرع لك يوم الجمعة الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمسُ) رواه مسلم. وجعل فيه ساعة إجابة ترفع فيها حاجاتك وترجو من مولاك إجابتها، فقد ورد في الحديث أن: (فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّى، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ) متفقٌ عليه، وقد رجّح عددٌ من العلماء أنها آخر ساعة من عصر الجمعة.
وجعل سبحانه بفضله ورحمته يوم الجمعة كفارة لما اقترف العبد من الخطايا في أسبوعه، ففي الحديث: ( .. والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغشَ الكبَائِرُ) رواه مسلم.
وشرَع عز وجل خطبة الجمعة لتكون زاداً لمن حضرها، يُقوي بها إيمانه، ويَطمئنُ بمواعظها فؤاده.
ولـمّا كانت كل هذه المكارم والعطايا في يوم الجمعة؛ فلا عجب أن صار عيداً أسبوعياً لنا، ، ففي الحديث: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. ولا عجب أيضاً أن يحسدنا عليه اليهود، ففي الحديث: (إنهم -أي: اليهود- لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها) رواه أحمد.
فهل نترقب -في كل أسبوع- يوم الجمعة، فنفرح به، ونستشعر أجره، ونستثمر فضله؟
نقلاً عن مدونة منصور بن محمد المقرن