بقلم /احمد عبدالملك المقرمي
لم ينقسم الصف الوطني في اليمن إزاء الهدف الأسمى لليمنيين تجاه الغاية في إسقاط الحكم الإمامي المتخلف، و لا تجاه المسعى العظيم للتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض.
تلكم روح نضالية جهادية نقية، لم تتردد عدن ان تهتف فيها لصنعاء، و لا توانت تعز أن تهتف لعدن، فكانت هذه و تلك بعضا لبعض ظهيرا ، فقد كان اليمنيون أجمعين مدد و روح الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر، بل كانوا- جميعا- مع الأمل المنشود لليمن في ثورة 1948م.
كان الأمل مشتركا، و الثورة واحدة، و الهدف محددا، و كان المشروع الوطني الجامع: التخلص من الإمامة و الاستعمار. جرى ذلك رغم أن البلاد كانت – يومها – بشطريها تحت حكم التخلف المستبد، و الاستعمار الغاشم. و بالرغم من ذلك ظهر الوطن متحدا، و برز الشعب موحدا، يهتف معا: لا رجعية و لا استعمار. وحدة الصف لا ترضى بالتبعية، و هو ما تميز به مناضلو الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر. وحدة الصف لا تتقزم في إطار قروي أو جهوي أو مذهبي أو عشيرة أو أسرة، و إنما تحمل مشروعا جامعا، و هدفا ساميا، و إرادة غير مثقلة، و لا مقيدة. وحدة الصف، معناها نكران الذات، و التخلص من الأحقاد ومن نزعات الانتقام.
وحدة الصف من قيم الحرية، و من مبادئ الأحرار، ومشروع الأحرار ، بينما الفرقة و الأثرة و الأنانية سلوك الاستبداد، و من قيم الاستبداد و التبعية. وحدة الصف ميدان يتسع للجميع بنضال لا يكل، و جهاد لا يتخلف حتي تتحقق الغاية و ينتصر الهدف. وحدة الصف أفعال في الميدان، إن لم تسبق الأقوال فإنها تتوازى معها. وحدة الصف لا تتباكى، و لا تقف عند أمسها كنائحة ثكلى، و إنما تخطط اليوم و تنفذ غدا في سباق مع الزمن، و تزامنا مع الفجر، فالنصر و الحرية أعظم منتج لوحدة الصف.
وحدة الصف ليست مجرد أمنية، بل هي غاية و هدف، و حقيقة لا مناورة، و هي ميدان لا أقوال.