هو عباس بن قاسم عباس بن فرناس ولد عام 810م فى مدينة روندا بالأندلس وعاش فى إمارة قرطبة وذلك فى عصر الدولة الأموية وتلقى تعليمه بقرطبة ودرس علم الكيمياء والطبيعة وعلم الفلك وكان يتقن الشعر وعلم التنجيم وعندما تولى الخليفة عبدالرحمن الثانى حاكمًا للأندلس بدأ فى البحث عن الموهوبين من أبناء الأندلس لينضموا إلى مجلسه فاختار اثنين من الشباب ..الأول : الموسيقار التاريخى الشهير (زرياب) والثانى هو عباس بن فرناس نظرًا لإتقانه الشعر وعلم التنجيم وبعد وفاة الخليفة عبدالرحمن الثانى عام 852م استمر بن فرناس فى حضور مجلس الخليفة محمد حاكم الأندلس الجديد.
أما عن اختراعاته فلقد أضاف الكثير إلى الحضارة الإسلامية فاخترع الساعة المائية وأطلق عليها اسم الميقاته وصمم جهازًا لدراسة حركة النجوم، كما اخترع طريقة لصناعة الزجاج عديم اللون وقدم العدسات البصرية لتصحيح رؤية العين واخترع وسيلة لتقطيع الكريستال الصخرى والذى كان يصدر خصيصًا من الأندلس إلى مصر لتقطيعه ثم إعادته إلى الأندلس.
كان ابن فرناس عاشقًا لعلم الفلك فشيد مرصدًا وقبة سماوية بمنزله لدراسة حركة الأجرام السماوية وأصبح خبيرًا فى حركة النجوم.
أما عن علاقته بالطيران فهو أول من قرر التحليق فى الهواء وهذا هو السبب الأساسى فى شهرته فى تاريخ الإنجازات البشرية.
المحاولة الأولى كانت فى قرطبة من خلال اختراعه لأول وسيلة للتحليق فى الهواء تشبه المظلة الهوائية «الباراشوت» وقفز بها من أعلى منارة جامع قرطبة فى عام 852م وكانت محاولة ناجحة.
والمحاولة الثانية كانت فى عام 875م عندما قرر أن يحلق فى الهواء بعد أن صنع أجنحة خشبية كبيرة مغطاة بطبقة من الحرير وريش الطيور الجارحة وبدأ المحاولة من برج يطل على واد فسيح أمام أعين عدد غفير وحشد هائل من المشاهدين كان قد دعاهم لحضور هذه المحاولة وكان بينهم زميله فى مجلس الخليفة محمد الشاعر المؤمن بن سعيد والذى سجل هذا الحدث ونجح ابن فرناس فى أن يمكث فى الهواء نحو عشر دقائق وعندما حاول الهبوط أصيب بكسر فى ساقيه فلقد أخطأ فى أنه كان يجب أن يضيف الذيل إلى اختراعه الذى صممه كما ذكر فى مذكراته بعد ذلك لكنها كانت محاولة ناجحة لتحليق الإنسان فى الفضاء، ولقد كانت هذه المحاولة أول محاولة للطيران فى التاريخ البشرى واستمر تأثيرها عدة قرون بعد ذلك حتى تم اختراع البالون ثم الطائرة بواسطة الأخوان رايت.
ولقد توفى ابن فرناس بعد هذه المحاولة باثنى عشر عامًا وتخليدًا لذكراه أطلق اسمه على فوهة بركان من براكين القمر فهو الذى مهد لتحليق الإنسان فى الفضاء وأنشئ معهد لاختراع الطائرات الحديثة. ولقد قال عنه فيليب هيثى إن ابن فرناس هو أول رجل فى التاريخ قام بمحاولة علمية للطيران التى قام بها الاخوان رايت بأكثر من ألف عام.
**نقلا عن صحيفة روزاليوسف